هل يمكن أن تكون القوة الضاربة من الحشرات التي تحمل فيروساتٍ معدلةً وراثيًا أن تحمي مزارع أمريكا، أم أنّها عبارة عن أسلحةٍ بيولجيةٍ لا يمكن التحكم في صنعها؟

هذا هو النقاش الذي يدور حول مشروع البحث الجديد للبنتاجون الذي يسمى (الحشرات الحلفاء – Insect Allies).

المشروع مموّل من قبل وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدّمة (DARPA) ويتضمن المشروع استخدام تقنيات التعديل الجيني مثل تقنية كريسبر (CRISPR) وهي تقنية لتعديل الجينات مأخوذة من طريقةٍ دفاعيةٍ للبكتيريا للقضاء على الحمض النووي للفيروسات لحقن الحشرات بالفيروسات المعدلة والتي من الممكن أن تساعد في جعل محاصيل أمريكا أكثر قابليةً على التكيّف.

على سبيل المثال، لو تعرض حقل من الذرة إلى جفاف غير متوقع أو تعرض فجأة لمرض، فقد تقوم الحشرات الحليفة بنشر جيش من المن محمل بفيروس معدل جينيًا لإبطاء معدل نمو نبات الذرة.

وفقًا لموقع وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدّمة (DARPA)، هذه العلاجات المستهدفة قد تؤثِر في موسم نموٍّ واحدٍ، مع احتمالية أن تقوم بحماية نظام المحاصيل الأمريكي من تهديدات الأمن الغذائي مثل الأمراض والفيضانات والبرودة وحتى التهديدات التي قدمتها الجهات التابعة للدولة وغير التابعة للدولة.

أعضاء المجتمع العلمي يشككون في الخطاب الذي نُشِر في الخامس من أكتوبر في مجلة (The Journal Science)، إذ أظهر فريق مكوّن من خمسة علماءٍ قلقهم من حول إمكانية استغلال المشروع بسهولةٍ كسلاحٍ بيولوجيٍ أو على الأقل يمكن اعتباره أحد الأسلحة من قبل المجتمع الدولي.

قال سيلجا فوينكي المساعد في الخطاب وأستاذ القانون الدولي في جامعة فرايبورغ في ألمانيا لصحيفة (Washington Post): «في رأينا إنّ المبررات ليست واضحةً بالكفاية، فعلى سبيل المثال لماذا تُستخدم الحشرات؟ مع أنهم يستطيعون استخدام أنظمة الرش، إذ أنّ استخدام الحشرات كأداةٍ لنشر المرض هو سلاح بيولوجي كلاسيكي».

قال بليك بيكستين مدير برنامج الحشرات الحليفة: «في أيّ وقتٍ تقوم فيه بتطوير بعض التقنيات الحديثة والثوريّة سيكون هناك قدرات لكلٍ من الإمكانية الهجومية والدفاعية، لكنّ هذا ليس ما نفعله فنحن نوصل السمات الإيجابية إلى النبات ونريد التأكد من كوننا نوفر الأمن الغذائي؛ لأنّ الأمن الغذائي هو الأمن الدولي في نظرنا».

لا يزال مشروع الحشرات الحليفة في مراحله الأولية من التطوّر، وتلقت بعض الجامعات كجامعة ولاية بنسلفانيا وجامعة ولاية أوهايو ومؤسسة بويس طومسون وجامعة تكساس في أوستينا بعض التمويل لكي يبحثوا بصورةٍ أكبر في الموضوع.

أخبر بيكستين صحيفة واشنطن أنّ المشروع قد حقق أول النتائج المهمة عن طريق اختبار ما إذا كانت تستطيع حشرة المن إصابة حقل من الذرة بفيروسٍ معدّلٍ ما سيسبب توّهجه.. ووفقًا لصحيفة واشنطن فإنّ الذرة قد توّهجت.


  • ترجمة: يوسف ياسر
  • تدقيق: رند عصام
  • تحرير: تسنيم المنجّد
  • المصدر