شُخّصت حالة لامرأة حامل من كاليفورنيا بإصابتها بورم دماغيّ في شهرها التّاسع من الحمل، وقرّر أطباؤها تأجيلَ أيَّ علاجٍ حتى تلِد طفلها.

لكنّها وعندما عادت إلى المشفى لإجراء تصوير للدّماغ بعد ثلاثة أشهر من ولادتها، وجد أطباؤها شيئًا غريبًا، فقد اختفى الورم تقريبًا بحسب التّقارير الأخيرة لحالة المريضة.

لم تكن الفحوص مخطئة بالفعل، إذ يبدو أنَّ الكتلة الدّماغية لدى المريضة تتلاشى –كنت ترى هذه الكتلة والآن اختفت- لذلك لقّب الأطباء هذا الورم “ورم هوديني” تيمّنًا بالسّاحر الشّهير وفنّان الهروب هاري هوديني؛ وفقًا لتقارير المريضة المنشورة على الإنترنت في 8 أبريل في صحيفة “World Neurosurgery”..

رأى أطباء الأعصاب المريضة ذات 23عامًا لأوَّلِ مرة، في الأسبوع الـ 37 من حملها، بعد شكوى من صداعٍ شديد استمرَّ لمدّة شهر في القسم الأماميّ الأيسر من رأسها، مترافقٍ مع غثيان وإقياء وأحيانًا مع تشويش في الرّؤية.

كان هذا الحمل الثالث لها، ولم تُعاني مسبقًا من أعراضٍ مشابهة.

أظهرت صور الرّنين المغناطيسيّ (MRI) أنّ لديها ورمًا سحائيًّا في القسم الأيسر من رأسها خلف الأذن، وهو ورمٌ مشهور يتشكّل في الأغشية المحيطة بالدّماغ والنّخاع الشّوكي والمعروفة باسم “السّحايا”.

أورام السّحايا ليست أورامًا دماغيّة بالفعل، لأنَّها لا تتشكّل في أنسجة الدّماغ، بل في الأنسجة المغطية له.

بكلّ الأحوال يمكن أن تُصنَّف هذه الأورام أحيانًا كأورام دماغية، لأنّها تضغط على أنسجة الدّماغ والأعصاب والأوعية الدّمويّة.

وحسب قول الكاتب الرّئيسي لتقرير المريضة، الدكتور فيكرام شاكرافارثي، طبيب جراحة وأعصاب مقيم في مشفى كليفاند كلينك والّذي عالج المرأة بينما كان في كلية الطّب بجامعة لوماليندا كاليفورنيا: «لا نعلم بدقّة متى بدأ الورم بالظّهور عند هذه المرأة، لكن في بعض الحالات ربَّما تُحَرِّضُ الهرمونات المُفرَزة خلال الحمل تَشكُّل أورام السّحايا.

ومن الممكن أنَّ الورم كان صغيرًا قبل الحمل، وهذا ما أدَّى إلى زيادةِ حجمه».

يعتقدُ الأطباء أنَّ هرمونات الحمل لعِبَت دورًا في نموِّ الورم عند المريضة خلال فترة الحمل واختفائه المفاجئ بعد فترةٍ وجيزةٍ من ولادتها.

حالة غريبة من اختفاء الورم

وفقًا لتقرير المريضة، بقيت تعاني من صداع في القسم الأيسر من رأسها، بعد شهر من ولادتها، لكنَّها لم تعد تعاني من التّشويش في الرّؤية المُصاحب لنوبات الصّداع.

وبما أنّها ما زالت تعاني من تورّم كبيرٍ في دماغها، قرَّر الأطباء أنَّها بحاجة إلى عمليّة جراحيّة لإزالة الورم وحدّدوا موعدًا للعمليّة بعد شهر.

ووفقًا للتّقرير، فإنّه خلال التحضيرات النّهائية قبل إجراء العملية، فقد أُجري لها تصوير رنين مغناطيسيّ آخر، بعد مرور ثلاثة أشهر على ولادتها.

وقد أظهرت النّتائج تراجعًا كبيرًا للورم واختفاء تورّم الدّماغ.

يقول شاكرافارثي: «عندما اكتُشِف الورم في البداية، كانت حاملًا في شهرها التّاسع وكان بحجم حبّة العنب، وبعد ثلاثة أشهر من ولادتها تقلّص بشكل كبير ليصبح بحجم بذرة دوّار الشّمس تقريبًا».

أشارت تقارير حالات أخرى لأورام سحائيّة، أنَّها تتضخّم وتصبح عرضيّة أثناء الحمل.

بالإضافة إلى تقاريرَ أخرى منشورة تُفيد بتراجع الأعراض وحجم الأورام بعد الولادة ولكنّها نادرة الحدوث نسبيًّا.

ما زلنا لا نعرف بدقّة، دورَ الحمل في ظهور الأورام واختفائها المُفاجئ بعد الولادة.

أضاف شاكرافارثي: «يوجد أنواع من أورام السّحايا تمتلك مستقبلات أستروجين وبروجسترون، ممّا يسبّب تضخم هذه الأورام خلال الحمل الذي ترتفع فيه نسبة الهرمونين السابِقَين، وعندما تنخفض نسبتاهما بعد الولادة قد ينكمش هذا الورم.

ويبدو أيضًا أنّ تقلُّص هذه الأورام، قد يُشير إلى أنَّ هذا الورم كان حميدًا أو غيرَ سرطانيّ».

وبسبب التّراجع الكبير للورم من تلقاءِ نفسه، لم تَعُد هذه المرأة بحاجة لإجراء عمليّة جراحيّة.

وقد أخبرنا طبيبها شاكرافارثي أيضًا: «سيستمرّ الأطباء بمراقبة حالتها عبر الفحوصات الدوريّة، حتَّى يتسنى لهم التَّأكد من أنَّ الورم يتراجع ويبدي تصرّفات حميدة».


  • ترجمة: محمد يحيى حسين.
  • تدقيق: سهى يازجي.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر