هل تقرأ هذا الكلام في الوقت الّذي يتوجّب عليك فيه العمل؟

أُطلق مصطلح «cyberloafing» على استخدام الإنترنت خلال أوقات الدّوام، ولكن وجدت دراسة جديدة أنّه لا يجب لومك على تصفّحك المستمرّ هذا.

ركّز باحثون من جامعة حيفا في إسرائيل وجامعة جنوب فلوريدا على ما إذا كان «cyberfloating» يُعتبر سلوكًا ذا آثار سلبيّة على إنتاجيّة العمل، أو ما إذا كان مجرّد استجابة للملل.

أخبر أخصّائيّ علم النّفس شاني بيندك موقع psypost: «اهتممت في بادئ الأمر بالفكرة المرتبطة بالملل أثناء العمل».

وأضاف: «أسباب وتداعيات الملل هذه غير مفهومة بصورة كُليّة، فعلى سبيل المثال، ما مقدار السّوء بأن يُصاب أحد ما بالملل أثناء العمل؟ هل هناك طرق سهلة للقضاء على الملل أثناء العمل والتي قد تساهم في القضاء على آثاره السّلبية؟».

قام الباحثون باستطلاع على 463 موظّفًا بدوام كامل في جامعة عامّة في جنوب شرق الولايات المتّحدة.

وقد كان الغرض من الأسئلة توضيح مدى ملل الموظّفين خلال العمل، ومقدار تصفّح الإنترنت خلال وقت الدوام، ومقدار عبء العمل، وكم يرتبطون بفعاليّات ذات تأثير سلبي على إنتاجيّة العمل، مثل السّرقة وإهدار تجهيزات العمل.

وقد وجد الباحثون أنّ كلًّا من الملل وعبء العمل المنخفض، يرتبطان بتصفّح الإنترنت خلال العمل.

كتب الباحثون في بحثهم: «انخفاض عبء العمل لم يكن مرتبطًا بالفعاليات ذات التّأثير السّلبي على إنتاجيّة العمل، والعلاقة بين الملل وتصفّح الانترنت أثناء العمل كانت أقوى بكثير من العلاقة بين الملل والفعاليّات المؤثرة سلبًا على إنتاجيّة العمل».

ولذا فإنّ تصفّحك لموقع ريديت أو الإنستغرام من الممكن أن يكون ذا فعاليّة لمواجهة الملل، بدلًا من كونه أمرًا يقلّل الإنتاجيّة.

يقول بيندك: « تصفّح الإنترنت خلال العمل هو استجابة طبيعيّة للملل أثناء العمل وهو يختلف عن الفعاليّات الأُخرى (الأكثر ضررًا) والتي تؤدّي إلى تقليل إنتاجيّة العمل».

وأضاف: «يحدث تصفّح الإنترنت خلال العمل في حالة الضّغط القليل، وفي حالات عديدة قد لا يكون ضارًّا بالعمل، فقط تأكد من عدم المبالغة بهذا الأمر».

لكن يوجد سبب واحد على الأقلّ لتقلّل من استخدامك للإنترنت خلال العمل؛ بعض التّصرفات قد تُسبّب مشاكل متعلقة بالأمن السيبراني لمنظّتمك.

وقد نظرت هذه الدّراسة إلى مجموعة من موظّفي الجامعات في الولايات المتّحدة، لذا لا نستطيع القول بأنّ هذه التّصرفات هي ذاتها في كل مكان.

ولكن يبحث الفريق أيضًا عمّا إذا كان تصفّح الإنترنت خلال العمل وسيلةً لتقليل الضّغط العصبيّ في مكان العمل.

يقول بينديك: «نخطّط في المستقبل للبحث في الرّابط الموجود بين ما يقومون به أثناء استخدام الإنترنت في العمل، وماذا يحدث في العمل فيما يخصّ الضّغط العصبي».

«فعلى سبيل المثال، لو تعامل أحدهم معي بأسلوب سيّء خلال العمل، هل سأشعر بتحسّن فيما لو شاهدت مقاطع فيديو مضحكة، وتجنّبت متابعة مواقع الأخبار (باعتبار أنّ الأخبار قد تؤدّي إلى مزاج سيّء)؟».

في الوقت الحاليّ، تمتّع بتصفّحك للإنترنت أثناء العمل وقم بإرسال هذا المقال إلى رئيسك في العمل؛ الّذي لا يقتنع بفائدة هذا الأمر على إنتاجيّة العمل.

نُشرت هذه الدّراسة في المجلّة الأكاديميّة Computers in Human Behavior .


  • ترجمة: سنان حربة
  • تدقيق: سهى يازجي
  • تحرير: يمام اليوسف
  • المصدر