يظُن العلماء أننا نعيش في الانقراض الجماعي السادس الأكبر. فقد شهدت الأرض خمسة انقراضات قبل ذلك، حينما اختفى أكثر من 75% من الأنواع. اكتشف علماء الحفريات ذلك عند اختفاء سلاسل الأنواع من السجل الأحفوري العالمي، بما في ذلك الأنواع الفريدة الموضحة هنا. يقول رولف شميدت –متخصص بعلم الحفريات في متحف ملبورن-: «لا نعرف ما الذي أدى إلى ذلك، ولكن غالبًا كان لها علاقة قوية بالتغير المناخي السريع».

نهاية العصر الأوردوفيشي-Ordovician:

قبل 444 مليون سنة، فُقدت حوالي 86% من الأنواع

  • الجربتولايت، 2-3 سم في الطول

الجربتولايت-Graptolites مثل معظم الأحياء في تلك الفترة، كانت حيوانات بحرية مرشحة التغذية. استمر مصرعها على مدى مليون سنة بسبب عصر جليدي قصير وشديد أدى إلى انخفاض مستوى سطح البحر. ربما نتج عن ارتفاع جبال الأبلاش. الصخور السيليكاتية -المُكتشفة حديثًا- الممتصة لثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي جمَّدت الكوكب.

العصر الديفوني المتأخر-Late Devonian:

قبل 375 مليون سنة، حوالي 75% من الأنواع فُقدت

  • تريلوبيت -Trilobite، الطول: 5 سم.

كانت التريلوبيت أكثر الحيوانات وفرة وتنوعًا في فترة الانفجار الكامبري، قبل 550 مليون سنة. نجاحهم الكبير كان بمساعدة دروعهم الشائكة، والعيون ذات الرؤية متعددة الاتجاهات، فقد نجوا من الانقراض العظيم الأول لكنهم قاربوا على الفناء في الثاني. كان السبب الأقرب لحدوث هذا هو أن النباتات الأرضيّة المتطوّرة حديثًا والتي ظهرت في ذلك الوقت، وغطّت الكوكب أثناء الفترة الديفونيّة مدت جذورها العميقة التي حفَّزت الأرض مُطلقة المغذيّات في المحيط، وهذا ربما أثار البراعم الطُحلبيّة التي امتصت الأكسجين من الماء، خانقة بذلك كائنات القاع مثل التريلوبيت.

نهاية العصر البرمي-End Permian:

قبل 251 مليون سنة، 96% من الأنواع فُقدت

  • المُرجان المسطح- Tabulate Coral.. الطول: 5 سم.

والذي يُعرف “بالموت العظيم”، كان هذا الانقراض الأسوأ على الإطلاق، فقد قاربت الحياة في كوكب الأرض على نهايتها. فُقدت الطحالب المسطّحة في تلك الفترة –الطحالب الحالية هي مجموعة مختلفة تمامًا- لكن ما السبب؟ إنه تتابع شامل من الكوارث الطبيعيّة؛ ثوران بركاني عنيف بالقرب من سيبريا، أطلق كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي؛ استجابت لهذا بكتيريا منتجة للميثان بإطلاق كميات هائلة من الغاز، وهو أحد الغازات الدفيئة القويّة. وفي الوقت الذي كانت تتصاعد فيه درجات الحرارة، كانت مياه المحيط تتحمّض مُطلقة كميات كبيرة من كبريتيد الهيدروجين السام. يقول شميدت: «أعاق هذا الحياة 300 مليون سنة». الصخور بعد هذة الفترة لم تسجل أي حفريات لشعاب مرجانيّة أو رواسب مرجانيّة أخرى.

نهاية العصر الترياسي-End Triassic:

منذُ 200 مليون عام، 80% من الأنواع فُقدت

  • مخروطيات الأسنان، 1 ملم لطول الأسنان.

تحيّر علماء الأحافير بشأن أصل هذة القطع الصغيرة المُسنّنة، حتى أنهم أخطؤوا ونسبوها إلى المحار أو الإسفنج. لكن اكتشاف أحفورة سليمة في اسكتلندا في الثمانينات تحمل هذه القطع المُسنّنة، كشف أخيرًا عن مالكها الحقيقي –وهي حيوانات فقارية عديمة الفك تشبه سمك الأنقليس أُطلق عليهم مخروطيات الأسنان-The Conodont والتي تتميز بهذه الأسنان التي تمتد في فمها وحلقها. وهي واحدة من التراكيب الأولى التي بُنيت من الهيدروكسي أبتيت-Hydroxyapatite، وهو معدن غني بالكالسيوم ومازال المكوّن الرئيسي لعظامنا وأسنانا اليوم. من بين كل الانقراضات العظيمة، تبقى نهاية العصر الترياسي الأكثر غموضًا، إذ لم يتم العثور على سبب واضح لهذا الانقراض العظيم.

 نهاية العصر الطباشيري-End Cretaceous:

مُنذُ 66 مليون سنة، 76% من الأنواع فُقدت

  • الأمونيت- Ammonite، الطول: 15 سم.

تُمثل التراكيب الورقيّة الرقيقة التي تُزخرف هذه القشرة بعض الهندسة المتقدمة، حيث كانت تعمل كالتحصينات مُوفرة بعض الحماية للأمونيت الشبيه بالحبّار، ليتحمل الضغط الناتج عن الغطس العميق عند البحث عن فرائسه. قد تكون الديناصورات قد حكمت الأرض في العصر الطباشيري، لكن المحيطات مُلكِت للأمونيت. لكن النشاط البركاني والتغيّر المناخي وضع الأمونيت تحت ضغط كبير، كان تأثير الكويكبات التي أنهت عصر الديناصورات الضربة القاضية للأمونيت. فقط قليل من أنواع الأمونيت المتضائلة نجت. اليوم، أقدم الأقارب الناجية للأمونيت هو النوتيلوس-Nautilus، فهل سينجو من الانقراض السادس العظيم؟


  • ترجمة: محمد غازي
  • تدقيق: براءة ذويب
  • تحرير: زيد أبو الرب

المصدر