من الصعب أن تشير إلى ما تحبه أو تكرهه الكلاب أو تصف سلوكها كمجموعة واحدة، هناك اختلافات بينها.

تمامًا كالبشر، لدى الكلاب شخصياتها الخاصة واختياراتها المُكتسبة، ولذلك، فهي تختلف بشكلٍ كبيرٍ في نهج حياتها.

في كتاب “ما يجعل الكلاب سعيدة” (Making dogs happy)، استخدم المؤلف البحث العلمي والصور التوضيحية والخطوات العلمية لمساعدة أصحاب الكلاب في تقدير ما تشعر به حيواناتهم في المواقف المختلفة، وتجهيز استراتيجيات للتعامل مع تلك المواقف بالطريقة التي تنفع الكلاب وتدعمها.

هذا الكتاب يركز على التطبيق الواقعي للنظرية السائدة من أجل تحسين علاقتك مع كلابك، وبالطبع بما يجعلها سعيدة.

هناك العديد من الطرق التي من خلالها نخطئ في معاملة الكلاب ونفترض أنهم بشر صغار ذوو فرو!

نطرح هنا عشر مغالطات نظن أنها تُسعد الكلاب:

المغالطة الأولى: لدى الكلاب نفس تقدير البشر لشعور المشاركة:

يستطيع البشر تبرير وتقدير فوائد المشاركة، على عكس الكلاب؛ فإن حيازة أي شيء يعتبر بمثابة ملكية كاملة له، لذلك تجنب أن تأخذ من كلبك الألعاب أو العظام إلا إذا كنت قد درّبته على هذا الأمر.

المغالطة الثانية: الكلاب دائمًا ما تستمتع بمداعبات البشر لها:

دائمًا ما يُظهر البشر مشاعرهم لبعضهم بالعناق، أما الكلاب ببساطة لا تمتلك أطرافًا أو مفاصل لتفعل مثلنا، فهي غير متطورة لتتبادل العناق.

لذلك عندما يعانقها البشر فإن الكثير منها تكون غير مرتاحة وتشعر بالقلق، نفس الشيء ينطبق على التربيت على رأس الكلب.

المغالطة الثالثة: نباح وزمجرة الكلاب دائمًا دليل على وجود خطر أو تهديد:

إنها إشارات يفعلها الكلب ليحصل لنفسه على مساحة أكبر حتى يشعر بالأمان أكثر.

كل الكلاب، بغض النظر عن طباعها أو تدريبها، تحتاج إلى مساحة خاصة أكبر في بعض الأحيان.

تحاول الكلاب عادة ذلك باستخدام إشارات غير واضحة أولًا، ولكن العديد منها تعلّم أن الإشارات غير الواضحة لا تنفع لذلك تتجه مباشرة إلى الصياح.

المغالطة الرابعة: سترحب الكلاب بالكلاب الأخرى غير المألوفة في منازلها:

تطورت الكلاب من فصيلة الذئاب، لذلك فهي مُعدّة للدفاع عن ممتلكاتها، ولديها ارتباط قوي بمنازلها وما به من موارد.

لا تستطيع الكلاب أن تعرف بأن البشر وحيواناتهم الذين ندعوهم إلى منازلنا، كموعد مُرتب للأطفال ليلهو مثلًا، سيرحلون قريبًا.

لذلك من المتوقع أنها غالبًا ستحاول أن تضع القواعد الأساسية لإقامة الزائرين الجدد في مكانها.

المغالطة الخامسة: تحب الكلاب الراحة والاسترخاء بنفس القدر كالبشر:

نحن البشر نذهب إلى المدرسة أو العمل كل يوم، لذلك فنحن نقدّر جدًا الاسترخاء في المنزل ومشاهدة التلفاز، أما الكلاب فإنها تقضي معظم أوقاتها في المنزل لذلك فهي تقدّر الرياضة والتجوّل خارج المنزل أكثر من قضاء الوقت على الأريكة.

لذلك، بالنسبة للكلاب، التغيير أفضل بكثير من الراحة.

المغالطة السادسة: الكلب فياض المشاعر هو كلب ودود:

الودود بالنسبة لكلب ما قد يكون غير ذلك بالنسبة للكلاب الأخرى.

بعض الكلاب تُظهر الكثير من الودّ كوسيلة لتخفيف القلق الناتج عن مقابلة كلاب أو أشخاص غرباء.

أصحاب الكلاب الودودة جدًا يتفاجؤون عندما يجدون الكلاب الأخرى لا تستقبل كلابهم بفرح، فبعض الكلاب تُفضل التحية الهادئة الرزينة والكثير من الخصوصية في مكانها.

المغالطة السابعة: إذا اقترب منك الكلب فإنه يريد اللهو:

أحيانًا يحتار بعض أصحاب الكلاب إذا اقترب كلبهم من شخص أو كلب آخر بطريقة ودودة ثم بعد ذلك يبدأ فجأة في الزمجرة والعض.

هذه الكلاب تكون متحفزة لتقترب حتى تستطيع أن تتعرّف وتجمع معلومات، وبعضها يمكن أن يظهر المشاعر للغرباء ظاهريًا على الرغم من كونها قلقة وقد ترتبك فجأة.

لذلك إذا لاحظت ذلك عليك أن تُبعد كلبك عن الأشخاص أو الكلاب الغريبة بعد ثوانٍ.

المغالطة الثامنة: الفناء الكبير يمكن أن يغني عن التمشية:

لأن الكلاب تقضي الكثير من الوقت داخل المنزل في الفناء، فهي تجد هذا المكان مألوفًا بل بالأحرى مملًا.

حجم الفناء ليس مهمًا بالنسبة للكلاب بقدر ما يحدث بداخله.

فالكلاب تنمو وتتطوّر جيدًا من خلال اللعب مع بعضها أو مع الألعاب ومعنا، فهي تحب ذلك وتحديدًا إذا كان في بيئة جديدة، لذلك فإن قضاء الوقت خارج الفناء ممتع جدًا بالنسبة لها.

المغالطة التاسعة: تتعمّد الكلاب تجاهل أوامرنا:

بدلًا من أن تقرر عصياننا، لا تستطيع الكلاب أحيانًا وببساطة أن تنفّذ ما نطلبه منها، إما بسبب أنها فعلًا لا تفهم ما نطلبه أو أنها لديها الكثير من الأشياء الضرورية لتفعلها في ذلك الوقت.

الكلاب ليست جيدة في التعميم، لذلك ليس فقط لأنها جلست بهدوء حين طلبت منها ذلك في المطبخ، وأنت ممسك لها بحلوى الكلاب في يديك، أنها ستفهم تلقائيًا معنى كلمة «اجلس» إذا قلتها لها في حديقة الكلاب.

وإذا دربت كلبك على معنى هذه الكلمة في المنزل دون أن يكون مرتبكًا، فإن طلبت منه ذلك في حال وجود زائرين عندك فكأنك تطلب من طفل أن يركع على رجليه ويصلي بمجرد وصوله مدينة الملاهي.

المغالطة العاشرة: النباح والعض والقفز هي أول أعراض استياء الكلاب:

الكلاب غالبًا ما تُظهر علامات غير واضحة إذا كانت متضايقة مثل تجنب النظر إلى ما يضايقها، ولعق شفاهها وتعقد حاجبيها ورفع مخالبها وشدّ عضلات وجوهها.

إذا لم يحدث شيء لإبعادها عما يقلقها فإن الأعراض تتزايد إلى الزمجرة والعض.


  • ترجمة: مينا أبانوب
  • تدقيق: دانه أبو فرحة
  • تحرير: تسنيم المنجّد
  • المصدر