الجنس الفموي بين الزوجين، في العلاقة الزوجية أو المنفتحة، لا ينبغي أن يشكّل خوفًا على حياتهما، لكن دراسة جديدة كشفت أن الرجال الذين يمارسون الجنس عن طريق الفم بمعدّل كبير يمكن أن يزداد خطر إصابتهم بسرطان الرأس والرقبة. وينطبق الشيء نفسه على الرجال المدخنين، فتكون أعلى فئة معرّضة للخطر هم الرجال الذين يدخنون ولديهم عدد كبير من شركاء الجنس الفموي.

وبينما نسبة أولئك الذين يتم تشخيصهم (بالسرطان الحلقومي -oropharyngeal cancer)، الجزء الأوسط من الحلق، منخفضة، 0.7٪؜ فقط من الرجال ونسبة أقل في النساء، تشير الدراسة إلى أن السرطان الحلقومي المرتبط بفيروس (الورم الحليمي البشري – HPV) قد تضاعف بين الرجال خلال العشرين سنة الماضية، وبحلول عام 2020، قُدّر أن السرطان الحلقومي سيصبح مشكلة أكبر من سرطان عنق الرحم في الولايات المتحدة.

يقول الدكتور (أمبر ديسوزا)، أستاذ مساعد في كلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة: «معظم الناس يمارسون الجنس الفموي في حياتهم، فوجدنا أن عدوى الفم المصاحبة لفيروس (الورم الحليمي البشري – HPV) المسبّب للسرطان نادرة بين النساء، بغض النظر عن عدد شركاء الجنس الفموي لديهم، أمّا بين الرجال الذين لم يدخّنوا، فكان (فيروس الورم الحليمي البشري – HPV) المسبب للسرطان نادرًا بين جميع الأشخاص الذين لديهم أقل من خمسة شركاء في الجنس الفموي، ومع ذلك فإن فرص الإصابة بعدوى (فيروس الورم الحليمي البشري – HPV) عن طريق الفم ازدادت مع زيادة عدد شركاء الجنس الفموي والتدخين».

وشملت الدراسة التي نُشرت في (Annals of Oncology) 13089 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 20 و69 عامًا، تم اختبارهم من أجل الإصابة بعدوى فيروس (الورم الحليمي البشري – HPV) ثم استخدموا بيانات عن حالات السرطان الحلقومي في الولايات المتحدة للتنبؤ بمخاطر الإصابة بالسرطان عن طريق فيروس الورم الحليمي البشري بواسطة الفم.

كان لدى الرجال الذين يمارسون الجنس الفموي مع خمسة شركاء أو أكثر معدّل انتشار يبلغ 7.4٪؜ للعدوى عن طريق الفم من أنواع فيروس الورم الحليمي البشري المسببة للسرطان، ويُقارَن هذا مع 1.5٪؜ من الرجال الذين مارسوا الجنس عن طريق الفم مع شريك واحد أو لم يمارسوه قط.

وبالنسبة لأولئك الذين لديهم شريكان أو أربعة من شركاء الجنس الفموي، زاد معدل الخطر إلى 4٪؜، ومما يدل على أن التدخين يجعل الأمر يسوء، فقد قفز الخطر إلى 7.1٪؜. أمّا الرجال الذين يدخنون وينخرطون في الجنس الفموي مع خمسة شركاء أو أكثر فإن نسبة الخطر لديهم تصل إلى 15٪؜.

وقالت الدكتورة (كارول فخري)، وهي أستاذة مشاركة في قسم طب الأذن والحنجرة بجامعة جونز هوبكنز: «لا توجد في الوقت الحالي اختبارات يمكن استخدامها لفحص الأشخاص المصابين بالسرطان الحلقومي، إنه سرطان نادر وبالنسبة لمعظم الأشخاص الأصحّاء، فإن أضرار فحصه تفوق الفوائد بسبب مشكلة نتائج الاختبار الإيجابي الخاطئ والقلق الذي سيصاحبه».

«ويوضّح بحثنا أن تحديد أولئك الذين لديهم عدوى بفيروس الورم الحليمي البشري عن طريق الفم لا يتنبأ جيدًا بخطر الإصابة بالسرطان في المستقبل، وبالتالي فإن الفحص على أساس الكشف عن الإصابة بالفيروسات الفموية المسببة للسرطان من شأنه أن يشكل تحديًا كبيرًا. على الرغم من ذلك، نحن نعمل على البحث عن عدوى فيروس الورم الحليمي البشري عن طريق الفم في الرجال الأصحّاء الشباب لاستكشاف هذا الأمر».

(ريتشارد شو)، عالم أبحاث السرطان في المملكة المتحدة من جامعة ليفربول، قال في وقت سابق من هذا العام إنه كان هناك نقاش حول التطعيم، ليس فقط للفتيات الصغيرات، لكن أيضًا الأولاد. وأضاف: «بجانب التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري، مساعدة الناس على الإقلاع عن التدخين والحد من الكحول أمر مهم».



  • ترجمة: محمد السيد أبوعقيل
  • تدقيق: علي فرغلي
  • تحرير: إيناس الحاج علي
  • المصدر