يمكن القول أن تيم بيرنرز لي (Tim Berners-Lee)، عالِم الكمبيوتر ومخترع شبكة الإنترنت، قد غيّر شكل الحياة الحديثة، أكثر ممّا فعل أي شخص أخر على سطح هذا الكوكب.

فقد قطعت شبكة الإنترنت شوطًا طويلًا منذ التسعينيات، عندما كانت مصطلحات مثل «الاتصال الهاتفي بالإنترنت» ، و«الطريق السريع للمعلومات»، و«تصفح الإنترنت» تُستخدم بشكلٍ شائع.

ومع ذلك، ما الذي يعتقده بيرنرز لي حول اختراعه في العام 2018؟

لقد ذكر بنفسه في مقالٍ نشر في موقع  Medium: «لقد آمنت دائمًا أنّ شبكة الإنترنت للجميع؛ لهذا السبب أقاتل أنا وغيري بشراسة للحفاظ على ذلك الحق»، وأضاف: «التغييرات التي تمكنّا من تحقيقها خلقت عالمًا أفضل وأكثر ترابطًا، ولكن على الرغم من كل الخير الذي حققناه، فقد تطورت شبكة الإنترنت لتصبح مُحركًا للظلم والانقسام؛ تنحني تحت وطأة القوة الغاشمة لمن يستخدمها لصالح أجنداته الخاصة».

ومع هذا، لا يجب أن تقلق؛ فهو يمتلك خطة لإصلاح هذا الأمر.

وفي الواقع، اتضح أنّ بيرنرز لي كان مشغولًا بشدة في العمل على مشروع جديد مفتوح المصدر، أطلق عليه سوليد (Solid – Social Linked Data).

كما أوضحت شركة فاست (Fast Company) في مقابلة حصرية نُشرت في نهاية الأسبوع: «سُيلغي مشروع سوليد مركزية الإنترنت عن طريق إعادة التحكم في البيانات الشخصية إلى كل مستخدم، بعيدًا عن أيدي عمالقة الإنترنت(مثل الفيس بوك، وجوجل، وأمازون، إلخ..) »..

إذ أنّ نية مشروع سوليد، وفقًا للموقع هي«إعادة توجيه شبكة الإنترنت لرؤيتها الأصلية، وهي أن تكون مساحة تعاون للإنسانية جمعاء».

اللامركزية والتحكم في البيانات هي القيم الرئيسية لهذا المشروع  ولشركة (Inrupt)، وهي شركة بدأت عملها يوم السبت الماضي، والتي سوف توفر البنية التحتية لتسمح لمشروع سوليد بالعمل.

وهذا يعني قدرة المطورين على إنشاء تطبيقات من بيانات يملكها ويسيطر عليها المستخدم بشكل كامل، والذي يملك الصلاحية الكاملة عندما يتعلق الأمر بكيفية ومكان تخزين البيانات، والأهم من ذلك مع من سيشاركها.

وهذا عن طريق تخزين كل جزء من أجزاء البيانات (بت – bit) التي تُضاف إلى المنصة في غلاف سوليد فريد تمامًا بالنسبة للمستخدم (الغلاف يستخدم لتخزين البيانات الشخصية على الإنترنت).

ثم يقرر المستخدم كيفية مشاركته هذه البيانات مع التطبيقات المختلفة، ومع الأماكن الأخرى على الإنترنت.

وهي خطة جارية التنفيذ منذ سنوات، إلا أنّ بيرنرز لي شعر تحت وطأة الضغط بضرورة إخراجها إلى الضوء مؤخرًا، مع ما يحدث من استخدام بيانات رواد موقع الفيس بوك للأغراض السياسية.

وأضاف: «اليوم، أعتقد أننّا وصلنا لنقطة تحول حرجة، وأصبحت الحاجة للتغيير القوي نحو الأفضل ممكنة وضرورية، وإنني شديد التفاؤل بهذه الحقبة القادمة لشبكة الإنترنت».


  • ترجمة: محمد يوسف.
  • تدقيق: سهى يازجي.
  • تحرير: زيد أبو الرب.

المصدر