عدم الحصول على قدر كافٍ من التمرينات الرياضية مشكلة عالمية.

يضع 1.4 مليار بالغ حول العالم أنفسهم في خطر الإصابة بالأمراض المزمنة بسبب نشاطهم البدني المنخفض، تبعًا لتقريرٍ جديدٍ من منظمة الصحّة العالمية منشور في مجلة لانسيت Lancet Global Health journal.

أوصت منظّمة الصحّة العالميّة بإرشادات لتحسين الحالة الصحّية البدنيّة مشابهة لتلك الموضوعة بواسطة مركز التحكُّم في الأمراض CDC، فعلى الراشدين الأصحّاء أن يحصلوا على تمرينات رياضية على الأقل لمدّة ساعتين ونصف من التمرين المتوسط أسبوعيًّا، أو 75 دقيقة من التمرين المكثّف، بالإضافة ليومين مخصّصين لتقوية العضلات.

وجد التقرير أنّ 32% من النساء و23% من الرجال لا يحصلون على القسط الكافي من الرياضة، حتى مع حساب أوقات المشي العادي وركوب الدراجات، كما أنّ قياسات مركز التحكّم في الأمراض لا تشمل العمل لأن هذه الأنشطة ليست على نتيجة إيجابية كتلك التي تظهر مع التمارين الرياضيّة.

وجد المركز أنّ الدول الغنيّة هي الأكثر خمولًا، فقد كان 40% من راشدي الولايات المتحدة و36% من راشدي المملكة المتحدة خاملين.

قلقٌ بالغٌ!

لم تتحسن هذه المعدلات منذ عام 2001، كما يشير تقرير منظمة الصحة العالمية.

كما أنّها ازدادت سوءًا في بعض الدول الثّرية مثل الولايات المتحدة وألمانيا، البرازيل والأرجنتين في أمريكا اللاتينية، ودول أخرى في أجزاء البحر الكاريبي.

تقول قائدة الدراسة الدكتورة ريجينا جوتهولد Regina Guthold: «على عكس المخاطر الصحيّة الكبيرة، فإنّ مستويات المجهود البدني المنخفض ليست عالمية، في المتوسط، وصل عدد البالغين الذين لا يمارسون التمارين الرياضية المطلوبة نحو الربع».

تقول رابطة القلب الأمريكية American Heart Association أنّ هذا المعدل المتزايد من الخمول يؤدّي إلى قلق بالغ.

ذلك لأنّ نقص النشاط البدني يؤدّي إلى زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وضغط الدم المرتفع، والكوليسترول والسمنة.

تتفاوت معدّلات النشاط البدنيّ على مستوى العالم، ففي أوغندا والموزمبيق يبلغ عدد الخاملين رياضيًّا نحو 6% فقط من السكان، ما يجعل هذه البلدان الأكثر نشاطًا حول العالم كما يشير التقرير.

أمّا في الكويت والمملكة العربية السعودية والعراق، أكثر من 50% من السكان لا يمارسون الرياضة، وكان للنساء النصيب الأكبر من عدم النشاط، باستثناء منطقة الجنوب الشرقي الآسيوي.

كيف تصل لمعدلات اللياقة المطلوبة؟

إنَّ عدم الحصول على النشاط الرياضي يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والنوع الثاني من السكري، والخرف، والسرطانات المختلفة، ولكي تصل للمعدلات المطلوبة من النشاط الرياضيّ طبقًا لتوصيات مركز التحكُّم في الأمراض ومنظمة الصّحة العالمية عليك أن تخصص 30 دقيقة يوميًّا لممارسة الرياضة، خمسة أيّام من التمارين متوسّطة الحدَّة –مثل 30 دقيقة من المشي أو ركوب الدراجة– تُعتبر كافية للوصول للحد الأدنى للتوصيات.

بعد ذلك يجب أن يكون هناك يومين من تدريبات القوة العضلية التي تتضمن رفع الأوزان، لأن تلك التمارين هي المثالية لتقوية العظام والعضلات.

إذا كانت هذه التمارين تبدو كثيرة، يمكنك اختصار المسافة عن طريق رياضات كالجري أو السباحة، أو أي رياضة تزيد من عمل القلب، تلك تتطلب قضاء 75 دقيقة أُسبوعيًّا فقط فيها للوصول للمطلوب، فإذا كنت تعيش في الرفاهية فهذا يعني أنك تحتاج إلى قضاء بعض الوقت فوق المعتاد في ممارسة الرياضة.

يتلف الجلوس طوال اليوم قلبك تدريجيًّا، ومعظم الدراسات تشير إلى أنّ الرياضة وإرشادات اللياقة العاديّة لا تعادل الآثار السيئة للجلوس طويلًا، ولكي تُعادل تلك الآثار السيئة ربما عليك أن تضاعف المدة المطلوبة في الحد الأدنى للتمارين، وتحصل على 60 أو 75 دقيقة من التمارين متوسطة الحدة يوميًّا.

قد يبدو هذا كثيرًا، ولكنّ ممارسة الرياضة بانتظام تُعتبر إحدى أهم الطرق لتحسين صحتك النفسيّة والبدنيّة معًا.

فعندما تنظر إلى فوائد ممارسة الرياضة، مثل تقليل خطر الإصابة بأمراض عديدة، والمحافظة على ذهنك يقظًا بمرور العمر، ومحاربة الاكتئاب والقلق، ستعلم أنّك لم تضيِّع هذا الوقت أبدًا.


  • ترجمة: محمد إيهاب
  • تدقيق: ماجدة زيدان
  • تحرير: كنان مرعي
  • المصدر