في ليلة صافية، بإمكانك رؤية النجوم بوضوح ولعلّك تستطيع الإشارة للعديد منها، كالدّب الأكبر وحزام أورايون أو حتّى برجك المُتلألئ في قبّة السماء.

ولكن حتّى يكون بإمكانك رؤية النجوم البعيدة فإنّك بالتأكيد بحاجة إلى منظار فلكيّ قويّ.

في الحادي عشر من شهر حزيران من العام 2008، أطلقت ناسا (التلسكوب الفضائيّ فيرمي المتخصص بإلتقاط أشعة غاما -Fermi Gamma-ray Space Telescope)، والذّي بإمكانه رسم خريطة لجميع النجوم من حولنا بواسطة استخدام تقنية أشعة غاما، ويقوم بذلك كل ثلاث ساعات.

والآن أصبح لمصادر هذه الأشعة مجموعتها الخاصة من الأبراج.

أشعة غاما هي نوع من أنواع الضوء والذّي يمتلك أعلى طاقة، لكننا لا نستطيع رؤيتها بالعين المجردة، أي أنّ الخرائط التي يرسمها تلسكوب فيرمي تختلف بشدّة عن ما نراه عند نظرنا إلى الأعلى نحو السماء.

حتّى اليوم، وجد تلسكوب فيرمي ما يقارب الثلاثة آلاف مصدر لأشعة غاما، وهي تحتوي على جميع النجوم النيوترونيّة الدوّارة والثقوب السوداء التّي نعرفها.

وللاحتفال بمرور عشر سنوات على العمل المضني، قرر فريق العمل في مشروع فيرمي صُنع واحد وعشرين مجموعة نجميّة (برجًا) من أصل 3000 مصدر.

تقول جولي ماكينري – العالمة المشاركة في مشروع فيرمي -: «لقد كان من الممتع حقًا صنع هذه الأبراج، لتسليط الضوء على عقدٍ من نجاحات تلسكوب فيرمي».

كما تضيف: «بطريقة أو بأخرى، فإنّ علاقة تربط جميع تشكيلات أشعة غاما بعلم فيرمي».

العلم يلتقي بالفن:

استمتع الفريق بالمشروع، واستلهموا من بعض الأفلام ومسلسلات الخيال العلميّ، كآلة السفر بالزمن من مسلسل “Doctor Who”، والمركبة الفضائيّة في سلسلة “Star trek” والمطرقة من فلم “Thor”.

ويمكنك استعراض هذه المجموعات ضمن موقع تفاعليّ على الإنترنت من هنا والتّي صممتها الفنانة (أورور سيمونيه – Aurore Simonnet).

وعند النقر على أحد هذه الأبراج ستجد رابطًا لصفحة تحتوي على معلوماتٍ حول مصادر أشعة غاما بداخله، ما يمنحك فرصة للارتقاء بمعلوماتك بطريقة ممتعة.