في كلّ عام، يخضع حوالي 300000 أمريكيٍّ لعملٍ جراحيّ لاستئصال الزائدة الدودية، لكن، تشير دراسةٌ جديدة إلى أنَّ العديد من هؤلاء الأشخاص قد لا يحتاجون إلى العلاج الجراحيّ.

بدلًا من ذلك، يمكن علاج حالتهم بأمانٍ باستخدام المضادات الحيوية، كما يقول الباحثون.

بحثت الدراسة في بيانات أكثر من 250 بالغًا في فنلندا عانَوا من التهاب الزائدة الدودية، وعُولجوا بالمضادات الحيوية.

قُورنت هذه المجموعة مع 270 آخرين من البالغين خضعوا للعلاج الجراحيّ لالتهاب الزائدة الدودية، تمّت متابعة جميع المشاركين لمدة خمس سنوات.

في نهاية الدراسة، وُجد أنَّ ثلثي الأشخاص الذين تلقَّوا مضاداتٍ حيويةً (64%) كان علاجهم ناجحًا، ما يعنى أنّهم لم يتعرضوا لهجومٍ آخر من التهاب الزائدة الدودية.

أما نسبة 36٪ الأخرى فكانت في نهاية الأمر بحاجةٍ إلى جراحةٍ لاستئصال الزائدة الدودية، ولكن لم يعانوا من نتائج ضارّة بسبب التأخير، وفقًا للدراسة التي نُشرت في 25 أيلول في دورية JAMA.

وإنّ أولئك الذين تلقَّوا المضادات الحيوية كان لديهم معدّل مضاعفاتٍ أقلّ بكثيرٍ من أولئك الذين خضعوا لجراحة، أما الأشخاص في مجموعة المضادات الحيوية، فقد عادوا إلى عملهم قبل 11 يومًا وسطيًّا مقارنةً مع مجموعة الجراحة.

تُظهر نتائج الدراسة أنّ العلاج بالمضادات الحيوية بدلًا من الجراحة خيارٌ مُجدٍ وقابلٌ للتطبيق وآمنٌ للمرضى، وفقًا لما صرّحت به الدكتورة بولينا سالمينن لشبكة سي بي إس نيوز، وهي جرّاحةٌ في مستشفى جامعة توركو في فنلندا.

وقد اقترحت عدّة دراسات سابقة أنّ المضادات الحيوية يمكن أن تُستخدَم لعلاج التهاب الزائدة الدودية، ولكن هذه الدراسات لم تتابع المرضى لفترةٍ طويلة بعد العلاج بالمضادات الحيوية، بخلاف الدراسة الجديدة التي تابعتهم لخمس سنوات.

من المهمّ أن نلاحظ أنّ لدى جميع المرضى في الدراسة التهاب زائدة دودية غيرُ مُختلِطٍ، وهذا يعني أنّها لن تنفجر، والذي أُكِّد من خلال التصوير الطبقي المحوري (يحتاج المرضى الذين يعانون من انفجار الزائدة الدودية إلى إجراء جراحة).

كتب الدكتور إدوارد ليفينغستون، نائب رئيس تحرير JAMA، في مقالٍ افتتاحيٍّ مرافقٍ للدراسة: «تُبدّد النتائج فكرة أنّ التهاب الزائدة الدودية الحادّ غير المختلط هو حالة طوارئ جراحية».

وقال ليفينغستون: «إنّ المرضى الذين يعانون من التهاب الزائدة الدودية غير المصحوب بمضاعفات ينبغي أن يُتاح لهم خيار المعالجة بالمضادات الحيوية، مع إدراك أنَّ للعلاج فرصة كبيرة للنجاح.

لكن، يمكن أيضًا علاج هؤلاء المرضى جراحيًّا إذا كانوا لا يريدون أن يقلقوا من احتمال تكرار المعاناة من هذه الحالة».


  • ترجمة: كنان مرعي.
  • تدقيق: تسنيم المنجّد.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر