مر على المركبة المريخية لناسا (المعروفة باسم Opportunity) أسبوعان قاسيان على سطح المريخ.

بالعودة إلى 30 مايو، رُصدت عاصفة ترابية هائلة على سطح المريخ، لقد كانت المركبة في مسارها المحدد، ومنذ ذلك الوقت بدأت العاصفة في التوسع.

في 12 يونيو وصلت المساحة التي تغطيها العاصفة إلى 35 مليون كيلومتر مربع (14 مليون ميل مربع) وهو ما يعني أن العاصفة تغطي الآن ربع مساحة الكوكب.

في وقت سابق من الأسبوع الفائت أكدت ناسا أن العاصفة الترابية أصبحت تحيط بالكوكب كعاصفة شاملة للكوكب كله (كوكبية، عالمية) وليست محصورةً في مناطق محددة، ويبدو أن العاصفة لا تعطي أية إشارة بأنها ستهدأ.

بمجرد أن ثارت العاصفة وضعت المركبة Opportunity نفسها في وضع الطاقة المنخفضة low power mode للحفاظ على طاقتها.

أما المركبة الأخرى الموجودة على سطح المريخ وهي المركبة (Curiosity) فهي تعمل بالطاقة النووية، وتقوم الآن بدراسة حية لتأثير العاصفة الترابية على الجانب الآخر من الكوكب.

لو حافظت Opportunity على طاقتها فسوف تستخدمها في الحفاظ على طاقتها الداخلية وإمداد المهمة مؤقتًا بالطاقة اللازمة للقيام بفحص معدلات الطاقة أثناء العاصفة.

بينما يمنع غبار العاصفة المركبة Opportunity من رفع معدلات الطاقة الشمسية التي تستهلكها لتدفئ آلاتها، يقوم الغبار الذي يمتص الحرارة بالإبقاء على حرارة المركبة مستقرةً وثابتةً أكثر من المعتاد.

يشرح تقرير ناسا الخاص بحالة المركبة: «لم تكن هناك أية إشارة مستلمة من مركبة الفضاء Opportunity التابعة لناسا، على الرغم من الجهد المبذول لتلقي الإشارات التي تفيد بخروج المركبة من حالة تخفيض الطاقة القصوى sleep mode من خلال نافذة الأخطاء الخاصة بالمركبة؛ وهي الفترة الزمنية التي تحاول فيها الاتصال».

«إن تحليل الصمود الأخير للمركبة، لاختبار بقائها لوقت طويل في البرد القارس للمريخ يقترح أن البطاريات والإلكترونات الخاصة بالمركبة يمكنها أن تبقى دافئةً بشكل كافٍ كي تقوم بمهامها».

لكن هذا لا يمنعهم من الإنصات إلى المركبة كل يوم.

على الرغم من الأوقات العصيبة التي تمر بها المركبة هذه الأيام فقد استطاعت تجاوز ما هو أصعب في الماضي.

في 2007 تجاوزت Opportunity عاصفةً أكبر على سطح المريخ والتي استمرت شهرًا كاملًا، ما تسبب في دخول المركبة في وضع توفير الطاقة مرةً أخرى.

وقال آلان ستيرن، المدير المساعد لمديرية البعثة العلمية التابعة لناسا: «إننا نرغب في تثبيت مركباتنا من أجل أن تبقى حيةً وسط العواصف، فلم يتم تصميمها أبدًا وفقًا لظروف هذه العواصف».

نجت المركبتان Spirit و Opportunity من العواصف في الماضي، لذلك نحن نتمسك بالأمل في أن تعود المركبة الأطول خدمة في ناسا نشطةً في الخدمة من جديد.


  • ترجمة: مصطفى العدوي.
  • تدقيق: أحلام مرشد.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر