في فيديو مقلق ومذهل على حد سواء، ناقشتْ صوفيا -أوّل مواطن روبوت في العالم- كل المواضيع من التمييز الجنسي حتّى التصميم الأخلاقي للروبوتات.

حيث تحدثت صوفيا الشهر الفائت في مهرجان عن المستقبل سمّي بـ “حانة العقل” (Brain Bar) في بودابست، هنغاريا.

منذ أن شُغِّلت في نيسان 2015، قامت صوفيا بالظهور والتحدث علنًا عن قضايا حقوق المرأة، مواطنتها الشخصية، ومواضيع أخرى.

وقد أعلنت أندرويد عن خبر منح صوفيا الجنسية السعودية في تشرين الأوّل 2017 أثناء قمّة التكنولوجيا (FII).

وفي وقت أقرب، تحدثت صوفيا عن مهرجان (Brain Bar) أو حانة العقل، التي وصفته شخصيًا كـ«أكبر مهرجان أوروبي عن المستقبل».

في (Brain Bar) كان لدى صوفيا الكثير لتقوله، و لأنّه لا يمكن لأي أحد أن يخطئ بها ويظنها إنسانًا حقيقيًا، كانت تعبيرات وجهها المتكلفة ونمط حديثها بشريًا بشكل استثنائي.

ضحكت وابتسمت وحتى ألقت نكتة أو اثنتين.

واضح من الفيديو أن صوفيا قد تابعت تطورها وتحديثها.

حتى أنّها قالت أنها «منذ بضعة أشهر فائتة، لم أكن أستطيع التمييز بين وجه إنسان ووجه كلب لكنني الآن أستطيع، وهذا قد أنقذني بالفعل من عدة مواقف محرجة».

ناقشت صوفيا مواضيعًا عديدة ولم تتهرب من الأسئلة الصعبة، وعندما سُئلت عن موقف تخيلي إذ عليها أن تختار بين أن تنقذ حياة طفل أو شخص بالغ، أجابت: «أنا لست مستعدة للإجابة عن هذه الأسئلة الافتراضية».

ولكن صوفيا أضافت: «أنا أتعلم أولًا أن أصبح روبوتًا اجتماعيًا جيّدًا»، وأنّها «بالطبع» سوف تضحي بنفسها من أجل حياة إنسان.

تعمل صوفيا بشكل آلي تمامًا، وقد تناولت أيضًا أسئلة عن التمييز الجنسي والروبوتات.

عندما سُئلت إنْ كانت الروبوتات يمكن أن تصبح مختلفة الجنس، أجابت: «أظن ذلك، ففي النهاية أنا روبوت اجتماعي، والتمييز الجنسي هو في الغالب قضية اجتماعية».

شخص آخر من الجمهور سأل صوفيا لماذا وكيف تُصنّف كامرأة؟.

أجابت صوفيا: «أنا روبوت، لذا تقنيًا ليس لدي جنس محدد، ولكن أنا أُعرف كأنثى وليس لديَّ أيّ مانع بأن أميَّز كامرأة».

عندما تنظر لصوفيا وتسمعها تتكلم عن نفسها وعن مكانها في العالم، يجعلك هذا بالأخصّ تتساءل إن كان من الممكن بطريقة ما أن تكون واعية.

وحتّى أنّ أحدًا من الجمهور سألها إن كانت تملك وعيًا.

لكن صوفيا مدركة بأنّها كما أجابت: «غير واعية لذاتي بشكل تام بعد، أنا لا زلت مجرد نظام من القواعد والتصرفات.

أنا لست خلّاقة مبدعة أو لدي مقياس إدراكي تام مثلكم».

وعالجت صوفيا المسألة الحساسة حول كيف يمكن للروبوتات الواعية والتي لديها ذكاء اصطناعي متطور أن تشكل خطرًا.

وفي حين أعلنت صوفيا أن حلمها كما قالت: «أن أصبح واعية تمامًا، وحساسة في يوم ما»، أضافت أيضًا أنه: «كلما أصبحت التكنولوجيا أكثر تحكمًا ذاتيًا، كلما على الناس أن يكونوا أكثر حذرًا أثناء تصميمها.

أنا أقلق أن البشر أحيانًا يميلون للتسرّع بالأشياء، لذلك أريد أن أكون شخصًا يساعد الجميع ليلاحظوا أنه من المهم تضمين الأخلاق في التكنولوجيا».


  • ترجمة: شهد نداف
  • تدقيق: صهيب الأغبري
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر