تمت دراسة الحيوانات المنوية البشرية مسبقًا بشكل جيد، ما دعا العلماء إلى التعجب إثر عثورهم على بنية جديدة فيها لم يُتعرف عليها سابقًا.

وقد أشار المحققون، أن ما هو أكثر إثارة للدهشة، أن هذا الهيكل المكتشف قد يكون ذا دور في العقم والإجهاض والعيوب الخلقية.

من جهة أخرى، قد يساعد فهم العلماء لهذه البنية بشكل أفضل في تطوير علاجات جديدة لعلاج العقم عند الذكور ومعرفة المزيد عن التطور الجنيني البشري المبكر.

وُصفت البنية المكتشفة حديثًا على أنها جسيم مركزي، وهو هيكل على شكل برميل يتكون من أنابيب دقيقة قصيرة.

علم الباحثون مسبقًا أن خلايا الحيوانات المنوية تحتوي على جسيم مركزي واحد، إلا أن الاكتشاف الجديد رفع المجموع إلى اثنين من الجسيمات المركزية لكل حيوان منوي.

وصف الباحثون الجسيم المركزي المكتشف بأنه غير نمطي باختلافه عن نظيره المعروف سابقًا اختلافًا قليلًا.

يقول الباحث في الدراسة تومر أفيدور ريس، أستاذ في قسم البيولوجيا في جامعة توليدو في ولاية أوهايو، في بيان له: «تأتي أهمية هذا البحث من أن التشوهات في تكوين ووظيفة هذا الجسيم المركزي، قد تكون السبب في العقم مجهول السبب عند الأزواج الذين لم تتوفر لهم خيارات علاجية».

وأضاف: «قد يكون للجسيم المركزي المكتشف أيضًا دور في فقدان الحمل المبكر وعيوب نمو الجنين».

يقول الباحثون أن اعتقادًا قد ساد في السابق بامتلاك الحيوانات المنوية جسيمًا مركزيًا واحدًا فقط، يميل للانقسام عند التقاء النطفة بالبويضة إلى اثنين، إذ أن البويضة لا تحتوي جسيمًا مركزيًا، في حين تحتاج البيضة الملقحة إلى جسيمين مركزيين حتى يتم انقسام ونمو الجنين.

كما أشار الباحثون أن هذه الجسيمات المركزية تلعب دورًا محوريًا في بناء الغلاف الخلوي (الهيكل الذي يحافظ على شكل الخلية) واستكمال الانقسام الخلوي الدقيق.

قد يكون العلماء قادرين من خلال تعلم كيفية عمل الجسيم المركزي خلال المراحل المبكرة من الانقسام على تحديد ما إذا كانت هذه البنى متداخلةً مع أي نوع من العقم عند الذكور أو مشاكل لاحقة مع الجنين النامي.

يقول إفيدور ريس: «وبما أن بويضة الأم لا تملك جسيمًا مركزيًا، والحيوانات المنوية عند الذكر لا تملك سوى جسيمٍ واحد معلوم، فإننا أردنا أن نعرف من أين يأتي الجسيم المركزي الآخر في البيضة الملقحة.

سبق أن وجدنا هذا الجسيم المركزي سابقًا باستخدام تقنيات ومجاهر عالية التطور، إلا أنه تم التغاضي عنه في الماضي لأنه مختلف تمامًا عن الجسيم المركزي المعروف من حيث التركيب وتكوين البروتين».

هذه ليست البنية الوحيدة التي تم الكشف عنها مؤخرًا في الحيوانات المنوية البشرية، فقد أعلن باحثون في وقت سابق من هذا العام عن اكتشاف دوامة غامضة في ذيل الحيوانات المنوية البشرية. هذه البنية قد تعطي الحيوانات المنوية دفعةً قويةً أثناء السباحة.


  • ترجمة: مريم عيسى
  • تدقيق: أحلام مرشد
  • تحرير : إيناس الحاج علي
  • المصدر