تُعد التجاعيد وفقدان الشعر من العلامات المميزة لكِبر السن، لكن أبحاثًا جديدة تشير إلى أن هذه المظاهر قد لا تكون دائمة، ويمكن عكسها.

أظهرت التجارب الجديدة التي أُجريت على الفئران عن طريق معالجة الطفرات المسؤولة عن التغيّر الوظيفي في الميتوكوندريا، أن الحيوانات التي ظهرت عليها علامات كِبر السن من فقدان الشعر والتجاعيد قد استعادوا مظهرًا أكثر حيوية وشبابًا في غضون أسابيع.

يقول كيشاف سينغ عالم الوراثة من جامعة ألاباما في برمنجهام : «على حدّ علمنا، هذه ملاحظة غير مسبوقة».

واحدة من النقاط المحورية في الأبحاث المضادة للشيخوخة هي ما يعرف بنظرية التشيّخ الميتوكوندري (mitochondrial theory of ageing) التي تقترح أن الطفرات التي تحدث في الحمض النووي من الميتوكوندريا تساعد مع مرور الوقت في إحداث خلل في هذه العضيّات، ما يؤدي إلى الشيخوخة والأمراض المزمنة المرتبطة بها، والأمراض الأخرى.

لفحص هذه الآليات، عدّل سينغ وزملاؤه الباحثون الفئران جينيًا لكي تقوم باستنزاف الحمض النووي الخاص بالميتوكوندريا mtDNA، وذلك عن طريق إضافة المضاد الحيوي دوكسي سيكلين إلى الطعام والمياه المستهلَكين.

أدى هذا إلى إحداث طفرة تسبّبت في خلل في الميتوكوندريا واستنزاف المستويات الصحية من الحمض النووي.

في غضون ثمانية أسابيع، طوّرت هذه الفئران عددًا من التغيّرات المرتبطة بالشيخوخة، مثل: الشيب، فقدان الشعر، والتجاعيد، بالإضافة إلى الخمول.

لكن بمجرد التوقّف عن تقديم الدوكسي سيكلين للفئران، فإن نشاط الميتوكوندريا عاد لطبيعته، واستعادت الفئران مظهرها الحيوي والصحي خلال أربعة أسابيع فقط! قد يعني هذا أن الميتوكوندريا تستطيع عكس التجاعيد وفقدان الشعر.

(من اليسار لليمين) فأر طبيعي، بعد شهرين من استنزاف الحمض النووي في الميتوكوندريا، بعد شهر من استرداد عافيته.

بالرغم من أن استنزاف الميتوكوندريا يؤثر على الحيوان ككل، لكن يبدو أن الطفرة لا تؤثر بشكل كبير على بقية الأعضاء مثل تأثيرها على أنسجة الجلد أو الشعر.

وحتى لا يلتبس الأمر على البعض فإن هذا الاكتشاف لا يعني سرّ الشباب الدائم أو إبطاء الأسباب الفسيولوجية للشيخوخة، لكنه عن الأعراض السطحية فقط، على الرغم من أن بعض أعضاء المجتمع العلمي غير مقتنعين حتى الآن.

يقول ليندسي وو، عالم الأحياء من معهد أبحاث الشيخوخة في جامعة نيو ساوث ويلز، والذي لم يشارك في الدراسة: «هذا دليل جيد للمبدأ، لكني لست مقتنعًا بالعلاقة الإكلينيكية.

معدّل طفرات الحمض النووي في الميتوكوندريا في هذه التجربة أعلى بكثير من معدّل طفرات الحمض النووي الذي لوحظ خلال الشيخوخة الطبيعية».

وعلى هذا المنوال، مع إجراء المزيد من البحوث على هذه التأثيرات، من الممكن أن يتحول هذا إلى اكتشاف كبير.

يمكن أن يوفر فرصًا غير مسبوقة لتطوير الأدوية الوقائية، وتعزيز وظائف الميتوكوندريا لعلاج أمراض الشعر والجلد المرتبطة بالشيخوخة، وغيرها من الأمراض البشرية التي يؤدي ضعف الميتوكوندريا إلى حدوثها.


  • ترجمة: شيماء ممدوح
  • تدقيق: علي فرغلي
  • تحرير: تسنيم المنجّد
  • المصدر