تُعاني العديد من النساء من الغازات خلال فترة الحمل والتي عادة ما تختفي من تلقاء نفسها، إلا أن العلاجات المنزلية يمكن أن تُساعد في تخفيف الانزعاج الذي يصاحبها والتقليل من كمية الغاز أيضًا.

ويُعزى الشعور بالغازات لارتفاع مستوى هرمون البروجيستيرون، الذي بدوره يُرخي الأمعاء خلال فترة الحمل.

هذا الاسترخاء يبطئ عملية الهضم، ما يجعل من الإمساك احتمالًا ممكنًا لحدوث انتفاخ في البطن بالإضافة إلى التجشؤ.

كما تعاني المرأة من غازات أكثر في الفترة الأخيرة من الحمل، أي عندما يكبر الجنين ويشكل ضغطًا إضافيًّا على التجويف البطني.

في حين أنه من المستحيل منع الغازات أثناء الحمل، إلا أن هناك علاجات أو طرق عديدة قد تخفف من الإنزعاج المُصاحب للغازات.

كما تمنع هذه العلاجات الإمساك، الذي يساهم بشكل كبير في حدوث هذه الغازات.

1- شرب الكثير من الماء

توصي الأكاديمية الوطنية الأمريكية للطب -التي كانت تعرف سابقًا بالمعهد الطبي- النساءَ الحوامل بشرب ما يقارب 10 أكواب أو 2.3 لترًا من الماء في اليوم الواحد.

إذ يساعد شرب الماء قبل أو بعد وجبة الطعام، في عملية الهضم، فالطعام غير المهضوم يمر إلى الأمعاء الدقيقة ويتحلل بفعل بكتيريا خاصة و يُنتَج الغاز خلال هذه العملية.

وبالتالي، فإنّ بقاء الجسم متشبعًا بالماء يساعد في تقليل تجمع الغازات ومنع الإمساك أيضًا.

ومن جهة أخرى، يكون البراز في حالات الجفاف يابسًا وصلبًا.

وبالتالي فإنّ شرب الكثير من الماء يجعل البراز ليّنًا ليمر بسهولة عبر القولون.

وكذلك، يُفضّل ارتشاف الماء ببطء بدلًا من بلعه أو تجرعه بكمية كبيرة -وهذا ما يفعله البعض- فمن المرجح ابتلاع الهواء مع الماء، وهذا يساهم في حدوث الغازات.

2- تجنب بعض المشروبات

يعاني بعض الناس من الغازات عند شرب مشروبات تحتوي على المكونات التالية:

– ثاني أكسيد الكربون

يوجد غاز ثاني أكسيد الكربون في مشروبات واسعة المدى، من ضمنها:

  • الكولا وغيرها من المشروبات الغازية.
  • مشروبات الطاقة الغازية.
  • المياه الفوارة ومنها المياه المقوية.
  • ويتخلص الأشخاص من هذا الغاز من خلال التجشؤ، لكنه أيضًا يؤدي إلى انتفاخ البطن.
  • وتسهم السكريات المُضافة أو المُحليات الإصطناعية في المشروبات الغازية في غازات الأمعاء.
– فركتوز أو سكر الفاكهة

ويعتبر الفركتوز من السكريات الطبيعية الموجودة في أغلب الفواكه.

وغالبًا ما يضيف المُصنّعون سكر الفركتوز إلى العديد من الحلوى والمشروبات.

وفي بعض الحالات تحدث صعوبة في هضمه لدى بعض الأشخاص، إذ يتخمر السكر في الأمعاء الغليظة مُحدثًا غازات وانتفاخ وتُعرف هذه الحالة طبيًّا (بسوء امتصاص الفركتوز- Fructose malabsorption).

– السوربيتول

ويعتبر السوربيتول سكرًّا بديلًا ذا سعرات حرارية منخفضة.

ومع ذلك، عدم قدرة الجسم على هضمه تُسبّب آلامًا في البطن لدى بعض الأشخاص بالإضافة إلى الانتفاخات والغازات.

3- الحفاظ على اليوميات الغذائية

تختار معظم النساء خلال مدة الحمل غذاءً صحيًّا غنيًّا بالألياف، وبإضافته إلى النظام الغذائي يمكن أن يزيد من كمية الغاز لفترة قصيرة.

إذ تحتوي بعض الأطعمة الغنية بالألياف على كربوهيدرات معقدة تُسمى oligosaccharides.

تقوم البكتيريا في المعدة بتكسير هذه الكربوهيدرات المعقدة لينتج عن هذه العملية غاز النيتروجين، ويكون هذا الغاز حساسًا لبعض الأشخاص دونًا عن غيرهم.

ومن الأطعمة التي تحتوي على oligosaccharides:

  • الفاصولياء
  • الحبوب بأنواعها
  • الملفوف
  • القرنبيط
  • الكرنب (الملفوف)
  • نبات الهليون

4- تناول المزيد من الألياف

تساعد الألياف في تقليل الإمساك الذي يُعتبر السبب الرئيسي لغازات المعدة.

ويتحقق هذا من خلال تليين الفضلات وسهولة مرورها عبر الأمعاء وتسريع عملية الهضم ما يعطي وقتًا قليلًا للغازات لكي تتجمع.

هناك استراتيجيات يجب أن تُتَبع إذا أراد شخص ما أن يحوّل نظام غذائه إلى نظام غنيّ بالألياف وذلك لتفادي ازدياد الغازات لفترة مؤقتة، كما التالي:

  • زيادة كمية تناول الألياف تدريجيًّا على مدى أشهر.
  • تناول أجزاء صغيرة من الطعام الغني بالألياف ولذلك لإعطاء الوقت الكافي للهضم.
  • مضع الطعام بشكل كامل حتى تكون عملية الهضم سهلة.
  • شرب الكثير من السوائل لضمان وجود ما يكفي من الماء لتليين البراز الليفي.

5- تناول مكملات الألياف

وجدت دراسة جدولية في سنة 2015 أنّ تناول النساء الحوامل لهذه المكملات تزيد من عدد مرات التغوط وتجعل البراز في حالة أفضل تماسكًا من الذين لا يتناولون هذه المكملات. وأشار الباحثون إلى أن تأكيد هذه النتائج يتطلب المزيد من البحث.

6- التمرن بانتظام

يُشير البحث إلى أن ممارسة الرياضة تُسرع من الهضم كما تريح من الإمساك.

أجريت دراسة في سنة 2012 على أفراد أصحاء بلغ عددهم (46)، وقد وُجد أن المستويات المتوسطة والعالية من الرياضة تُحسّن من عبور البراز عبر القولون، وهذه المرحلة تستغرق مقدارًا من الوقت ليمرّ البراز عبر الأمعاء الغليظة.

توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، النساءَ الحوامل بأن تحصلن على 150 دقيقة من التمارين الرياضية الهوائية متوسطة الحدة، مثل المشي السريع كل أسبوع.

ومن الأفضل تقسيم هذا النشاط على مدى عدد من الأيام.

وكما يوصي هذا المركز النساء اللاتي يقمن بالتمارين الهوائية عالية الحدة -مثل الجري- بأخذ نصائح أطبائهن في كيفية تعديل النظام الرياضي خلال فترة الحمل.

7- ارتداء ملابس مريحة

إنّ ارتداء الملابس الضيقة يمكن أن يضيف ضغطًا على البطن ما يؤدي إلى زيادة تراكم أو تجمع الغازات.

وبالتالي فارتداء ملابس الأمومة الفضفاضة في أواخر مراحل الحمل يمكن أن يساعد في تخفيف هذه المشكلة.

8- الحد من مستويات التوتر

يعاني بعض الناس من أسوأ الغازات حينما يكونون مجهَدين.

وقد يكون هذا بسبب ميول بعضهم لابتلاع الهواء في حالة التوتر.

فالغاز المرتبط بالقلق (Stress-related gas)، قد يكون أحد أعراض متلازمة القولون العصبي، وهو عبارة عن اضطراب في الجهاز الهضمي، إذ يتسبب بأوجاع بطنية وتغيرات في طبيعة الأمعاء كحدوث إمساك أو إسهال.

كما توجد أعراض أخرى مثل: انتفاخ البطن والتشجنات في عضلات البطن والغازات.

وعلى الرغم من أنّ السبب الدقيق للقولون العصبي غير معروف، إلا أنّ الأبحاث تُشير إلى أن القلق يمكن أن يزيد من هذه الأعراض.

تُعاني النساء خلال فترة الحمل من الغازات الناجمة عن القلق، فمن المحتمل أن يستفدن من كيفية التعامل مع الضغوطات والمعالجة بالاسترخاء، مثل: التأمل واليوغا.

وتُشير دراسة في 2016 أنّ اليوغا يمكن أن تكون علاجًا فعالًّا وآمنًا للأفراد الذين يعانون من أعراض القولون العصبي.

متى أرى الطبيب؟

من المحتمل أن تشعر المرأة الحامل من انزعاج مُصاحب للغازات وانتفاخ في البطن، إلا أن هذه الأعراض نادرًا ما تؤثر على الجنين.

لكن عليها استشارة الطبيب في حال كانت الغازات مصاحبة للتالي:

  • ألم شديد في البطن يستمر لأكثر من 30 دقيقة.
  • إمساك يستمر لأكثر من أسبوع.
  • إسهال يستمر لأكثر من يومين.
  • براز أسود اللون أو دموي.
  • الغثيان و التقيؤ.

هذه الأعراض قد تُشير إلى وجود مشكلة خطيرة، لذا فتقييم الطبيب مهم عندها.


  • ترجمة: رفاه عبد الرزاق
  • تدقيق: سهى يازجي
  • تحرير: صهيب الأغبري
  • المصدر