بعد أن أُعلِنَ نبأ مولِد الطفل الثالث لدوقة كامبريدج والأمير ويليام في صباح 23 أبريل/نيسان، بدأت الأخبار ومواقع الانترنت تضجُّ بكلِّ ما يخص الطفل والأشياء الملكيّة، وما سيكون اسم هذا المولود الجديد وأين سيحلُّ ضمن تسلسل خلافة العرش البريطانيّ.

  • «لقد رُزقت صاحبة السموّ كاثرين دوقة كامبريدج بطفلٍ في الساعة الحادية عشرة ويبلغ وزنه ثمانية أرطال و 7 أوقية».
  • «كان دوق كامبريدج حاضرًا للولادة، وصاحبة السموّ وطفلها يتمتّعان بصحّة جيّدة».
  • «تبعًا للتقليد، فقد تم إعلان خبر الولادة، وعُلِّق أمام قصر باكنغهام».

منذ قديم العصور، كان التسلسل الملكيّ لخلافة العرش البريطانيّ –كما هو الحال في مُعظم الممالك- قائمًا على توريث الابن الأكبر للملك والملكة، وهذا يعني أنه سيرث اللقب بالإضافة للأراضي وكل المُمتلكات التي تخصّ عائلته، حيث أن إحدى فوائد توريث الابن البكر هي المُحافظة على جميع الأراضي التي تخّص العائلة سليمةً ورابحة، فكما هو الحال في العديد من المُجتمعات الزراعيّة؛ فإذا ما قُسّمت الأرض إلى قطع صغيرة، وأصغر من أن تزوّد وتدعم العائلة المُتزايدة في العدد، فهذا سيقود العائلة للفقر بسرعة.

أما عن العائلة البريطانيّة الآن، سينتقل العرش عند وفاة الملكة إليزابيث إلى الابن الأكبر الأمير تشارلز، وبالتالي سيكون العرش من بعده لابنه الأكبر “وليام” دوق كامبريدج الحالي.

وبسبب التقاليد، فسيكون الابن الأكبر للأمير وليام وزوجته كيت – بغض النظر عن جنسه-، هو التالي بالصعود إلى العرش، والذي كان في نهاية المطاف فتىً، حيث أنجبت الدوقة كاثرين عام 2013 الأمير جورج، ومن بعده أنجبت طفلةً هي الأميرة شارلوت، وبالتالي سيكون المولود الجديد والذي سُمّي (آرثر لويس تشارلز) هو التالي من بعد أخته.

وقد اعتُمد هذا التغيير عام 2011 في اجتماع عقده 16 من قادة بلاد الكومنولث البريطانيّة (commonwealth) بما فيهم دولًا مثل كندا، استراليا، جمايكا ونيوزيلاندا وغيرها من الدول والذي عُقد في (بيرث – Perth)  بأستراليا لمراجعة هذا التسلسل التقليدي لتسلّم العرش الملكي.

وقد صوّت القادة 16 بالإجماع على ضرورة تغيير نظام تسلّم العرش المُتّبع منذ قرون، ليصبح يشمل البنات والأبناء، حيث كان في السابق يحقُّ للبنات أن يرثن العرش في حالة واحدة فقط، وهي أن لا يكون هنالك أيّ أبناء على قيد الحياة.

وتم إلغاء قاعدة طويلة الأمد كذلك عام 2011 والتي تنصُّ على عدم إمكانيّة أن يستلم العرش أحد الوارثين –ذكورًا أو إناثًا-  ممن تزوّجوا من الروم الكاثوليك، حيث استند هذا الحكم إلى قرونٍ من الحروب و الاضطهاد الديني في عهد الملك هنري الثامن الذي انفصل عن كنيسة الروم الكاثوليك، وطلّق زوّجته الملكة كاثرين، ليتزوّج بعدها من (آنا بولين -–boleyn Anne)، ولكن بما أن رئاسة كنيسة انجلترا هي إحدى مسؤوليات الملك البريطاني، لا يستطيع أيٌّ من الروم الكاثوليك أن يمسكوا بالتاج.

ووفقًا لCNN، فقد تسبب الأمير تشارلز في خلافٍ ملكيّ عندما قال: «أُفضل أن يُنظر إليّ كمُدافع عن المُعتقدات بما في ذلك الكاثولوكيّة وباقي الأديان الأخرى».

وهنالك شكل آخر للتوّريث والذي يُعرف باسم (Ultimogeniture) وهو مبدأ الوراثة الذي يعطي الابن الأصغر الأحقيّة بالخلافة وميراث أراضي وألقاب والديه، ويُستخدم أيضًا في بعض الاحيان لتعويض الابن الأصغر عن بقاءه في المنزل لفترات أطول لرعاية والديه المُسنين.

كان نظام التوريث هذا يُمارس في عدد قليل من الدول الأوروبيّة في العصور الوسطى وفي السلالات الحاكمة اليابانيّة، وفي معظم الحالات يُورّث جميع الذكور والإناث بعض الأسهم أو الأراضي أو غيرها من المكافآت، حتّى لو لم يرثوا تاجًا ملكيًّا.


  • ترجمة: رامي الحرك
  • تدقيق:  لؤي حاج يوسف
  • تحرير: أحمد عزب
  • المصدر