لا يشعر العالم اليوم عاطفيًّا بحرارةٍ عالية، فقد وجد مسحٌ جديد لعواطف الناس اليومية أنّ تقارير العواطف السلبيّة حول العالم مثل الحزن والقلق والتوتر قد ارتفعت عبر العقد الماضي لتصل إلى مستوىً قياسيّ في 2017.

والأكثر من ذلك أنّ تقارير المشاعر الإيجابية هبطت بشكلٍ طفيفٍ في 2017 مقارنةً بالسنة الماضية وفقًا لمسح شركة Gallup وهي شركة مُختصّة بالتحليلات والمشورة.

كما كشف المسح أيضًا وبناءً على تقارير المشاعر الإيجابية أنّ أسعد دولة في 2017 كانت الباراغواي مُسجّلةً بذلك العام الثالث على التوالي الذي تتصدّر فيه الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية المركز الأول، بينما كانت الدولة الأتعس هي أفغانستان.

قام الباحثون من أجل المسح  بإجراء مقابلة مع أكثر من 154000 شخص في 147 دولة خلال 2017.

سُئل المشاركون فيما إذا واجهوا عواطف أو تجارب إيجابية أو سلبية مُحدّدة في اليوم السابق، مثلاً (من أجل المشاعر الإيجابية) سُئلوا إذا كانوا مرتاحين أو تمّت معاملتهم باحترام أو ابتسموا أو ضحكوا كثيرًا أو استمتعوا بوقتهم  في اليوم السابق، ومن أجل التجارب السلبية سُئلوا إذا شعروا بالقلق أو الحزن أو التوتر أو الغضب أو الألم الجسديّ في اليوم السابق.

(المعدل هنا من 100)

ثم استخدمت Gallup هذه الردود لإنشاء معدل قياسي من التجارب الإيجابية والسلبية لكلّ بلد، والعالم ككل.

ووجد مسحٌ عام 2017 أنّ الناس (بشكلٍ إجمالي) في جميع أنحاء العالم لديهم معدل مشاعر سلبيّة قدره 30 وهو أعلى معدل للمشاعر السلبية قاسته Gallup منذ أن بدأت الشركة بإجراء المسح عام 2006، (وبالمقارنة مع عام 2016 كان المعدل العالمي للمشاعر السلبية هو 28 بينما في 2006 كان 24).

وقال محمد يونس مدير التحرير في Gallup في التقرير: «وبشكلٍ إجماليّ يعاني العالم من التوتُّر والقلق والحزن والألم اليوم بشكلٍ أكبر مما رأيناه مسبقاً».

كان سبب هذه الزيادة هو الارتفاع في التقارير بمشاعر القلق والتوتر والحزن والألم الجسدي.

وعلى المستوى الدولي فإنّ معظم الدول ذات المعدلات العالية من المشاعر السلبية كانت تعاني من الحروب أو الاضطرابات الأُخرى عام 2017.

إنّ الدولة صاحبة المعدل الأعلى للمشاعر السلبية هي جمهورية أفريقيا الوسطى (CAR) والتي عانت من تجدّد القتال بين المجموعات المسلحة الأمر الذي أجبر الآلاف من الناس على مغادرة بيوتهم عام 2017 كما أُخبِرَت شركة Gallup، كما أنّ معدل جمهورية أفريقيا الوسطى 61 هو أعلى معدل قامت Gallup بتسجيله في العقد الماضي. ومن بين الدول الأخرى ذات المعدلات العالية من المشاعر السلبية هي العراق بمعدل 59 وجنوب السودان بمعدل 55 والتشاد بمعدل 54.

تمتلك الولايات المتحدة معدل مشاعر سلبية 32 وهو أعلى بقليل من المعدل العالمي، ومن بين الدول ذات الدخل العالي والتي تُشكل أعضاء منظمة التعاون الاقتصادي و التنمية (OECD) تُعتبر الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة رابع أعلى معدل من المشاعر السلبية متعادلةً مع اثنتين من الدول الأخرى (تشيلي وتركيا).

وقال 49 بالمئة من الأمريكيين بأنّهم قد عانوا من التوتر الشديد في اليوم السابق وهذا أعلى من المعدل العالمي وهو 37 بالمئة.

العواطف الإيجابية:

المعدّل العالمي للمشاعر الإيجابية في 2017 كان 69 من 100 والذي انخفض بشكل طفيف عن معدل 70 في 2016 و 71 في 2015، ولكن معدل المشاعر الإيجابية لعام 2017 غير متوافق مع نتائج العقد الماضي، كما تقول Gallup.

وعلى المستوى الدولي تتصدّر البارغواي القائمة بمعدل 85 وتليها كولومبيا ثم السلفادور وغواتيمالا والتي تعادلت جميعها بمعدل 82، وأشارت Gallup إلى أنّ دول أمريكا اللاتينية تميل لأن تسيطر على قائمة الدول الأكثر سعادة والذي من الممكن جُزئيًّا أن يكون بسبب الاتجاه الثقافي في هذه المنطقة نحو التركيز على إيجابيات الحياة.

للولايات المتحدة معدل مشاعر إيجابية 78 والذي يقع فوق المعدل العالمي، هذا المعدّل يضع الولايات المتحدة في المرتبة الرابعة بين أعضاء OECD متعادلةً مع فنلندا.

وقال حوالي 82 بالمئة من الأمريكيين أنّهم قد ابتسموا أو ضحكوا كثيرًا في اليوم السابق وأنّ 92 بالمئة منهم قد تمّت معاملتهم باحترام.

وقال يونس: «وبغضّ النظر عن مكان وقوع دولة ما على مؤشرات المشاعر الايجابية أو السلبية فإنّ كل القادة بحاجة إلى مراقبة الحالة العاطفية للناس الذين يقودونهم، كما لا يستطيع القادة قيادة مجتمعاتهم بفعالية والبحث عن فرص أفضل لمواطنيهم وضمان أن تعيش الأجيال القادمة حياة أفضل من الأجيال السابقة دون أن يتابعوا عن كثب كيفية تقييم المواطنين لحياتهم وفهم الحقائق المحلية التي يواجهونها».


  • ترجمة: عدي بكسراوي
  • تدقيق: ماجدة زيدان
  • تحرير: زيد أبو الرب

المصدر