ربما سمعت بالأخبار التي تقترح وجود علاجٍ جديدٍ للصلع، إلا أننا -ونأسف على قولنا هذا- لم نقترب منه بعد.

تعطينا دراسةٌ جديدةٌ لمحةً عن الكيفيّة التي ينمو بها الشعر وكيف يُعطَّل أو يُعزَّز نموّه، وتوضّح أنَّ (خشب الصندل – (sandalwood بإمكانه أن يلعب دورًا في ذلك.

وما يثير الاستغراب أنَّ المستقبلات الشميّة (التي تتعامل مع الروائح) تدخل في المعادلة أيضًا، فماذا يحدث إذًا؟

شرح فريقٌ من جامعة مانشستر ومعمل الأبحاث الجلديّة موناستريم في Nature Communications كيف أنَّ مستقبلات الشم ليست موجودةً في الأنف فقط، بل في مناطق أخرى مختلفة وتؤدّي وظائفَ مختلفةً عن الشم.

يُعرَف أنَّ أحد المستقبلات ((OR2AT4 يحسّن عملية إنتاج الخلايا المُسمّاة (الخلايا الكيراتينيّة -(keratinocytes في الجلد، تُصنّع هذه الخلايا الكيراتين؛ وهو بروتينٌ ليفيّ قويّ يُعتبر مكوّنًا رئيسًا للشعر بالإضافة إلى أمورٍ أخرى، وقد وُجد هذا المستقبل حول بصيلات الشعر على الجلد، فهل لهذا تأُثيرٌ على تحفيز نمو الشعر؟

نظر الفريق في عيّناتٍ مُتبرَّع بها من فروة الرأس لمعرفة الإجابة، غُمِرت تلك العينات لمدة ستة أيامٍ في محلولٍ يحتوي على خشب الصندل الصناعيّ.

يُستخرج خشب الصندل من جيناتٍ معينة من الأشجار، إلا أن البدائل الصناعيّة صارت متوفّرة في بعض العطور، وجد الفريق أنَّ التركيب الكيميائيّ لهذا المركب يسمح له بالتفاعل مع المستقبل OR2AT4.

في الواقع، يُعتبر (الساندالور – Sandalore) الاسم التجاريّ لهذا المركب، وهو مادةٌ محددة لتفعيل هذا المستقبل لإنتاج استجابةٍ بيولوجيّة، ولا يوجد ذاك التفاعل في خشب الصندل الطبيعيّ.

تُظهر التجارب السابقة أنَّ الساندالور يعزّز من هجرة الخلايا الكيراتينيّة الحيويّة، بينما تُظهر التجارب الجديدة أنه يحفّز إطلاق عناصر نمو الشعر في فروة الرأس، ما يشير إلى أنه يساعد في بدء عملية نمو الشعر.

من الجدير بالملاحظة أنَّ التأثير طويل المدى لهذا المركب لم يُختبَر بعد، وأنَّ التجارب كانت على أنسجةٍ خارج الجسم الحيّ.

هذا لا يعني أنَّ النتائج لا يمكن تطبيقها على البشر، ولا أنَّ الساندالور لا يلعب دورًا كعلاجٍ لإعادة نمو الشعر، ولكنّه يعني مبدئيًّا أنك يجب ألا تنفق الكثير من المال لرشّ هذا العطر على رأسك إلى حين إجراء التجارب التي تحسم المسألة.

يُعتبر فقدان الشعر عمليةً مركّبةً ترتبط بالكثير من العوامل، بما في ذلك الجينات، والتغيرات الهرمونيّة، واستخدام الأدوية، والتوتر، وحتى بعض العلاجات للشعر ومستحضراته.

تشير الدراسة بالتأكيد إلى أنَّ خشب الصندل يساعد في نمو الشعر، ولكنها لا تعني أنَّ بإمكانه أن يعالج الصلع بغض النظر عن سببه.

تذكر الدراسة أيضًا أنَّ هناك العديد من الأسئلة تبقى دون إجابة؛ أيٌّ من المواد التي تُنتَج داخل أجسامنا تشبه الساندالور؟ ما هي الآلية الكيميائيّة الحيويّة التي تعمل خلف هذه الهرمونات؟

وقبل الإجابة عن تلك الأسئلة، لا تنتظر أن يختفي الصلع من الوجود أو أن يظهر علاجٌ يقضي عليه نهائيًا.


  • ترجمة: محمد إيهاب
  • تدقيق وتحرير: تسنيم المنجّد
  • المصدر