الشعور بانقباض المعدة وتعرق اليدين وتسارع نبضات القلب كلها مشاعر تجذب بعض الأشخاص لبيوت الأشباح والغابات المظلمة في أفلام الرعب.

إلا أنه وحسب رأي العلماء فقد تكون قدرة الدماغ البشري على تحويل شعور الخوف إلى متعة مفتاحاً لعلاج العديد من الاضطرابات النفسية المتعلقة بالقلق والرهاب والحصر النفسي.

شعور الخوف لدى الإنسان يثير رد فعل (الهروب أو المواجهة) الأوتوماتيكي في الجسم حيث تعلو معدلات ضربات القلب ويتسرع التنفس وتنقبض العضلات ويتركز الإنتباه على اتخاذ رد فعل سريع وفعال بمواجهة الخطر.

هذه طريقة الطبيعة لحمايتنا كما يقول دايفد رود اختصاصي علم النفس السريري في جامعة تكساس للتكنولوجيا فإذا علم الدماغ أنه لا يوجد مخاطرة في التعرض للآذى فإنه يختبر متعة اندفاع الأدرينالين والسر وراء هذه المتعة يكمن في القدرة الجيدة على تقدير الآذى المحتمل.

فالأطفال الصغار قد يبالغوا بتقدير الآذى ويمروا بتجربة خوف حقيقي لقناعتهم بوجود خطر يهددهم أما الأفراد البالغين في نفس الحالة قد يقوموا بالصراخ الذي يتبعه ضحك انفعالي لمعرفتهم أنه لا يوجد أي خطر.

تفسر هذه الظاهرة أيضاً متعة الناس في الرياضات الخطرة كالقفز الحر بالمظلات (skydiving) والقفز بالحبال (bungee jumping) حيث أن المشاركين بمثل هذه النشاطات العالية الخطورة يجدون أن المخاطرة تقلّ بالتمرين والاحتياطات اللازمة مما يسمح لهم الاستمتاع بالتجربة.

وتعدّ اللوزة العصبية (amygdala) العضو الرئيسي المسؤول في بنية الدماغ عن هذه الظاهرة وهو الجزء الذي يقوم بتشكيل وتخزين الذكريات المرتبطة بالعواطف.

يقول فرانك مك أندرو اختصاصي علم النفس البيئي في جامعة نوكس جاليسبرغ أن القدرة على الاستمتاع بالخوف له معنى تطوري فقد اندفع الإنسان للبحث عن هذا النوع من التحفيز لاكتشاف احتمالات جديدة وإيجاد موارد جديدة للطعام وأماكن افضل للعيش وحلفاء جيدين فالإنسان يحب الانحراف عن القاعدة والتغيير للتطور ضمن الحدود.

اثبتت الدراسات أن التعرض المنتظم لتنبيه مخيف يجعل الدماغ متأقلماً فيتوقف عن اختباره على أنه مخيف ما يجعل ذلك مفتاحاً للعلاجات المعرفية في اضطرابات القلق كالرهاب واضطراب ما بعد الصدمة الذي يجعل منظومة الإنسان العقلية تبالغ باستقبال التهديد في حين عدم وجوده بالحقيقة.

وعند دمج هذه العلاجات مع العلاج الدوائي فإن معدل النجاح لتحسن الحالات قد يصل إلى 80% مما يجعل انفعال الخوف مفيداً وممتعاً في وقت واحد.


  • اعداد: سارة جبر.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر