نفخت امرأة بريطانية خارجًا بقوةٍ لتنظيف أنفها لينتهي بها الحال بعظمٍ مكسورٍ في محجر العين الأيسر، طبقًا لتقرير يصف حالتها.
أدت القوة التي نفخت بها المرأة إلى (كسر أرضية المحجر – Orbital blowout fracture)، أو حدوث كسرٍ في العظم الرقيق الذي يكوّن أرضية محجر العين.
تبعًا للتقرير الموجود عن حالتها والذي نُشِر في (28 من يونيو) في دورية (BMJ Case Reports)، وقعت تلك الحادثة عندما كانت المرأة ذات 36 عامًا في عملها وبعد مدٍة قصيرةٍ من قيام هذه المرأة بالنفخ من خلال أنفها، فقدت النظر في كلا عينيها بصورةٍ مؤقتةٍ.
وبعد ساعتين، بدأت فتحة أنفها اليسرى بالنزيف، وحدث انتفاخ حول عينها، وبعد بضع ساعاتٍ من مشاكل النظر والآلام في الجزء الأيسر من الرأس والرقبة، ذهبت المرأة إلى وحدة الطوارئ.
أظهرت الأشعة المقطعية لعظام الوجه حدوث كسرٍ في محجر العين الأيسر، طبقًا للتقرير، وبصورةٍ أدق، عانت من كسرٍ في العظم المسمى (Lamina papyracea)، وهو أحد العظام الذي يحيط بالعين.
كسر عظم محجر العين
ذكر المؤلف الرئيسي للتقرير والجراح في مستشفى نورث ميدليسكس في لندن، والذي قام بعلاج المرأة الدكتور سام مايرز: «في حين أنّ هذا الكسر ليس نادرًا، إذ أنّه يحدث بصورةٍ أكثر شيوعًا بسبب ضربةٍ حادةٍ، مثلما يتعرض الشخص إلى لكمةٍ في العين أو أن يتعرض إلى ضربةٍ بالكرة».
وأضاف أيضًا: «بالطبع، أحد العظام الموجودة في محجر العين رقيق ومن الممكن أن يتعرض للكسر عند حدوث إصابةٍ بقوةٍ كافية، ولكن حالة نفخ الأنف هي الأكثر غرابةً، فهذه المرأة قامت بكسر عظمٍ مجاورٍ، والذي يعتبر أكثر سمكًا وأصعب كسرًا».
يستطيع الناس أن يكوّنوا قوةً لا بأس بها عندما يقومون بالنفخ من أنفهم، ولكن من النادر للغاية أن يمتلكوا قوةً كافيةً لكسر محجر العين.
يقول مايرز أنّه لم يسمع مطلقًا بأيّ شخصٍ كسر محجر عينه عن طريق النفخ من خلال أنفه حيث يقوم الجميع بالنفخ من خلال أنفهم، ولكنهم لا يعتقدون أنّهم يستطيعون كسر عظم العين خلال تلك العملية.
ما المختلف في هذه المرة؟
قد تكون هنالك بعض الأسباب التي أدت إلى حصول تلك الحادثة الغريبة، فقد كانت المرأة تعاني من نزلة بردٍ في الأسبوع نفسه الذي حدثت به الحادثة وكانت تقوم بتنظيف أنفها عن طريق النفخ بصورةٍ متكررةٍ.
ويقول مايرز إنّ الطريقة التي كانت تستخدمها لتنظيف أنفها من الممكن أن تكون قد لعبت دورًا: «كانت المرأة تميل إلى إغلاق إحدى الفتحتين ومن ثم تنفخ بكل قوتها في الأخرى، والذي سيؤدي إلى مضاعفة الضغط في الجيوب الأنفية عندما تقوم بإخراج كل الضغط من فتحة واحدة، بدلًا من كلا الفتحتين».
بالإضافة إلى ذلك، كانت المرأة تدخن علبة سجائر كل يومٍ، يقول مايرز: « من الممكن أن يكون التدخين قد لعب دورًا في هذه الإصابة. يغير التدخين مقدار الضغط في الجيوب الأنفية، والتي تكون بالقرب من محجر العين، ومن الممكن أن يكون هذا الأمر قد جعل عظمها أكثرعرضةً للكسر».
و كما قال مايرز: «هنالك تفسير آخر وهو أنّ المرأة تملك عظامًا ضعيفةً، ما أدى إلى جعل العظام الموجودة بالقرب من عينها والممر الهوائي الأنفي أكثر عرضةً لتغير الضغط.
ونتيجةً لهذا، فإنّ القوة التي ولدتها المرأة عن طريق النفخ من خلال أنفها كانت مساويةً لقوة اللكمة، ما أدى إلى حدوث كسرٍ في محجر العين».
وقد أدى هذا الكسر إلى أن يصبح الهواء محبوسًا في مكانٍ لا ينتمي إليه، مثل المكان الموجود تحت الجلد وبين الأنسجة، تُعرف هذه الحالة بـ(Orbital emphysema)، وتنتهي هذه الحالة لوحدها.
انتهى الحال بالمرأة بأن تقضي تلك الليلة في المستشفى بسبب الكسر وأُعطيت بعض مسكنات الآلآم وبعض المضادات الحيوية لمنع العدوى.
في آخر مرة زار فيها مايرز المرأة، كانت بصحةٍ جيدةٍ للغاية، لم يتأثر نظرها بصورةٍ دائمةٍ بسبب الكسر، كما أنّها لم تحتاج إلى عمليةٍ جراحيةٍ لإصلاح الكسر.
لا تزال المرأة تعاني من ألم في النصف الأيسر من رأسها من وقت إلى آخر، والذي سينتهي عند شفائها، ولكنه كان سعيدًا عندما قال أن المرأة أقلعت عن التدخين، ومن المرجح أنّها ستقوم بتنظيف أنفها بلطفٍ أكثر في المستقبل.
نُشِر البحث في Live Science.
- ترجمة: سنان حربة
- تدقيق: رند عصام
- تحرير: تسنيم المنجّد
- المصدر