لن تكون الإصابة بالإنفلونزا يومًا ما أمرًا سعيدًا البتة، ولكن بالنسبة للمرأة الحامِل فالإنفلونزا يمكن أن تصبح خطيرة وذلك لأن المرأة الحامِل تعتبر إحدى الفئات المعرضة للخطر الشديد إذ تكون أكثر قابلية للإصابة بمضاعفات الإنفلونزا.

وبصرف النظر عن الخطر، ففي موسم الإنفلونزا الأخير تلقى ٤٩.١٪ فقط -أقل من النصف- من النّساء الحوامِل في الولايات المتحدة لّقاح الإنفلونزا وذلك وفقًا لمركز الوقاية من الأمراض ومكافحتها في الولايات المتحدة (CDC).

تقول الدكتورة لاورا رايلي البروفيسورة في (Given Foundation) والأستاذة في قسم أمراض النّساء والولادة في كلية طب ويل كورنيل (Weill Cornell Medicine): «حين تأتي المرأة الحامِل وتسأل: هل عليَ أن أتلقى لّقاح الإنفلونزا؟ يكون جوابي نَعَم»، وقالت ذلك في مؤتمر صُحُفي في 27 من أيلول الماضي.

تقول رايلي: «السبب هو أن الحَمْل يُغيّر من نِظام المَنَاعَة، خلال حمل صِحيّ لا يعمل الجهاز المناعي على الوّجه المطلوب تمامًا لتُكافح الفَيروس. لذا حين تصاب الحوامِل بالإنفلونزا، تعاني الواحدة منهن من المرضَ بشكل أشد من غير الحامِل، وبينما تَصل مَرحلَة الحَمْل إلى الثّلث الثاني من فترة الحَمْل، تزيد احتمالية اشتداد المرض وحتى الموت كذلك».

وتقول: «وليس نِظام المَنَاعَة المُتغيّر هو من يجعل الحامِل أكثر عرضة للإنفلونزا وحسب، وذلك لأن حجم رئتي المرأة يتناقص بتقدم مَرحلَة الحَمْل (ويأخذ الجَنين حَيزًا أكبر للنمو)، وتغدو بذلك عملية التخلّص من العدوى (الإنتان) أمرًا أصعب».

وتضيف رايلي قائلة: «كما أن الإصابة بالإنفلونزا يعرض الطفل الجَنين للخطر كما الأم: في حال تعرضت الأم لحمى طويلة بسبب الإنفلونزا، أدّى ذلك إلى عُيوب خلقية في الطفل».

لكن أمرًا آخر يعتبر مسألة شائعة وهو أن الحوامِل اللواتي أصبن بالإنفلونزا خلال الحَمْل أكثر عرضةً لإنجاب أطفال خدج من الحوامِل اللواتي لم يُصبن بالإنفلونزا.

وتقول رايلي: «هذه مشكلة نشهدها كل عام، والمشاكل التي ترافق الولادة المبكرة قد تصبح مشكلة لمدى الحياة لبعض الأطفال».

تقول رايلي: «يؤدي لّقاح الإنفلونزا إلى خلق الأجسام المضادة في الجسم والتي تخترق المشيمة إلى الجَنين، وتحمي هذه الأجسام المضادة الطفل من التعرض للإنفلونزا في الأشهر الستة الأولى من حياته».

في الواقع، تنصح الـ(CDC) والكلية الأمريكية لأمراض النّساء والولادة (American College of Obstetricians and Gynecologists) أن على كلِّ امرأة حامِل تلقي لقاحًا للإنفلونزا، وتقول رايلي: «يمكنهن القيام بذلك خلال أي مَرحلَة من مراحل الحَمْل».

وأضافت: «تبقى أنظمة المَنَاعَة الخاصة بالنّساء في هذه الحالة المتيقظة لأسبوعين بعد الولادة، لذا ينصح بتلقي النّساء ما بعد الوضع للّقاح في حال لم يتلقين ذلك».

تقول رايلي: «تُظهِر الدّراسات أن النّساءَ الحوامِل اللواتي أَخذْن اللّقاح كانوا أقلُ عرضة للمكوث في المشفى أثناء الحَمْل من النّساء اللواتي لم يتلقينه، وترغب الحوامِل بحماية أطفالهن بطبيعة الحال، واللّقاح فعال وآمن».

ووفقًا لل CDC، فقد كان موسم الإنفلونزا في العام الماضي هو الأسوأ خلال الأربعة العقود الماضية، حوالي 80 ألف حالة وفاة و900 ألف حالة احتاجت للاستشفاء.


  • ترجمة: لُبيد الأغبري
  • تدقيق: أنس حاج حسن
  • تحرير: صهيب الأغبري
  • المصدر