يقيم الفاتيكان دورة لتدريب الكهنة على طرد الأرواح الشريرة، وذلك بسبب زيادة الطلب على هذه الممارسة غير المنطقية المتمثلة في تخليص الناس من «الشياطين» التي تسكن داخلهم.
وتحدَّث الأب (سيزار تروكي- Cesare Truqui) لوكالة الفاتيكان الإخبارية معلنًا عن مؤتمر تدريب طرد الأرواح: «إن المعركة ضد الشر -والتي بدأت منذ بداية العالم- من المتوقع أن تستمر حتى نهايته».
وأضاف: «لكننا اليوم في مرحلة حاسمة من التاريخ، إذ لم يعد العديد من المسيحيين يؤمنون بوجود [الشيطان]، ولا يُعيَّن سوى عدد قليل من الكهنة لإلقاء التعويذات، ولا يتعلم مزيد من الكهنة الشباب كيفية طرد الأرواح».
وسيحضر هذا المؤتمر التي سيُعقد هذا الأسبوع حوالي 250 قسًا من جميع أنحاء العالم.
وقد تزايد الطلب على طرد الأرواح الشريرة في جميع أنحاء العالم في السنوات الأخيرة، إذ أن هناك 500,000 شخصٍ سعوا لطرد الأرواح في إيطاليا في العام الماضي حسب تقارير «BBC».
والسبب الذي يجعل الكهنة يعتقدون أن هناك زيادة في الطلب هو بعيد عن المنطق تمامًا.
ويعلِّق الأب (أنتوني بارات- Anthony Barratt)، وهو كاهن في ألباني في نيويورك، لجريدة التلغراف قائلًا: «إن الطلب على طرد الأرواح يتزايد بشكل كبير، وأعتقد أن السبب في ذلك يعود جزئيًا للإنترنت مما يجعل من السهل الوصول لـ [الشيطان].
وكذلك الأفلام والبرامج التلفزيونية هي أيضًا عامل ساعد على ذلك، فهناك سحر وجاذبية خاصة للفكرة».
فالإنترنت يضع الناس على تماس مع الشيطان نفسه.
وقد تناقش الكهنة في المؤتمر حول طرق معالجة زيادة الطلب على طرد الأرواح الشريرة، بما يتضمن طرد الشيطان من «الأشخاص المسكونين» عبر الهاتف.
هذا وتجري هذه الممارسة بالفعل على أرض الواقع.
ولطرد الأرواح الشريرة يقرأ الكهنة الطقوس الرومانية لطردها والتي كتبها البابا (لاوون الثالث عشر- Leo XIII) في عام 1884، ويبدو أن بعض الكهنة قرروا أنه من الجيد طرد الأرواح الشريرة عبر جميع الشبكات الخلوية الرئيسية (وغير الرئيسية).
ووفقًا لمجلة (كاثوليك هيرالد- Catholic Herald)، فقد صرح الكاردينال (إرنست سيموني- Ernest Simoni) قائلًا: «هناك بعض الكهنة الذين يطردون الأرواح الشريرة أيضًا عبر هواتفهم المحمولة، والفضل في هذا للمسيح».
وإضافة لهذه الممارسات الغريبة، فقد سلط المؤتمر الضوء على أنه هناك عددًا كبيرًا من الناس يؤمنون بأنه من الممكن أن يستحوذ الشيطان على الإنسان.
وأظهرت إحصاءات في بريطانيا في أواخر العام الماضي وجود حوالي 1500 حالة اعتداء على أطفال بحجة نوع من «السحر» و«الحيازة الشيطانية»، وحصلت هذه الاعتداءات من البالغين أثناء محاولة طرد الأرواح الشريرة منهم.
ومن المثير للقلق أن الكثير من الناس يلجؤون للكنائس بدلًا من الأطباء عند حدوث الأعراض.
وقد علَّق على ذلك أحد الكاثوليكيين الإيرلنديين قائلًا: «في السنوات الأخيرة فقط ازداد الطلب على طرد الأرواح الشريرة بشكل كبير، ومن المحزن وجود بعض الأشخاص الذين يعتقدون في عقولهم –إن كانوا على صواب أو خطأ- أنهم مصابون بروح شريرة».
- ترجمة: ميرنا رفول
- تدقيق: هبة فارس
- تحرير: ندى ياغي
- المصدر