إذا كنت تعاني من عُدّ (حب شباب) أحمر اللون، ومثير للحكة، ولا يزول رغم المحاولات وربما يبدو مختلفًا قليلًا عن البثور التي تظهر عليك بين الحين والآخر، حسنًا، قد تكون مصابًا بما يُسمى العُد الفطري.

يُعتبر العُدّ الفطري، أو التهاب الجريبات بالملاسيزية أو الوبيغاء (Malassezia “Pityrosporum” folliculitis) نوعًا من العُدّ يُساء تشخيصه عادةً على أنه نمط تقليدي عادي تسببه الجراثيم، ولكن طريقة علاجه في الحقيقة تختلف بالكامل، فإذا لم تكن تدري ماهيته، قد تفاقِم إصابتك عوضًا عن معالجتها.

إذ يسبب العُد الفطري نوعٌ من الخمائر يُسمى بالملاسيزية، وعلى الرغم من وجوده بشكل طبيعي على جلود الكثير من الحيوانات وكذلك الإنسان، قد يسبب أحيانًا -باعتباره عاملًا ممرضًا انتهازيًا- نتوءات صغيرة وبثورًا على امتداد الصدر، أو الذراعين، أو الظهر أو الوجه.



فقد نوّه (آدم فريدمان – Adam Friedman)، وهو أخصائي جلدي في كلية الطب في جامعة جورج واشنطن: «يشبه جلدنا طبقًا بتريًا عملاقًا، فقد يبدو ذلك مقرفًا، ولكن يوجد ما يزيد عن 500 نوع من الجراثيم عليه، ناهيك عن الفيروسات أو الفطور».

وتابع: «إنها تشبه طبقة إضافية من الحماية، تحارب العوامل الممرضة المحتملة، فهي تحافظ على استتباب الأمور، ولكن إذا أخللت بتوازن هذه الكائنات، قد تستولي أصناف أخرى على مكانها».

فبمجرد عثور الفطور على مكان لتقطن فيه، ستقوم بوصل جريبها بالجسم، لتقتات على زيوت الجلد، مستمرةً في التكاثر.

وعلى الرغم من وصف هذه الفطور لأول مرة عام 1969، وتسببها بمرض نوعي عام 1973، إلا أنها لا تزال مجهولة نسبيًا.

شرح كل من ريتشارد م. روبنشتاين، وسارة أ. ماليريك في مقال علمي عام 2014: «غالبًا ما يُساء تشخيص هذه الإصابة، فنظرًا لسهولة إغفالها، لا يتم تشخيص إلا القليل من حالاتها فقط».

وتابعا: «وتشاهَد عادةً لدى أشخاص يعيشون في المناخات الحارة والرطبة، وخصوصًا أولئك الذين يتعرقون بشكل مفرط، كما يُشار إلى أنها أكثر شيوعًا لدى الذكور».

يمكن لاستخدام مثبطات المناعة والمضادات الحيوية أيضًا -والتي قد تُخل بالتوازن بين جراثيم وفطور الجلد الطبيعية- أن يحرض الإصابة بهذا النمط من العُد.



فإذا شككت بإصابتك بالعُد الفطريّ، استشر طبيبك ليتحرّى أكثر ويتأكد من شكوكك، وإذا كنت مصابًا به حقًا، سيصف لك في الغالب كريمات أو مستحضرات فموية مضادة للفطور، وأطلِع الآخرين على هذا العُد، فبانتشار معرفته ستقل احتمالات سوء تشخيصه.

أضاف روبنشتاين وماليريك: «من الضروري أخذ هذا التشخيص بعين الاعتبار لدى المرضى الذين لا يستجيبون لأدوية العُد التقليدية، فبإمكان التهاب الجريبات الملاسيزي أن يدوم لعدة سنوات إذا أُسيء تشخيصه».


  • ترجمة: سارة وقاف.
  • تدقيق: تسنيم المنجّد.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر