بعد وقت قصير من اجتماع الرئيس دونالد ترامب المثير للجدل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نشرت الحكومة الروسية العديد من أشرطة الفيديو التي يبدو أنها تظهر مجموعة من أنظمة الأسلحة النووية الجديدة.

أحد هذه الفيديوات يبرز نموذجًا أوليًا لطوربيد عملاق أطلق عليه أحد الخبراء اسم “آلة يوم القيامة”

تطرق بوتين لهذا الجهاز الذي يعمل بالطاقة النووية لأول مرة في الأول من مارس خلال خطاب أمام الجمعية الفيدرالية الروسية واصفًا إياه بأنه طائرة بدون طيار تنطلق بهدوء إلى “أعماق كبيرة”؛ تتحرك أسرع من الغواصة أو القارب؛ “ليس لديها أي نقاط ضعف لاستغلال العدو” و”تحمل ذخائر نووية ضخمة”، وفقا لترجمة الكرملين لتصريحات بوتين.

«يمكن أن تحمل المركبات ذاتية القيادة تحت الماء الرؤوس الحربية التقليدية أو النووية، التي تمكنها من استهداف أهداف مختلفة بما في ذلك أسراب الطائرات والتحصينات الساحلية والبنية التحتية» حسب ما قال بوتين.

وكانت مقاطع الفيديو التي قدمها الرئيس الروسي في مارس (آذار) عبارة عن صور تمت معالجتها باستخدام بعض البرامج الحاسوبية في المقام الأول، رغم أنه زعم أن روسيا انتهت من اختبار محرك يعمل بالطاقة النووية للطوربيد في ديسمبر.

ولكن، في 19 يوليو، قامت وزارة الدفاع الروسية بتحميل العديد من المقاطع الجديدة على حسابها على YouTube والتي قد تظهر أجهزة حقيقية – بما في ذلك جهاز من طراز طوربيد يدعى: “بوسيدون” Poseidon.

ما قد يكون النموذج الأولي ل “آلة يوم القيامة” الروسية التي يمكن أن تطلق سلاحًا نوويًا أقوى بألف مرة من القنبلة التي انفجرت في هيروشيما:  Russian Ministry of Defense/YouTube

الخبير العسكري ساتون H.I. Sutton”” علق على هذا الموضوع كاتبا: «إن النموذج الأولي في الفيديو الجديد “متسق بشكل عام” مع صور روسيا السابقة عن غواصة عملاقة، ذاتية القيادة، تعمل بالطاقة النووية، وتحمل رؤوسًا نووية».

واستنادًا إلى الصور الثابتة في الفيديو، قال سوتون: «إنه يرى أن بوسيدون قد يبلغ عرضه حوالي مترين وطوله 20 مترًا، مع وجود مساحة لمفاعل نووي في المركز ورأس نووي حراري حربي كبير باتجاه الأمام».

وقال بوتين عن هذا الجهاز في مارس: «إنه أمر رائع حقًا، لا يوجد شيء في العالم قادر على مواجهته».

لماذا قد يكون جهاز “يوم القيامة” الروسي مرعباً ؟

في عام 2015، سربت الحكومة الروسية معلومات عن سلاح يشبه بوسيدون أشارت إلى أنه سيحمل قنبلة نووية تبلغ قوتها 50 ميغاطن وهو ما يعادل قوة أكبر قنبلة نووية معروفة: “تسار بومبا”.

وأطلق جيفري لويس، الخبير في السياسة النووية في معهد ميدلبيري للدراسات الدولية “Middlebury Institute of International Studies”، على السلاح الافتراضي “آلة يوم القيامة لبوتين”، وذلك في مقال له في مجلة: “Foreign policy” نشر عام 2015.

يقول الفيزيائيون النوويون أن مثل هذا السلاح إذا تم تفجيره تحت سطح المحيط يمكن أن يؤدي إلى تسونامي محلي، كما أثبتت التجارب النووية الأمريكية التي أجريت في الأربعينيات والخمسينيات والستينيات، بما في ذلك الاختبارات النووية تحت الماء: Crossroads Baker و Hardtack I Wahoo.

كانت القنابل النووية في تلك الاختبارات تتحول إلى كرات نارية تحت الماء تحمل طاقة تعادل طاقة قنبلة كتلك التي ألقيت على هيروشيما وناغازاكي في أغسطس/ آب 1945.

ثم تدفع لهيبها عبر السطح، وتسبب في ارتفاع أعمدة مياه البحر إلى ما يزيد عن ميل واحد وتتسبب كذلك بموجات مد قوية أي تسونامي.


  • ترجمة: أسامة أبو إبراهيم
  • تدقيق: م. قيس شعبية
  • تحرير: تسنيم المنجّد
  • المصدر