عندما يأتي الأمر لتحديد ما إذا كان شخصٌ ما جديرًا بالثقة، واحدٌ من أقوى العوامل المحددة لذلك هو الشعور بالذنب، وفقًا لدراسة جديدة.

حدد الباحثون سمةً جديدةً كمؤشرٍ على صدق نوايا وسلوك الآخرين، وأعطَونا نصيحةً عن نوعية الأشخاص التي بإمكاننا أن نثق بها.

من نتائج الدراسة أن (الشعور بالذنب – guilt-proneness): قدرةُ الشخص على توقّع الشعور بالذنب، يُعتبر مؤشرًا لمدى جدارة الشخص بالثقة، أكثر من أي صفةٍ أخرى، كالقبول، والضمير، والانفتاح، والانبساط، والاجتهاد.

يختلف الشعور بالذنب عن الذنب فقط فبينما يثير الذنب سلوكًا تعويضيًا بعد العدوان، يفكر «الشاعر بالذنب» بشأن الذنب الذي يمكن أن يشعر به بعد الحادث العدواني وهذا يؤدي إلى تجنب الناس في المقام الأول.

الناس الذين ينالون تقييمًا مرتفعًا في «الشعور بالذنب» يشعرون بإحساس أعلى من المسؤولية الغيرية عندما يثق بهم الغير، وهم أقل عرضة لاستغلال ثقة الآخرين بهم.

في كسلسلة من ست دراسات، أجرى الباحثون ألعابًا اقتصادية واستبياناتٍ لقياس مدى جدارة نوايا وسلوكيات الأشخاص بالثقة، كان أولئك الذين نالوا تقييمًا مرتفعًا في الشعور بالذنب أكثر أمانة في إرجاع النقود للآخرين.

وفي دراسةٍ أخرى، مال الأشخاص الذين قرؤوا نصائح عن التصرف الأخلاقي والاجتماعي إلى إعادة الأموال أكثر من أولئك الذين قرؤوا مقطعًا عن أهمية النظر لأنفسهم.

يقول الباحثون: «الثقة والجدارة بالثقة مهمان للعلاقات الفعالة والمنظمات المؤثرة، يتكلف الأفراد والمؤسسات الكثير عندما تغيب الثقة، ولكن يمكن تقليل هذه التكلفة باختيار الأشخاص الجديرين بالثقة.

تُوسّع نتائجنا البياناتِ العلمية المتاحة عن الثقة، وتُعمّق فهمنا عن الجدارة بالثقة: عندما تقرر أن تختار شخصًا جديرًا بالثقة، اختر من يشعر بالذنب».

تختلف تلك الدراسة عن مثيلاتها في أنها بدلًا من أن تنظر إلى ما يسبب الثقة بين الناس، تنظر في من يجب أن نثق به.

يقول ليفين: «يقترح بحثنا أنه إذا كنت تريد موظفين جديرين بالثقة، احرص على أن يكون لديهم إحساسٌ بالمسؤولية عن سلوكهم وأنهم يتوقعون أن يشعروا بالذنب بعد أي خطأ يرتكبوه».


  • ترجمة: محمد إيهاب.
  • تدقيق: تسنيم المنجّد.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر