لا تتخلّص من أسنان طفلك، فلديها إمكانياتٌ مذهلة!

وفقًا لبحثٍ جديد، يمكن استخدام الخلايا الجذعية المأخوذة من أسنان الطفل لإصلاح إصابات الأسنان وإصلاح الأسنان الميتة في المستقبل.

أعلن العلماء أنَّهم تمكّنوا من استخدام الخلايا لإصلاح الأسنان الدائمة لدى الأطفال التي لم يكتمل نموُّها بعد.

إنَّ الطبيعة التجدّدية للخلايا الجذعية -تلك الخلايا القوية التي يمكن أن تتحوّل وتنقسم لإصلاح أي جزءٍ من الجسم تقريبًا- مكّنت الباحثين من تجديد الأنسجة الداخلية الرخوة (لُبّ الأسنان) لأسنان 30 مريضًا بنجاحٍ في تجربةٍ سريريةٍ في الصين.

وعلاوةً على ذلك، يمكن استخدام نفس الأسلوب لإصلاح الأسنان البالغة أيضًا، لتحلّ محل الأوعية الدموية والوصلات العصبية التي غالبًا ما تنتهي إلى الأبد عندما يتعرّض أحد الأسنان لضربةٍ قوية.

تجدّد لُبّ الأسنان – جامعة بنسلفانيا

يقول أحد أعضاء الفريق سونغتاو شي من جامعة بنسلفانيا: «هذا العلاج يعطي المرضى الإحساس مرةً أخرى بأسنانهم، إذا أعطيتهم تحفيزًا دافئًا أو باردًا فيمكنهم الشعور بذلك؛ لأنَّ لديهم أسنانًا حيةً مرة أخرى.

حتى الآن، لدينا بيانات المتابعة لمدة سنتين، سنتين ونصف، وحتى ثلاث سنوات، وقد ظهر أنَّه علاجٌ آمنٌ وفعّال».

أشار الباحثون أيضًا إلى أنَّ ما يقرب من نصف الأطفال يعاني من نوعٍ ما من الإصابة بالسنّ أثناء الطفولة، وإذا حدث ذلك أثناء نموّ أسنانهم الدائمة، يمكن أن تتأثّر إمدادات الدم ونموّ الجذور، وفي بعض الأحيان تترك سنًا ميتًا.

يستخدم أطباء الأسنان بالفعل علاجًا يُسمّى (apexification) في محاولةٍ لتشجيع نموّ الجذور، ولكنه ليس حلًا مثاليًا، ولا يفعل أي شيءٍ لاستبدال الأنسجة المفقودة (أيّ لُب الأسنان).

وقد عمل شي وفريقه لمدة عقدٍ على الخلايا الجذعية المأخوذة من أسنان الأطفال، والمعروفة تقنيًا باسم (hDPSCs – الخلايا الجذعية اللبنية البشرية).

تضمنت التجربة السريرية التي أُجريت مؤخرًا 30 طفلًا عولجوا بالطريقة الجديدة و10 أطفال آخرين عولجوا باستخدام التعقيم.

بالنسبة لأولئك الذين يخضعون للعلاج الجديد، زُرعت الخلايا الجذعية في المختبر وزُرعت مرة أخرى في السنّ المُصاب.

أظهرت النتائج أنَّ الأسنان المصابة لدى الأطفال الذين أُعطوا hDPSCs زادت من تدفّق الدم وسُمكِ السن (العاج)، بالإضافة إلى المزيد من علامات تطوّر الجذور الصحية.

وبعد مرور عامٍ على ذلك، لم يُستردّ بعضُ الإحساس في الأسنان التالفة إلا لدى الأشخاص الذين كانوا يتلقون العلاج الجديد.

أعاد أحد الأطفال –للأسف- إصابة السن نفسه، وكان لا بدَّ من نزعه، ولكن هذا أعطى الباحثين فرصة لفحصه مرة أخرى.

وجد الباحثون أنَّ الخلايا الجذعية نجحت في تجديد الخلايا المُنتجة للعاج، والنسيج الضام، والأوعية الدموية، والتي تساعد جميعها في تكوين لُبّ السن.

هذا أمرٌ مشجعٌ للغاية، ولكن لا يزال هناك الكثير من العمل للقيام به.

يجب إجراء اختباراتٍ أوسع للتأكد من نجاح الإجراء، ويريد الفريق أيضًا استكشاف كيفية تفاعل الخلايا الجذعية التي لا تؤخذ من أسنان الطفل وإنما خاصة بالمرضى داخل الجسم؛ لأنه عندما يتعلّق الأمر بإصابات الأسنان عند البالغين ستكون الأسنان اللبنية بالطبع قد اختفت.

الآن، ضع علامةً على هذا كخطوةٍ أخرى مشجعة إلى الأمام في مجال إصلاح الأسنان.

في العام الماضي، تعرّف الباحثون على عُقارٍ يُدعى Tideglusib يمكنه تنشيط الخلايا الجذعية داخل مركز لُبّ السن، ويمكنه إعادة نموّ بعض الأنسجة في الداخل، لم تُجرَ أيُّ تجارب على البشر حتى الآن، ولكنَّ العمل مستمر.

إذا كان يمكن في نهاية المطاف جعل مثل هذه العلاجات موثوقةً وآمنة بما فيه الكفاية، يجب أن نرى مزيدًا من الأطفال والبالغين لديهم مجموعة أسنان أكثر صحة.

يقول شي: «بالنسبة لي، النتائج مثيرةٌ للغاية، إنَّ رؤية شيءٍ اكتشفناه يتَّخذ خطوةً إلى الأمام ليصبح علاجًا روتينيًا في العيادة أمرٌ مُرضٍ».


  • ترجمة: فاطمة هاشم الطميلي
  • تدقيق وتحرير: تسنيم المنجّد
  • المصدر