لمعرفة كيف يُمكنك البناء باستخدام التراب على القمر، لجأ الباحثون إلى الغبار البركانيّ هنا على الأرض.

تُخطِّط العديد من البلاد لمُهماتٍ إلى القمر خلال العقود القادِمة، وقد ينوي البعض إرسال مُستوطناتٍ بشرية على سطح القمر.

اختبرت برامج كثيرة قابلية الاستيطان للبنية القمرية، ففي مايو 2018، أكمل طُلاب صينيون مُتطوِّعون في بكين اختبارًا لمدة عام كامل للعيش في معمل في عملية مُحاكاة لمعملٍ على القمر.

في أكتوبر 2017، أُقيم (مؤتمر قمة قاعدة القمر الدولية – International Moonbase Summit) في هاواي لمُناقشة بناء بنية لاختبار كيفية عمل مستوطنة بشرية على القمر.

ولمُدة أسبوعين في أغسطس 2017، تمكَّن ستة رواد فضاء وهميين من العيش داخل قاعدة قمرية مُحاكية في بولندا.

لكن كيف لنا أن نبني قاعدة على القمر في المقام الأول؟

مُجسَّم مصنوع بالطباعة ثلاثية الأبعاد لقالب بناء بوزن يبلغ 1.5 طن يُمثِّل التربة القمرية

قد يُمثّل التراب الخَشِن والدقيق الذي يُغطّي سطح القمر، المعروف باسم الحطام الصخري أو الثرى، ميزةً بنائية، وقد أعلن الباحثون التابعون لوكالة الفضاء الأوروبية مؤخرًا دراساتهم حول البناء على القمر لمعرفة كيف سيتم تنفيذه.

وفكرتهم هي مُحاولة كسر الاعتماد على مواد البناء الأرضية، وفقًا لبيان صدر في 20 أغسطس يخُصّ وكالة الفضاء الأوروبية.

لاستنتاج فكرةٍ حول كيفية صنع الطوب من تراب القمر، حلل العُلماء مواد بركانية بالقرب من كولونيا بألمانيا حيثما حدثت ثورات بركانية منذ 45 مليون سنة.

فبالنسبة لمسؤولي وكالة الفضاء الدولية، يُعدُّ ذاك الرماد البركاني نظيرًا جيدًا لما قد يبدو عليه التراب القمري؛ لأنّ سطح القمر مصنوع من مادة بازلتية تُسمّى السيليكات والتي توجد بالقرب من البراكين الموجودة على الكواكب.

صمّم الاستديو البريطاني للهندسة والتصميم المعماري Foster+Partners تلك القبة المصنوعة من الأسلاك والحامِلة للأوزان لتصوّر القاعدة القمرية المصنوعة بواسطة الطباعة ثلاثية الأبعاد التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية.

صمّم الاستديو البريطاني للهندسة والتصميم المعماري Foster+Partners تلك القبة المصنوعة من الأسلاك والحامِلة للأوزان لتصوّر القاعدة القمرية المصنوعة بواسطة الطباعة ثلاثية الأبعاد التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية

يقول إيدن كولي، المُستشار العلمي بوكالة الفضاء الأوروبية: «يتشارك القمر والأرض في التاريخ الجيولوجيّ، وليس صعبًا إيجاد مواد مُشابهة للتي على القمر في بقايا تدفُّقات الحُمم البركانية».

سُمّي بديل الغبار القمري باسم EAC-1 من قِبل مركز رواد الفضاء الأوروبي، التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، والذي وجد باحثوه أنّه يُمثّل مُطابِقًا جيدًا للمادة الأصلية.

وقد يدعم الغبار القمري مهمات بشرية أيضًا بطريقة أخرى إذ يقول كولي: «واحدة من الأشياء العظيمة في تربة القمر هي أنّ نسبة 40% منها مُكوَّنة من الأكسجين، وهُناك باحثون حول مشروع آخر يخَص EAC يدرسون كيفية استخلاص الأكسجين من التراب القمري حتى يستطيع رواد الفضاء توسيع إقامتهم على القمر».


  • ترجمة: بسام محمد عبد الفتاح
  • تدقيق وتحرير: تسنيم المنجّد
  • المصدر