أنت في حفلة ما وترى شخصًا يتحرك بإتجاهك.

أنت متأكد أنك رأيته سابقًا لكنك لا تتذكر أين.

وهو يقترب منك الآن أكثر – ويبتسم لك – ولكنك لا تستطيع تذكر اسمه..

هل هذا السيناريو مألوف لك؟ من الممكن أن يكون تذكُّر الأسماء صعبًا لأي شخص، ويزداد هذا الأمر صعوبةً عندما نتقدم بالعمر.

ولكن الصعوبة في تذكُّر الأسماء أو نسيان الأسماء تماماً هو أمر شائع كذلك في مرضأألزهايمر والأمراض العقلية الأخرى.

كيف تعلم ما إذا كان نسيان الأسماء لديك طبيعيًا أو غير طبيعي؟

لنحفظ الاسم، أول أمر يجب علينا القيام به هو أن نُركِّز انتباهنا عند سماعنا له.

وبعدها سينتقل الاسم إلى الذاكرة المؤقتة قصيرة الأمد، وبعدها إلى الذاكرة طويلة الأمد.

عندما نريد تذكُّر الاسم، فأي دليل أو إيعاز، يُدرك من قبل أعيننا، ومن ثم يعالج، وبعدها يُربط بالذاكرة طويلة الأمد ويتم الحصول على الاسم.

وفي بعض الأحيان يُسترجع الاسم بصورة تلقائية، من دون أي مجهود، ولكن في أوقات أخرى، تكون هنالك حاجة إلى مساعدة من قبل آلية بحث ينفذها الفص الأمامي من الدماغ.

وهذه خطوات عديدة لحفظ وتذكُّر اسم فلا عجب في أنه من الصعب تذكُّره!

أهم أسباب نسيان الأسماء

غالبًا ما تكون المشكلة هي أننا لم نحفظ الاسم من البداية.

ربما لم نسمعه بصورة واضحة، سواء ما إذا كان السبب سمعنا أو الضجيج الموجود في الغرفة.

وربما لم نكن مهتمين عندما عرَّف الشخص عن نفسه؛ ربما كنا نفكر فيما سنقوله بعدها بدلًا من أن نُعير اهتمامنا للاسم.

وقد تكون المشكلة في أن منطقة الذاكرة قصيرة الأمد (قرن آمون) أو منطقة الذاكرة طويلة الأمد (الجزء الأمامي من الفص الصدغي) لا تعمل بصورة جيدة.

وأخيرًا، قد تكون المشكلة بسبب عملية الاسترجاع والتذكُّر، فقد تكون هنالك مشكلة في النظر (والذي يعني أننا نحتاج إلى نظارات جديدة) أو في عملية البحث التي يقوم بها الفص الأمامي.

الحالات الحميدة والمقلقة المتعلقة بمشكلة نسيان الأسماء

بالنسبة للأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة في أي عمر، قد تكون أكثر مشكلة شائعة هي صعوبة تذكُّر اسم شخص التقيت به منذ بضع دقائق.

وباعتبار أن الموسيقى لم تكن عالية ولم تكن المشكلة هي عدم سماعنا الاسم، فالسبب الاعتيادي هو أننا لم نعر سماعنا للاسم أي اهتمام.

أو من الممكن أن نكون قد تناولنا كمية كافية من الكحول لتؤثر على عمل قرن آمون، ولهذا لا يستطيع الاسم العبور إلى الذاكرة قصيرة الأمد.

أما بالنسبة لكبار السن الأصحاء، هنالك مشكلة شائعة أخرى تتمثل في أن الاسم معروف ومخزون في الذاكرة طويلة الأمد ولكنك تواجه مشكلة في العثور عليه لأن عملية البحث التي تجري في الفص الأمامي لا تعمل بنفس الكفاءة عندما تكون أصغر سنًا.

وفي بعض الأحيان قد تؤثر مشاكل النظر أو السمع.

والأهم من ذلك، بما أن الاسم في ذاكرة التخزين طويلة الأمد، فعندما تُعطى تلميحًا أو إشارة، ستتمكن من تذكُّر الاسم.

ومن الممكن لمرض ألزهايمر أن يُتلِف قرن آمون، الجزء الأمامي من الفص الصدغي، والفص الأمامي.

ولهذا السبب، عندما نصاب بألزهايمر سنواجه صعوبة عند حفظنا للاسم لأول مرة، وستكون الصعوبة في حفظ الاسم في كل من الذاكرة الطويلة وقصيرة الأمد، وصعوبة في تذكُّر الاسم أيضًا.

وهو بذلك يختلف عن الشيخوخة الطبيعية في أنه لا يُحفظ بصورة صحيحة أو قد يُفقَد بصورة تامة.

ولهذا، عندما يُعطى مرضى ألزهايمر دليلًا أو إشارة يبقون غير قادرين على تذكُّر الاسم.

ويصعب على الجميع تذكُّر الأسماء ولكن الصعوبة تزداد لكبار السن وهؤلاء المصابين بأمراض عقلية مثل ألزهايمر.


  • ترجمة: سنان حربة.
  • تدقيق: هبة فارس.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر