لا نستطيع العيش بوجود الهواء وأشعة الشمس فقط، بل تحتاج أجسامنا إلى الغذاء والماء للنجاة.

فمن الممكن أن يبقى الإنسان حيًّا لأكثر من ثلاثة أسابيع بدون طعام – إذْ تمكّن مهاتما غاندي من النّجاة لأكثر من ثلاثة أسابيع حين بقي دون طعام – ولكن للماء قصّة مختلفة.

ما لا يقلّ عن 60 بالمئة من جسم الشّخص النّاضج مكوّن من الماء، وكلّ خليّة حيّة تحتاج إلى الماء لاستمرارية أدائها بالشّكل المطلوب.

يعمل الماء كمضادٍّ للاحتكاك في المفاصل، وينظّم درجة حرارة الجسم من خلال التّعرق، كما يساعد على التّخلّص من الفضلات.

لذا فإنّ أقصى مدّةٍ يمكن لشخصٍ أن يعيشها من دون ماء تُقارب الأسبوع، وهو تقدير مبنيّ على ملاحظات لأُناسٍ كانوا في نهاية حياتهم، عندما قُطع الماء والطعام عنهم، كما أخبر راندال ك.باكر، أستاذ علم الأحياء في جامعة جورج واشنطن ماغي فوكس من شكبة NBC News في عام 2013.

ولكنّ أسبوعًا كاملًا هو تقديرٌ سخيٌّ، والرّقم الأكثر صحّة هو من 3 إلى 4 أيام، وخاصّة في الظّروف الصّعبة كالحرارة الحارقة على سبيل المثال.

صرّح كلاود بيانتادوسي من جامعة دوك لشبكة FOX بأنّه: «يمكن العيش لما يقارب ال100 ساعة من دون شرب الماء في درجة الحرارة المعتدلة، أمّا في الجوّ الأكثر برودة سيزداد الرّقم قليلًا، وإنْ تعرّضت لأشّعة شمس مباشِرة سيقلّ الرّقم».

خطورة الجفاف

تخسر أجسامنا الماء بصورة مستمرّة، ولهذا السّبب فإنّ شربك لكأس من الماء في اليوم غيرُ كافٍ لسدّ النّقص الحاصل.

فنحن نخسر الماء عند التّعرق، وعند ذهابنا إلى الحمّام، وحتّى عند التّنفس.

كتب باكر في مقالة لمجلة Scientific American عام 2002: « تحت ظروف قاسية، من الممكن أنْ يخسر الشّخص البالغ من 1 الى 1.5 لترًا من العرق كلّ ساعة، وإنْ لم يُعوّض هذا الماء، من الممكن أنْ يقلّ حجم الماء الكليّ في الجسم بصورة سريعة، والأشدّ خطورة من ذلك، أنّه قد يتسبّب بنقصان الحجم الكليّ للدّم».

فعندما تصبح كميّة الدّم الجاري في الأوردة والشرايين قليلة جدًّا، يقلّ ضغط الدّم إلى مستوى قد يكون مميتًا.

كما ترتفع درجة الحرارة أيضًا عند التّوقف عن التّعرق.

وإنّ الجفاف الذي يسبّب «خسارةَ أكثر من 10 بالمئة من وزن الجسم يُعتبر من الطّوارئ الطّبيّة» وفقًا للمركز الطّبي لجامعة روتشستر، « وإذا لم تُعوّض هذه الخسارة فإنّها قد تؤدّي إلى الموت».

مصادر الماء

بإمكاننا الحصول على بعض الماء من الطعام، «ولكنّ ماء الشّرب هو المصدر الأساسيّ، ويُعدّ أفضلَ مصدرٍ للماء» طبقًا للمعهد الوطنيّ الأمريكيّ للصّحة.
إضافةً إلى أنّ المشروبات الأُخرى مثل العصائر والحليب تساعد في حماية الجسم من الجفاف.
لكنّ السّائل الوحيد الذي يجب عليك تجنّبه هو الكحول لأنّه يؤدّي إلى خسارة السّوائل بشكلٍ أكبر من الحدّ الطّبيعي من خلال التّبول المفرط الذي يسبّبه.


  • ترجمة: سنان حربة.
  • تدقيق: سهى يازجي.
  • تحرير: محمد سمور.
  • المصدر