تحدّث الرجال العُزّاب بعد أن سُئلوا لماذا ما زالوا عازبين، فذكروا مجموعةً من الأسباب مثل سوء مهارات الغزل، وضعف الثقة بالنفس، وسوء المظهر، والخجل، والقوة الضعيفة، والخبرة السيّئة من العلاقات السابقة.

على الرُّغم من أنّ هذه الأسباب لا تبدو جديدةً، فإن إحدى الدراسات تلقي باللوم على عدم تطوّر المهارات الاجتماعية للذكور بالنسبة إلى هؤلاء الأفراد.

وقد بحثت الدراسة التي نُشرت في مجلة العلوم النفسيّة التطورية في ردودها على مشاركةٍ مجهولةٍ تسأل ببساطة: «يا رفاق، لمَ أنتم عازبون؟»

وجد المؤلّف مينيلوس أبوستولو، 13429 ردًّا، وصنف 6794 ردًّا في فئات.

وجد 43 موضوعًا يتصدّر قائمة الأسباب التي ذُكِرت، وتشمل هذه الأمور القلق وقلّة الوقت والاستمتاع بكونه أعزبًا والخوف من العلاقات وببساطة (الاستسلام).

بعد النظر إلى هذه الفئات، بنى أبوستولو فكرة أنّ المهارات الاجتماعية للرّجال لم تواكب التغيُّرات الاجتماعيّة.

يقول أبوستولو في بيانه: «الرجال المعاصرون في كثيرٍ من الأحيان يفتقرون إلى مهارات التغازل وهذا ما ورثوه عن أسلافهم في المرحلة ما قبل الصناعيّة، إذ كان الضغط على الآليات التي تنظّم جهدَ التزاوج والاختيار ضعيفًا.

هناك حاجةٌ إلى مثل هذه المهارات اليوم، لأنّه في المجتمعات ما بعد الصناعية، لا يكون اختيار الشريك خاضعًا للتنظيم أو الإجبار، ولكن على الناس أن يجدوا شركاءهم بدلًا من ذلك».

ويدَّعي أنّه بما أنّ الرجال لم يعد لديهم خيار الدخول في زواجٍ منظّم أو فرض طريقهم إلى علاقة، فإنّهم يكافحون للعثور على شريك.

هذا ما يُسمّى تنظيم التزاوج حديث العهد نسبيًّا في تاريخ جنسنا.

وهي ليست منتشرةً في جميع المجتمعات البشريّة، ولا تنتشر بالضرورة داخل المجتمعات التي تبنَّتها.

علاوةً على ذلك، فإنّ هذه الحجّة التطوريّة تحرّر الرجال من أيِّ مسؤوليةٍ عن عزوبيتهم.

يقترح الادّعاء أنّ وضعهم الوحيد هو نتيجةٌ لموروثٍ مُرِّرَ لهم من أسلافهم غير الماهرين الذين لم يحتاجوا لِيكونوا جيّدين في المغازلة للحصول على زوجة. وليست النظرية مشكوكًا فيها فحسب، بل إنّها أيضًا ذات نتائج عكسية بالنسبة للرجل العازب.

يأمل أبوستولو: «في المستقبل سيخصّص الباحثون مزيدًا من الجهد لدراسة العزوبية وكيف يمكن للناس أن يصبحوا أكثرَ فاعليةً في البحث عن شريكاتهم».

لكن هذا لا يمكن فعله إذا لم تُؤخذ الأسباب التي ذكرها الرجال العازبون بأنفسهم بعين الاعتبار.

من الواضح أنّ التحليل يفتقر إلى نصف عدد السكان لأنّه يركز فقط على الرجال، لكن هذا ليس القيد الوحيد.

ليس لديه أي معلومات ديموغرافية حتّى أنّنا لا نعرف النطاق العمري للمستجيبين، مواقعهم، خلفياتهم الثقافية … إلخ.

إنّ الرسالة الرئيسيّة التي يمكن أن نستخلصها من الدراسة هي أنّ العديد من الرجال العازبين يعانون من عدم الأمان.
أفضل طريقة للتعامل مع هذا الأمر هو بناءُ مجتمعٍ حيث يمكن للرجال التعامل مع هذه المشاعر صراحةً.

وقد ادّعى أبوستولوا سابقًا أنّ السحاقيات غير موجودات إلّا لجذب الرجال وذلك بعد إجراء استبيان طرحه فقط على الأشخاص المغايرين جنسيًا.


  • ترجمة وتحرير: كنان مرعي
  • تدقيق: ماجدة زيدان
  • المصدر