كلُّ واحدٍ منّا قد تعلّم علاجًا للحازوقة خاصًّا بعائلته. البعض يُخيف الشخصَ المصاب بالحازوقة، البعض يحبس نفَسَه، والبعض الآخر يشرب الماء من الطرف البعيد من الكأس.

عندما كنتُ طفلًا، استخدمت عائلتي تقنيّة الماء، وكانت هذه الطريقة جيّدةً في إحداث فوضى كافية وبنفس مقدار جودة العلاجات الأخرى.

يقول غريغوري ليفيتين، الأستاذ المساعد في طبّ الأذن والأنف والحنجرة في كلية أيكان للطب في ماونت سايناي في الولايات المتّحدة، أنّه لا يوجد هنالك أيّ علاجٍ مدعومٍ بالعلم للحازوقة.

يقول ليفيتين: «نحن لا نفهم سبب حدوث الحازوقة. ولكنّ أيّ شيءٍ ينطوي على فعاليّةٍ تؤدّي إلى صرف الانتباه سيساعد في القضاء عليها»، خصوصًا إذا كان الإلهاء يحتوي على نوع من الإيعاز.

في حين أنّ العلماء لا يعلمون السبب الحقيقي أو العلاج الأفضل للحازوقة، فإنّهم يعرفون ماهيّتها. وهذه بعض الاستراتيجيات التي يوصي بها ليفيتين والأخصّائيّون الآخرون في الأذن والأنف والحنجرة لإنهاء الحازوقة أو لتجنّبها بالمقام الأوّل.

السبب الغامض للحازوقة

الحازوقة هي الصوت الذي نصدره عندما نحاول استنشاق الهواء، ولكنّ تشنّج الحجاب الحاجز بصورة لا إرادية يؤدّي إلى توقّف الصوت. يطلق الأطبّاء على هذا «الفواق-singultus»، وهو مصطلح لاتينيّ يُشير إلى النحيب، أو اللهاث خلال النحيب.

كلّ شيءٍ يؤدّي إلى توسّع الحجاب الحاجز أو يزيد من انتفاخ المعدة قد يؤدّي إلى تحفيز عصبٍ يسبّب تشنّجاتٍ لا إراديةً، طبقًا لليفيتين.

وهذا يتضمّن تصرّفاتٍ مثل الإفراط في الطعام، أو تناول الطعام بصورة سريعة للغاية، أو شرب سوائل بطريقة تؤدّي إلى ملء المعدة بالهواء (مثل شرب المشروبات الغازية).

يميل الأطفال إلى تناول الطعام في فترات متقاربة، ويبتلعون هواء أكثر عندما يأكلون، فإذا كانوا يشربون من قنينة أو من الثدي، فهذا من الممكن أن يفسّر تعرّضهم للحازوقة أكثر من البالغين.

ولكنّ الأمر الأساسيّ في الحازوقة هي أنّها تحدث نتيجة تقلّص لا إرادي، وهو نفس التشنّج الذي نشعر به في العضلة بعد التمرين.

علاج الحازوقة

على الرغم من أنّها شائعة، لكنّها لحسن الحظ فعالية تنتهي بصورة ذاتية بالنسبة لمعظم الناس، طبقًا لليفيتين.

هنالك بعض الأمور التي يقترح ليفيتين القيامَ بها للأشخاص الذين يُصابون بها باستمرار.

يقول: «أنا أُخبر الناس أن يأخذوا نفسًا عميقًا، وأن يحبسوا أنفاسهم بعد كلّ شهيق وزفير».

إذا كان سبب الحازوقة هو الكمية الزائدة من الهواء في المعدة، فإنّ توسيع البطن سيؤدّي إلى تحريك الهواء في أرجاء البطن، سامحًا له بالفرار. في حالات قليلة، قال ليفيتين إنّه قد يحاول تدليكَ النقرة (الناحية الخلفية من الرقبة) في المكان الذي يوجد فيه العصب الحجابي-Phrenic nerve، والذي يؤدّي إلى تحفيز عضلة الحجاب الحاجز.

تكون هذه العلاجات فعّالةً في بعض الأحيان، ويعتقد العديد أنّ علاجاتِ الحازوقة تعمل بين الحين والآخر.

يقول ليفيتين: «إذا قمت بأيٍّ من هذه الأمور، فإنّها ستجعل الوقت يمضي لبضع دقائق».

في حالات نادرة، من الممكن أن تستمرّ الحازوقة لأشهر أو لسنين. في هذه الحالات، سيحاول الأطباء إجراء تداخلات أكثر جدّية.

في حين أنّه لا يوجد أيّ دواء للحازوقة نفسها، فقد تكون الآثار الجانبية للأدوية الأخرى ذات فائدة. وصف الأطبّاء أدويةً مهدّئةً للعضلات أو أدوية تساعد على دفع الطعام من المعدة لهؤلاء الأشخاص.

إنّ حقن العصب الحجابي بمادة مخدّرة قد يؤدّي إلى راحة مؤقّتة، طبقًا لليفيتين، على الرغم من أنّها لا تستمرّ سوى بضع ساعات. وفي حالات شديدة للغاية، قد تتضمّن الخيارات زراعة جهاز يحتوي على بطاريات يحفّز العصب الحجابي.

ولهؤلاء الذين يعانون من مشاكل حقيقية متعلّقة بالحازوقة، يقول ليفيتين إنّ العلاجاتِ البديلةَ من الممكن أن تفيدهم. قد تساعد الأنواع المختلفة من تمارين التنّفس، بالإضافة إلى التأمّل والوخز بالإبر.

ولكن عندما يتعلّق الأمر بالجواب الأخير للأسئلة المتعلّقة بمنشأ الحازوقة أو كيفيّة التخلّص منها، فنحن لا نزال نجهل ذلك.

«في النهاية، نحن جميعنا نعاني من الحالة البشرية هذه».


  • ترجمة: سنان حربة
  • تدقيق: اسماعيل اليازجي
  • تحرير: رؤى درخباني

المصدر