في الرابع عشر من مارس/آذار من العام الحالي، توفي عالم الفيزياء والكونيات الشهير ستيفن هوكينغ بسلام في منزله الواقع في كامبردج بإنجلترا.

وقد أعلنت عائلته وزملاؤه والكثير ممن كانوا ومازالوا يستقون الإلهام منه، الحدادَ على وفاته، كما احتفوا بحياته تخليدًا لها.

وبالرغم من أنه لم يكن في وسعِه الكلام إلا من خلال جهاز مُثَبَّت على عضلة خدِّهِ، إلا أنه كان في جُعبَته الكثير من الأشياء المثيرة للاهتمام، والمخيفة في بعض الأحيان، ليتحدَّثَ عنها، بما في ذلك إصابتُه بمرض التصلب الجانبي الضموري – (ALS) والذي يُعرَف بمرض «Lou Gehrig».نقدم لك في هذا المقال أراء ستيفن هوكينغ الأكثر إثارة للاهتمام وكلماته التي لا تُنسى.

بدايةً، قالت صحيفة (ذا صن )البريطانية إن ستيفن هوكينغ قد حذّرَ، خلال (قمة تينسنت للشبكات) التي عُقِدَت في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر للعام 2017 في العاصمة الصينية بكين، من التزايد في التعداد السكاني، وما يترتَّب عليه من تزايد في الطلب على الطاقة، الأمر الذي قد يجعل الأرض غير صالحةٍ للسكن بحلول العام 2600.

وفي العشرين من يونيو/حزيران 2017، وخلال حديثٍ في مهرجان الفنون والعلوم (ستارموس ) الذي أُقيم في النرويج، والذي يشغل ستيفن هوكينغ كرسيًّا في مجلسه الاستشاري، تساءَل ستيفن قائلًا: «ألا ينبغي لنا أن نرضى بكوننا كائنات كونية كسولة، تستمتع بالكون من نعيم هذه الأرض! الإجابة لا، بالطبع لا ينبغي لنا ذلك»، وأضاف أيضًا: «إن العديد من بقاع الأرض عُرضة للخطر، ما يجعل من الصعب عليَّ أن أكون إيجابيًّا».

وفي الوثائقي (الأماكن المفضلة لستيفن هوكينغ )، وعند الحديث عن كوكب (Gliese 832c) القابل للحياة، قال ستيفن: «قد تصلنا – في يوم ما – إشارةٌ من كوكب كهذا» وأضاف قائلًا: «ولكن ينبغي علينا أن نقلق من الرد عليها، فمواجهة حضارة متقدمة يمكن أن تكون أشبه بمواجهة الأمريكيين الأصليين لكولومبوس، والتي لم تنته على ما يرام».

ووفقًا لصحيفة الإندبندنت وخلال زيارة لمتحف لندن للعلوم في فبراير/شباط من العام 2015، قال ستيفن هوكينغ: «إن العدائية هي أكثر عيوب الإنسان التي أردت أن بشدة أن أُصلحها» وأضاف أيضًا: «ربما كان لهذه الخصلة، في أيام إنسان الكهف، فائدة في البقاء على قيد الحياة، والحصول على ملجأ، والمزيد من الطعام، أو إيجاد شريك للتزاوج معه، إلا أنها اليوم ستودي بنا جميعًا إلى الهلاك».

وتعقيبًا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الصادر في يونيو/حزيران من العام 2017، والقاضي بسحب الولايات المتحدة الأمريكية من معاهدة باريس لحماية المناخ، صرّح ستيفن هوكينغ لشبكة أخبار بي بي سي نيوز قائلًا: «إننا قريبون جدًا من نقطة فاصلة، والتي يصبح عندها من الصعب التغلب على الاحتباس الحراري. إن قرار ترامب هذا قد يدفع بالأرض من على حافة الهاوية، حتى تصبح مثل كوكب الزهرة، فترتفع درجة حرارتها لتصل إلى 250 درجة مئوية، وتُمطِر حمض الكبريت».

وبعد محاضرة بي بي سي ريث في إنكلترا عام 2016، وفي جلسة عامة للإجابة عن الأسئلة، أخبر ستيفن هوكينغ الجمهور أنه «على الرغم من أن احتمال وقوع كارثة لكوكب الأرض في غضون سنوات عدة قد يكون منخفضًا جدًا، إلا أنه يتضاعف بمرور الوقت، ويصبح شبه مؤكد في الألف سنة أو العشرة آلاف سنة القادمة».

وخلال محاضرة (أصل الكون) التي أُقيمت في السادس عشر من أبريل/نيسان للعام 2013، أشار ستيفن هوكينغ إلى أن الناس يستمرون في البحث عن تفسيرات إلهية سماوية لمجابهة نظريات الفيزيائيين، وقال: «ما الذي كان يفعله الإله قبل الخلق؟! هل كان يُعِدُّ الجحيم لأولئك الذين طرحوا مثل هذه الاسئلة؟!».

كما صرّح لشبكة بي بي سي في ديسمبر/كانون الأول من عام 2014 أن تطوير ذكاء اصطناعي متكامل قد يُمَهّد لنهاية الجنس البشري.

وقد أوضح ستيفن هوكينغ في كتابه (تاريخ موجَز للزمن – A Brief History of Time) أن التاريخ الكامل للعلوم يتلخّص بالإدراك التدريجي لحقيقة أن الأحداث لا تحصل بطريقة عشوائية، بل إنها تعكس نظامًا ضمنيًّا محدّدًا، والذي من الممكن أن يكون موجَّهًا من قبل إله، ومن الممكن أن لا يكون كذلك.

وفي مقابلة له مع (إيما بروكس – Emma Brockes) من صحيفة (الغارديان) في العام 2005، قال هوكينغ: «إنها لمضيعةٌ للوقت أن أشعر بالغضب حيال عجزي، فعلى الإنسان أن يتأقلم ويستمر في الحياة، لم أتعامل مع الأمر على نحو سيء، فالناس لا تملك الوقت من أجلك إذا ما كنت غاضبًا وتشكو طوال الوقت».

وعندما سُئِلَ هوكينغ عن اللغز الذي يجده الأكثر إثارةً للاهتمام، وعن السبب الذي يجعله كذلك، أجاب: «النساء! كان أبي يُذَكّرني دائمًا بأنه وعلى الرغم من أني حاصل على شهادة الدكتوراه في الفيزياء، فالنساء ستظل لغزًا بالنسبة لي».

وأخيرًا، قال هوكينغ في مقابلته مع صحيفة الغارديان: «أعتبر الدماغ كحاسوب سيتوقف عن العمل عندما يصيب الوهن مكوناتِه» وأضاف أيضًا: «لا يوجد هناك جنة أو دار آخرة، إنها قصة خيالية لأولئك الذين يخافون من الظلام».


  • ترجمة: محمد غيث بغدادي
  • تدقيق: م. قيس شعبية
  • تحرير: يمام اليوسف
  • المصدر