تمحص قسم البيض في محل البقالة أو سوق المزارعين، وستلاحظ علبًا من البيض تفصلها بحسب ألوانها الأبيض والبني وأحيانًا بيض أخضر أو أزرق.
ولكن بمجرد ما تخفق وتوضع على طبق من جبن وطماطم، وربما خبزت في كعك، من الصعب ملاحظة الفرق.
في الحقيقة ما هو الفرق بين البيض مختلف الألوان؟
هذا ليس أمرًا متعلقًا بدقيق أو أرز.
فالبيض البني ليس “طبيعيًا” أكثر، ولا البيض الأبيض نزعت ألوانه بمزيل طلاء.
فكلا اللونين نتجا طبيعيًا كليًّا، وكذلك بيض الدجاج الزرقاء المخضرة.
ولكن حقيقة، كل البيض هو نفسه من الداخل.
فما الذي يجعل بيوض نفس النوع من الطيور مختلف ألوانها؟
يلقي الضوء د. جاستين فولر (Justin Fowler)، البروفيسور في جامعة جورجيا قسم علم الدواجن قائلًا: «تعود الألوان المختلفة أو المظهر المختلف من نقاط أو بقع للجينات المختلفة في الطير».
«تضع دجاج البياض (الليجهورن – Leghorn) -وهي النوع المستهلك تجاريًا في الولايات المتحدة- بيضًا أبيض اللون، بينما تضع دجاج (الأورفينجتونز – Orphingtons) و(البليموث روك – Plymouth Rocks) بيضًا بنيًا، ويملك عرق الأميروكانا (Ameraucana) صباغًا قادرًا على التغلغل في قشرة البيضة كلها جاعلًا منها زرقاء اللون من داخل القشرة وخارجها».
أتريد معرفة ما إذا كان نوع محدد من الدجاج سينتج بيضًا أبيض أو ملون؟ تفحص شحمة أذن الدجاجة (مفاجأة! الطيور لها شحمة أذن).
يقول فولر: «الطيور التي تملك شحمة أذن بيضاء ستكون بالعادة من النوع التي لا تعطى لها صباغًا للقشرة قبل الوضع».
وهكذا الدجاج التي تملك شحمة أذن ذي لون أفتح تميل لامتلاك ريشٍ أبيض وبالتالي إنتاج بيضٍ أبيض، وكذلك الأمر مع الريش وشحمة الأذن الملونة تميل لوضع بيض ملون.
من أين يأتي اللون إذن؟ هنا تكمن أهمية فهم كيف ينتج البيض.
يتكون صفار الدجاج أو البويضة في مبايض الدجاجة.
وتغادر البويضة الكاملة المبيض وتتموضع في قناة البيض.
وهذا القسم من جهاز التكاثر للدجاجة له خمسة أقسام متمايزة ومتعاقبة حيث تمر عبره البويضة في طريقها إلى العالم الخارجي، ولكن في القسم الرابع -حيث غدة القشرة (Shell gland)- يتأثر لون البيضة.
وهنا حيث تتشكل قشرة البيضة حول البويضة.
يقول فولر عبر رسالة إيميل: «تتشكل قشرة بيوض الدجاج من كربونات الكالسيوم، وهو كريستال أبيض اللون، لذا كل البيض على الأقل في البداية بيضاء.
وأي لون آخر نراه لاحقًا نتج عن صباغ تشكل عليها خلال عبورها عبر قناة البيض، وبعد تموضع البيضة البيضاء.
ويمكن رؤية ذلك حين تفتح قشرة بيضة بينة، فتراها بيضاء مِن الداخل».
صباغان هما المسؤولان عن طيف ألوان بيض الدجاج.
درجات لون الأخضر والأزرق سببها صباغ (البيليفردين – biliverdin)، بينما (البروتوبورفرين – protoporphyrin) مسؤول عن اللون البني المحمر.
نفس عملية التلوين تحدث في بقية الطيور وبيوضها الملونة.
بيوض طائر (السمنة الأمريكي الشمالي – American robin) أو (Turdus migratorius)، على سبيل المثال، مشهورة بلونها الأزرق.
وتتباهى بيوض المُور الشائع (Common Murre) أو (Uria aalge) ذات الشكل الكمثري ببقع زرقاء أو خطوط بنية.
وعلى ذكر موضوع اللون والجينات: متشوقون لمعرفة أصل لون الأرجل الصفراء المميزة لدجاج الليجهورن؟ ففي حين يعيد العلماء التاريخ إلى تشارلز دارون الذي عرّف الدجاج المنزلي (Gallus gallus domesticus) كسلالة مدجنة من (دجاج الأدغال الأحمر – red junglefowl) أو (Gallus gallus)، عرّف باحثون سويديون في دراسة لعام ٢٠٠٨ تهجينًا مبكرًا لـ(دجاج الأدغال الرمادي – grey junglefowl) أو (Gallus sonneratii) كمقدمة لمعرفة الجين المسؤول عن لون الأرجل الصفراء للدجاج الحديث.
- ترجمة: لُبيد الأغبري.
- تدقيق: دانه أبو فرحة.
- تحرير:عيسى هزيم.
- المصدر