لقد امتلكت سلاح الجو، الجيش، وخفر السواحل، وسلاح البحرية لكن ماذا عن قوات الفضاء الأمريكية بحلول 2020؟

نائب الرئيس مايك بنس والذي تميز العديد من خطاباته بطابع ديني، أعلن رسميًا عن إنشاء قوات فضائية في أحد عناوين وزارة الدفاع الأمريكية.

يكفي أن نقول، أنه قد حيّر الكثيرين، وهذا خلاصة ما هو عليه، ما نعلمه، وما الهدف منه، فكل ما يمكن تلخيصه هو تحسّر العالم.

هناك القليل لقوله حول هذه المبادرة، بخلاف ذلك حقيقة ما يبدو كأنه عرض أطفال من الثمانينات، والنكات التي تتحدث عنهم، ويمكن أيضًا أن تدعم شعاراتهم التي كانت تقبل الفكرة، والذي يبدو في حد ذاته إلهاءً آخرًا عن التحقيق المستمر الذي يعطي الرئيس حالةً شديدةً من نوبات غضب تويتر.

قوات فضائية! هل هذا معقول؟

قالها الرئيس منذ فترة في مارس، ولم تكن كلماته واضحة، وبالعودة إلى يونيو، فهو طلب من وزارة الدفاع الأمريكية النظر في الموضوع، وقد أدى هذا إلى بعض الهتافات الجذابة في الوسط السياسي لترامب، إذ اعتقد البعض منهم أنها ستكون أفضل طريقة لصد داعش الفضائية.

التفاصيل لازالت قليلة، ولكنه اقترح الكثير بأن القوة الفضائية ستحتوي على جنود فضائيين في مركبة مسلحة والتي ستعمل في ظروف جاذبية تقترب من الصفر أثناء الحرب.

وكما حدث، فإن معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967، وتعد الولايات المتحدة جزءًا منها، فهي تنص على حظر استخدام أسلحة الدمار الشامل في الفضاء، المناورات العسكرية في الفضاء، أو العمليات على سطح القمر ، وهي تسمح فقط باستخدام الجنود العسكريين في بحوث علمية أو أي أغراض سلمية أخرى.

كما ذكر في ( ArsTechnia)، فإن وظيفة القوات الفضائية تقتضي بمهمات فضائية عسكرية لحماية النشاطات الأمريكية في الفضاء، حيث عدد الجنود أقل، وحراس شخصيين بتقنيات حديثة، والفكرة غير معقولة وتبدو مضحكةً جدًا عندما تأخذ في الاعتبار الإدارة التي اقترحتها.

مع ذلك، فقد تمت الإشارة دائمًا إلى أن الجيش الأمريكي قد تواجد في الفضاء لأكثر من نصف قرن، لاسيما عندما يتعلق الأمر بتقنيات الأقمار الصناعية المستخدمة للحروب الأرضية التي تعتمد الاتصالات والأرصاد.

مارك كيلي، رائد فضاء سابق لدى وكالة ناسا، وصف فكرة القوات الفضائية بالغبية وغير الضرورية، وأشار إلى أن القوات الجوية متفرعة إلى الفضاء، وكذلك وصف أحد القادة السابقين في سلاح الجو الأمر بأنه: «حل بحثًا عن مشكلة».

أشار بعض الخبراء والمشرعين، أن الفضاء سيكون في نهاية المطاف منطقةً جديدةً تضم قوات عسكرية بقدرات هجومية من عدة دول.

من المفترض أن تكون الأسلحة مثبتةً على الأقمار الصناعية، وتملك أعمدة متحركة إلى صواريخ مضادة للأقمار الصناعية، وهناك ما يكفي للمسؤولين ليقلقوا بشأنه، على عكس أنشطة القوات الجوية الحالية، فمن غير الواضح كيف ستفعل القوات الفضائية للتخفيف من هذا.

ويجدر الإشارة الى أن الفكرة ليست من تدبير ترامب، فهناك أفكار مشابهة ظهرت منذ بدء هذه الألفية الجديدة.

بالعودة لعام 2017، فقد صوتت لجنة الخدمات المسلحة لنشر قوات جوية لإنشاء ما يسمى “فيلقًا فضائيًا”، لكن وزير الدفاع في إدارة ترامب، جيمس ماتيس، قد طرح هذا الاقتراح: «أنا ألح وبقوة الكونغرس على إعادة النظر في اقتراح قوات فضائية منفصلة».

تدرك وزارة الدفاع الامريكية أنه يجب عليها أن تخطو للأمام في لعبتها في الفضاء، فقد كان يشتبه في أن أبحاثهم ستؤدي في النهاية إلى وجود قوات أمريكية في الفضاء، والتي من شأنها أن تجمع كل القوات العسكرية المتعلقة بالفضاء تحت مظلة واحدة.

الأمر لايبدو مشابهًا لإنشاء فرع عسكري جديد تمامًا، أمر مثل هذا قد يستغرق أكثر من سنتين للتحضير والإعداد بطريقة لاتشبه شيئًا سبق فعله، ولم يبد أي أحد في البنتاغون دعمه الصريح لهذه الفكرة.

على أي حال، لا يستطيع البيت الأبيض ووزارة الدفاع إنشاء قوة فضائية بأنفسهم، يحتاج الأمر إلى موافقة الكونغرس، ودعمُها في الوقت الحالي سيكون ضعيفًا في أفضل الأحوال.

إذا كان هناك أي شيء، فإن هذه العملية التي تتطلب المليارات، ليست ضروريةً في الوقت الحالي، فالبيت الأبيض لا يعتقد أن تمويل العلوم الأساسية، في معظم الأحيان يستحق العناء.


  • ترجمة: يحيى بعيج
  • تدقيق: أحلام مرشد
  • تحرير: كنان مرعي
  • المصدر