سرّبت شركة بناء السفن الصينية التي تبني حاملة الطائرات الثالثة لبكين، نوع (002)، انطباعًا عن هذه الحامِلة على شبكات التواصل الاجتماعي في أواخر شهر يونيو/تمّوز من العام الجاري، والذي أدّى إلى زيادة الدسائس حول طموحات الصين البحرية قبل أن تزيلها بسرعة.
وأظهرت صورة شركة صناعة بناء السفن في الصين نوع (002) في المستقبل مع سطح كبير يحتوي على مدرج هبوط بزاوية وثلاثة أنظمة إطلاق ميكانيكية كهربائية، كلّ ذلك يمثّل قفزة تكنولوجيّة لنوع الحاملات الفائقة التي ترسلها البحرية الأمريكية.
من المتوقّع أن ينتهي بناء سفينة وزنها 70000 طن بحلول العام 2021، إذا جرى كل شيء حسب الخطة.
قارن ذلك بالناقل الثاني للصين، نوع (A001)، لديه منحدر صعودي منحني يسمح للطائرات بالإقلاع من مدرج أقصر من لفة الإقلاع المطلوبة للطائرة مُدمج يستخدم إقلاع قصير من الطراز القديم، لكنّه أوقف نظام الإطلاق الذي يحد من سرعة عمليات الإطلاق وحجم المقاتلين المسلحين المحمولين.
وستكون مميزات الطراز (002) أكثر تطورًا من طراز (A001)، مما يسمح للجيش بنشر عدد أكبر من الطائرات وأنواعها ولنشر الطائرة بسرعة أكبر.
إذا كانت حاملة الطائرات الفائقة هذه تعمل كما هو مخطط، سيجعل البحرية الصينية واحدة من الأقوى في العالم.
و هذا يبدو مجرد بداية..
لدى الصين طموحات كبيرة لبحريّة من الطراز العالمي، وحتى أنها تبني حاملة رابعة، والتي يُقال أنها تعمل بالطاقة النووية وربما تتوافق مع مواصفات حاملات الطائرات الأمريكية من طراز نيميتز، التي عملت فيها البحرية الأمريكية منذ نصف قرن.
حاملة طائرات فائقة حديثة ستجعل الصين متقدمةً على روسيا، التي تمتلك حاملةً واحدة فقط عرضة للانهيار، ومنافسةً لفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية فقط، وهما البحريتان الوحيدتان اللتان تمتلكان حاملات طائرات فائقة تعمل بالطاقة النووية تقوم بإطلاق الطائرات بواسطة المقاليع.
و قال دانييل كليمان (Daniel Kliman)، وهو زميل بارز في برنامج أمن آسيا والمحيط الهادئ في مركز (لأمنٍ أمريكي جديد – for a New American Security) لمجلة (Business Insider): «إنّ السؤال المهم هو ما الذي تعتزم هذه الناقلات القيام به»، وأضاف: «ما الذي ستحققه الصين؟».
وقال كليمان: «الكثير من مكانتها»، والهيبة هي أيضًا عن السياسة الداخلية.
وقال كليمان: «هناك الكثير من الاهتمام الشعبيّ في الصين لبرنامج حاملة الطائرات الخاص بها»، وأضاف: «إنّ الحاملة الفائقة هي أيضًا وسيلة فعالة لتوليد الطاقة في منطقة آسيا والمحيط الهادي وما وراءها، مثلما استخدمتها الولايات المتحدة منذ عقود».
وقال كليمان: «أبعد من ذلك، ترى الصين حاجةً حقيقيةً لحماية استثماراتها النائية وحماية الوصول إلى الأسواق في الخارج. الحاملات هي بالتأكيد مفيدة في هذا الدور».
أيًا كانت النوايا، فتلك الحاملات الفائقات ستوسع قدرة الصين بشكل كبير على عرض الطاقة في المناطق المُتنازع عليها في البحر والقيام بمهام جويّة برًا.
قال إريك فيرتهايم (Eric Wertheim)، وهو خبير بحري في المعهد البحري الأمريكي، لـ(Business Insider): «إما أنهم سيحاولون خوض المعركة مع العدو أو أن الموضوع حول المكانة»، مضيفًا أنّه من المحتمل أن يكون «قليلاً من الاثنين».
وقال فيرتهايم إن الناس شوهدوا يبكون عندما كُلف الناقل الأول للصين، وهو لياونينغ، قال: «كان هناك فخر عظيم».
واتفق فيرتهايم وكليمان أيضًا على أن الصين ستستخدم في البداية الحاملات الحاليّة والمستقبليّة لديها لتوفير الطاقة في بحار شرق وجنوب الصين.
لكن في النهاية، لا تحتاج الصين حقًا إلى شركات طيران لتحقيق أهدافها الإقليمية في بحار شرق وجنوب الصين.
قال كليمان: «كل شيء داخل الطائرات البرية».
إذًا، «هل هدفهم هو السيطرة فقط على آسيا أو لتوليد الطاقة في البلاد الأخرى؟»، سأل فيرتهايم.
في العام الماضي، افتتحت الصين قاعدة عسكرية بالخارج -أوّل قاعدة خارجية لها- في أفريقيا، حيث تواصل الاستثمار والتنافس على الفائدة.
وقال فيرتهايم: «لا نعرف حقًا نيّة الصين».
- ترجمة: عمر أيمن محمود
- تدقيق وتحرير: صهيب الأغبري
- المصدر