تؤمن حركة حقيقة 9 سبتمبر أن الحكومة الأمريكيةخططت لقتل ما يزيد عن 3000 من مواطنيها.

كما يشاركهم إيمانهم هذا العديد من عشاق نظرية المؤامرة حول العالم

انهيار مبنيي مركز التجارة العالميين 1 و2

عندما نسترجع أحداث 11/9، تتمثل لنا صورة انهيار مبنيي مركز التجارة العالميين الضخمين إلى الأرض.

لا يصدق اتباع نظرية المؤامرة القصة الأصلية أن التفجير الذي حصل كان نتيجة اصطدام طائرتين بالبرجين بعد اختطافهما من قبل الإرهابيين.

بدلًا من ذلك، هم يقولون إن البرجين انهارا نتيجة تفجير خططت له حكومة الولايات المتحدة مسبقًا.

لماذا يعتقدون ذلك؟ السبب الرئيسي هو أن انهيار البرجين يبدو نتيجة تفجير مخطط إذ أن الكيروزين مستحيل أن يذيب أساسات الفولاذ وبالتالي من غير الممكن أن ينهار المبنى بسبب الحريق
وبما أنه لا توجد مقاومة بنيوية تجاه الجاذبية في تفجير مخطط، يسقط المبنى بأرضه، حيث يسقط كل طابق على الطوابق أسفله بسرعة توافق أو تفوق سرعة السقوط الحر.

تقول القصة الرسمية أن إذ احتراق وقود الطائرة لدرجة سببت انصهار أعمدة الفولاذ التي تدعم البرجين.
لكن لم يحدث من قبل أن سقطت ناطحة سحاب إطارها من الفولاذ نتيجة حريق،

فالفولاذ لا ينصهر بدرجة دون 1510 سيلزيوس.

ولا يوجد أي نوع من الوقود، ولا حتى وقود الطائرة الذي هو عبارة عن كيروسين مكرر، يحترق بدرجة تفوق 816 سيلزيوس.

بما أن احتراق وقود الطائرة ليس كافيًا بنفسه لصهر الفولاذ، أثارت التقارير التي بينت وجود فولاذ منصهر في الطابق الأرضي شك أصحاب نظرية المؤامرة بوجود مادة حارقة أخرى.

دعونا نفحص التشابه في المظهر بين انهيار البرجين وانهيار مبانٍ نتيجة تفجير مخطط.

في التفجيرات المخططة، تسبب أجهزة التفجير إضعاف أو تحييد كل نقاط الدعم الرئيسية في المبنى في الوقت نفسه.

وفي لحظة بدء الانهيار، تتحرك جميع أجزاء المبنى سويًا وتسقط سقوطًا حرًا.

لكن ذلك لم يحدث أبدًا أثناء انهيار مبنيي التجارة العالميين 1 و2.

فإذا تأملت مشهد انهيار البرجين بانتباه، ستجد أن أجزاءً من المبنى فوق نقطة اصطدام الطائرة بدأت بالسقوط أولًا، بينما كانت الأجزاء السفلية ثابتة في البداية.

بالإضافة إلى ان الأجزاء أسفل نقطة الاصطدام لم تبدأ بالسقوط إلى أن انهارت الطوابق العلوية فوقها.

لم يكن ذلك ليحدث لو أن تفجيرًا مخططًا سبب الانهيار.

يقول أصحاب نظرية المؤامرة أن الحكومة قد خططت مسبقًا لانفجار المبنيين من الأعلى إلى الأسفل، لكن ما هو احتمال أن يتنبأ تخطيط مثل هذا التفجير المعقد بالموقع التي ستصطدم الطائرتين فيه بالبرجين بالتحديد؟

بالإضافة إلى ذلك، أظهر مشهد انهيار البرج الجنوبي (المبنى 2) أن البرج لم يقع مباشرةً إلى الأسفل كما وقع البرج الشمالي وكما تقع المباني التي انهارت نتيجة تفجير مخطط.

بدلًا من ذلك، مال البرج باتجاه نقطة الاصطدام، ثم بدء بالانهيار نحو الأسفل مع ميلان الجزء العلوي من المينى

مقارنةً بالبرج الشمالي، تعرض البرج الجنوبي لأضرار غير متوزعة بشكل متساوٍ وأقل شدة على إطار المبنى، ما تطلب ان تدعم نقطة الاصطدام من وزن البناء العلوي أكثر من موقع التحطم المقابل في البرج الشمالي.

هذا يفسر ميل المبنى أثناء سقوطه تجاه نقطة الاصطدام، وحقيقة أن البرج الجنوبي وقع أولًا رغم أن الطائرة اصطدمت بالبرج الشمالي أولًا.

مرةً أخرى، يعد هذا السيناريو منطقيًا لو أن المبنيين سقطا جراء اصطدام الطائرتين بهما، لكنه غير منطقي لو أن المبنيين سقطا جراء تفجير مخطط.

تشير التقارير إلى أن الحرارة داخل المبنى قد تكون تخطت 982 درجة وعلى الرغم من أن هذه احرارة غير كافية لصهر الفولاذ، إلا أنها أكثر من كافية لتفقد الأساسات أكثر من نصف صلابتها ما يفسر الانهيار دون أي التباس

ماذا عن الفولاذ المنصهر الذي زعم أصحاب نظرية المؤامرة في 11/9 أنه موجود في الطابق الأرضي؟

تتحدث مصادر عديدة تتحدث عن وجود الفولاذ المنصهر في الطابق الأرضي لكنها تبقى مصادر غير رسمية وليست نتائج مخبرية موثوقة.

عندما يرى الناس أي معدن رمادي اللون، يمكن أن يظنوا انه فولاذ، بينما في الحقيقة ما شاهدوه كان الألمنيوم الذائب وهو المكون الاساسي لهيكل البرجين من الخارج

انهيار مركزي التجارة العالميين، البرج السابع

ما هو تفسر انهيار البرج السابع الذي لم تصطدم به طائرة؟

يقول معظم أصحاب نظرية المؤامرة أن انهيار هذا المبنى بحدود الساعة 5:20 مساءً في 11/9 لم يكن ليحدث إلا إذا كان انهياره مخططًا مسبقًا.

يفترض هؤلاء أن الضرر الذي لحق بالبرج السابع أثناء الهجوم لم يكن كافيًا لإحداث الانهيار.

يزعم الموقع wtc7.net أنه تمت مشاهدة حرائق في البرج السابع WTC7 قبل انهياره، لكنها كانت معزولة ضمن أجزاء صغيرة من المبنى، كما كانت ضعيفة، مقارنةً بحرائق المباني الأخرى.

يدعي الموقع أيضًا أن أي ضرر ناتج عن الحطام الساقطة من المبنيين 1 و2 يجب أن يكون متناسقًا ليسبب انهيار البرج السابع.

تكشف هذه الحجج عن افتراضات مؤلفيها.

أولًا، الحرائق التي اشتعلت في البرج السابع كانت واسعة للغاية.

السبب الذي لم يجعل هذا واضحًا في العروض والأفلام الوثائقية التي عرضتها حركة حقيقة 9/11 هو أن الحركة تميل لإظهار الجزء الشمالي فقط من البرج السابع، مسببةً ظهور المبنى وكأنه لم يتأثر كثيرًا بالحريق ولم يتعرض لأضرار بنيوية شديدة كما حدث بالفعل وهذا ما أكدته فرق الإطفاء في تقاريرها

أدرك عمال الاستجابة للطوارئ في الطابق الأرضي أن الضرر الواسع في الجزء الجنوبي للمبنى 7 سيسبب انهيارًا بحدود الساعة 3 مساءً في 11/9، هذا ما عرضته نشرة الأخبار يومها.

أظهر 12 مقطع فيديو أنه عندما حدث الانهيار، سقط الجدار الجنوبي من المبنى أولًا، وهذا ما نتوقع حدوثه بناءً على موقع الضرر الأوسع.

وكما لوحظ بالنسبة لانهيار البرج الجنوبي، تتفق ميكانيكية سقوط المبنى تمامًا مع طبيعة الأضرار التي حصلت.
أمر رئيس قسم الإطفاء لاحقًا رجال الإطفاء بإخلاء المبنى، وعند الساعة 5:20 مساءً انهار المبنى.

لم يمت أحد في البرج السابع في 11 سبتمبر/أيلول 2001.

وصرح السيد ماكويلان أنه كان يعني إخلاء وحدة رجال الإطفاء المتبقين في المبنى.

وأشار ماكويلان أيضًا إلى أن رغم اعتراضات دعاة نظريات المؤامرة، تبقى «الرواية الرسمية» منطقية ومتماسكة ومدعومة بالدليل.

البنتاغون

يؤمن العديد من الأشخاص في “حركة حقيقة 9/11” بعدم تعرض البنتاغون لضربة من طائرة أميركان إيرلاينز الرحلة 77، كما تدعي القصة الرسمية.

في المقابل، يؤمنون بتمثيلية وضعتها حكومة الولايات المتحدة لإظهار الأضرار، ربما عبر استخدام قنابل أو صواريخ موجهة استراتيجيا.

لفتت هذه الادعاءات في بادئ الأمر انتباه الكاتب الفرنسي تييري ميسان Thierry Meyssan، صاحب كتاب فضيحة البنتاغون Pentagate، والذي يدعي بدوره أن مستوى الضرر على مبنى البنتاغون محدودٌ للغاية بالنسبة للمتوقع من اصطدام طائرة بوينغ 757 به.

من جهته يشير الفيلم الوثائقي «Loose Change» إلى أن الحفرة التي خلفها ارتطام الطائرة المزعومة بمبنى البنتاغون هي عبارة عن «حفرة واحدة، قطرها لا يفوق الستة عشر قدمًا» كما لم يتم العثور على أية مخلفات من طائرة الرحلة 77 في مكان الحادث أبدًا.

من أجل دعم هذه النقطة الأخيرة بالذات، يذكر المؤمنون بنظرية المؤامرة تقرير مراسل السي إن إن (CNN) جيمي ماكنتاير Jimmy McIntyre من مكان وقوع حادث 9/11، حيث يقول: «من خلال فحصي القريب، لا وجود لدليل على سقوط طائرة في أي مكان قرب البنتاغون.»

تعتمد الشكاوى حول حجم الحفرة التي خلفتها الرحلة 77 في بناية البنتاغون على الاختبار الانتقائي للمنظور.

يميل أصحاب نظرية المؤامرة إلى الإشارة إلى الصور التي تظهر الضرر الناجم عن اصطدام الطائرة في مبنى البنتاغون كحفرة صغيرة، في حين تجدهم غير مولعين بالصور التي تظهر الحجم الحقيقي للضرر.

بعض المؤمنين بنظرية المؤامرة تجدهم غير راضين عن حقيقة أن شكل الحفرة يطابق ما كنا لنتوقعه من اصطدام طائرة.

أما ادعاء عدم وجود مخلفات من الرحلة 77 على موقع الحادثة، فهو سخيف ببساطة.

حيث أظهرت العديد من الصور حول موقع الحادثة أمام البنتاغون أجزاءً من طائرة بين الحطام بشكلٍ واضح.

في مقالٍ متقن حول نظريات مؤامرة 9/11 نشر في مجلة الميكانيكا المبسطة «Popular Mechanincs» يشرح خبير التفجير ألي إ.كيلسهايمر Ally E. Kilsheimer ملاحظاته حول القضية، كونه أول مهندس إنشائي وصل إلى البنتاغون بعد اصطدام الرحلة 77، حيث يقول: «رأيت علامات جناح الطائرة على وجه المبنى.

التقطت أجزاءً من الطائرة تحمل علامة الخطوط الجوية عليها.

حملت في يدي أجزاءً من الذيل، ووجدت الصندوق الأسود.»

شهادة عيان كيلسهايمر تدعمها صور لحطام الطائرة من داخل وخارج المبنى.

حيث يضيف في هذا الشأن: «لقد حملت أجزاءً من الزي الرسمي للطاقم في يدي، بما في ذلك أجزاءً بشريَّة. مفهوم؟»

لكن إذا كانت هنالك العديد من الدلائل على تحطم طائرة على البنتاغون، لماذا قال مراسل السي إن إن جيمي ماكنتاير أنه لم يجد شيئًا من ذلك القبيل؟ الجواب أن ماكنتاير لم يصرح بذلك مطلقًا، مجددًا أصحاب نظرية المؤامرة يقومون بتلاعبٍ انتقائي للأدلة لتلائم ادعاءاتها.

مفارقات مزعومة أخرى

تؤمن حركة حقيقة 9/11 بقدرة قيادة الدفاع الجوي الفضائي الأمريكي على تحديد واعتراض الطائرات في الحادي عشر من سبتمبر، وفشلها في ذلك يعني تورط الحكومة في مؤامرة للسماح بوقوع الهجمات
لدعم هذه الفكرة، يدعون أنه كان بإمكان NORAD اعتراض الطائرات المختطفة بسرعة، لأن اعتراض الرحلات الجوية هو بمثابة روتين، مع 67 اعتراض مشابهد حدث قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر
لم تحدد هذه الادعاءات بشكل قاطع الزمن الذي استغرقته الاعتراضات المزعومة، ولم تخبرنا بمكان وقوعها، سواءً كان ذلك قرب المدن الكبيرة أو فوق أميالٍ عديدة من المحيط المفتوح.

ليس من السهل أن تحدد بسرعة مكان طائرة تتصرف بعشوائية.

على العاملين في NORAD أن يحاولوا الاتصال مع الطائرة بشكلٍ متواصل أولًا لاستبعاد بعض الأسباب الطبيعية، ومن ثم عليهم التواصل مع مسؤولين عسكريين معينين لجمع المقاتلات وتوجيهها نحو المكان المناسب.

كانت وضعية أحداث 9/11 أكثر تعقيدًا، حيث قام الإرهابيون بإيقاف مستقبلات الرادار على الطائرة، ومن دون إشارة المستقبلات، تظهر كل طائرة مختطفة كمجرد نقطة متحركة على شاشة رادار NORAD بين عديد من مثيلاتها، مما يجعل تتبعها أمرًا صعبًا.

رغم ذلك، أي قرار مباشر من NORAD لاعتراض أية طائرات مختطفة في 9/11 كان سيتطلب وقتًا طويلًا للوصول إلى الطائرة ــ وقت لم يكن متوفرًا ببساطة في أحداث 9/11.

تطرح إحدى النظريات الشهيرة عرض كميات كبيرة من أسهم شركات الطيران للبيع قبل أيامٍ من أحداث 9/11، وبتصوير خيار البيع «Put Option» كرهانٍ على انخفاض سعر الأسهم،
خمن أنصار نظرية المؤامرة وجود حدس لدى المضاربين المطلعين بوقوع أحداث 9/11، ليضعوا رهاناتهم حسب ذلك، بينما يبدو الأمر مثيرًا للشبهات
بمعزلٍ عن المعطيات الأخرى، فإن الحجم العام لتداول هذه الأسهم وصل إلى مستويات مشابهة في أوقات سابقة من نفس السنة.

نظرية أخرى تزعم وصول الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ (FEMA) إلى مركز التجارة العالمي في العاشر من سبتمبر 2001، وهذا يظهر علم الحكومة بالكارثة القادمة.

هذا الادعاء يعتمد على إفادة أدلى بها توم كينيTom Kenney من فرقة عمل ماساشوسيتس، الذي صرح لمذيع قناة CBS News دان راذر Dan Rather، يوم 13 سبتمبر 2001: «نحن حاليًا، من بين أولى الفرق التي تم تجنيدها لمساعدة مدينة نيويورك في هذه الكارثة.

لقد وصلنا، ليلة الإثنين الماضي وشرعنا في العمل صباح الثلاثاء.

ولم نحصل على فرصة كاملة حتى اليوم للعمل بالموقع بأكمله» التفسير البسيط لذلك الاقتباس، أن الأيام قد اختلطت على السيد كيني ــ ليس بالأمر الغريب لشخص عمل لأكثر من يومين في نشاطات إغاثة طارئة.

العديد من هذه النقاشات ركزت على الشروحات المقدمة من طرف حركة حقيقة 9/11، لكن يجب أن نشدد على أن المعلومات التي لا يقدمونها تطرح العديد من الإشكاليات.

لم أتمكن من تحديد أي ذكر مهم للقاعدة، الإرهابيين الإسلاميين المتطرفين أو التاريخ الحديث للشرق الأوسط في أي مكانٍ من نصوص حركة حقيقة 9/11.

على الأرجح أن سبب ذلك يعود إلى عدم اهتمام العديد منهم، مثل معظم الأمريكيين، بالشرق الأوسط قبل أحداث 9/11.

خلاصة: قوة نظريات المؤامرة

قام هذا المقال بتحليل حجج حركة حقيقة 9/11 واكتشف قصورها.

رغم ذلك، هناك أشياء قليلة يجب قولها حول الشكوك.

أولًا، هناك القاعدة الفلسفية البسيطة التي تقول إن الشك بمفرده لا يظهر شيئًا – فأي نظرية تحتاج إلى دلائل لصالحها لتؤخذ على محمل الجد.

ثانيًا، الأخطاء التي وقعت فيها حكومة الولايات المتحدة في السابق مختلفة نوعيًا عن القرار الواعي بقتل الآلاف من مواطنيها من أجل تبرير اضطهاد الآخرين.

أهم من ذلك، نجد حقيقة أن معظم ما نعلمه حول القرارات السيئة التي قامت بها الحكومة قد وصل إلينا فقط بسبب الشفافية النسبية التي تعمل بها الحكومة، وحرية نشر ومناقشة هذه المعلومة وهذا الأمر غير متوفر في أغلبية بلداننا

 بالتعاون مع منظمة Ideas Beyond Borders


  • ترجمة: ديانا نعوس ووليد سايس
  • تدقيق: ابراهيم صيام
  • تحرير: ندى ياغي