منذ حوالي قرنٍ من الزمن، اعتمدت المملكة العربية السعودية على احتياطيات البلاد النفطية الهائلة لتزويد اقتصادها بالطاقة.

لكن في السنوات الأخيرة، تراجعت أسعار النفط بسرعة، وتتطلع السعودية الآن إلى تنويع اقتصادها والاعتماد على النفط بصورةٍ أقل.

وقد وضعت العائلة المالكة خطةً جديدةً باسم (رؤية 2030)، التي توفر خطةً لتحديث المدن عبر المملكة.

وكجزءٍ من هذه الخطة، تقول الدولة أنها تأمل في بناء هايبرلوب (Hyper loop )، وهو نظام نقلٍ هوائيٍ ضخمٌ وعالي السرعة يسافر بين عدة مدنٍ في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

يوم الإثنين ، كشفت شركة ( Virgin Hyperloop One ) ــ وهي شركة مقرها في لوس أنجلوس تقوم بتطوير التكنولوجياــ وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن نموذجٍ أوليٍ لمشروع هايبرلوب.

إذا تم تحقيق ذلك، سيغير النظام بشكلٍ كبيرٍ كيفية تحرك السكان في المدن السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وفقا للشركة المسؤولة عن تصنيع هذا المشروع ( Virgin Hyperloop One )، فإن نتائج هذا المشروع سوف تقلص كل ساعةٍ إلى بضع دقائق.

سيربط نظام هايبرلوب المملكة العربية السعودية العديد من المدن في الشرق الأوسط ، بما في ذلك دبي والرياض وجدة وأبو ظبي.

الطريق الدقيق المخطط للخط ما زال غير واضح.

أعلنت الشركة في أواخر 2016 أنها وقعت اتفاقيةً مع هيئة الطرق والمواصلات في دبي لتقييم استخدام هايبرلوب بين دبي وأبو ظبي.

وفقًا لـشركة Virgin Hyper loop One، سيسافر النظام أسرع بمرتين إلى ثلاث مرات من السكك الحديدية عالية السرعة.

تدّعي الشركة أنها ستسافر بسرعة حوالي 700 ميل في الساعة وتنقل الركاب من دبي إلى أبو ظبي خلال 12 دقيقة، وهو ما يستغرق عادةً ساعتين بالسيارة.

وستستغرق الرحلة من الرياض إلى جدة – التي تستغرق حالياً أكثر من 10 ساعات – 76 دقيقة فقط.

الذهاب من الرياض إلى أبو ظبي – حاليًا يستغرق أكثر من من 8 ساعات ونصف – سيستغرق 48 دقيقة.

وفيما يلي عرض لمحطة تحكم، حيث يقوم فريق بإدارة نظام هايبرلوب.

باستخدام نوع خاص من المحركات، تتحرك مركبات هايبرلوب بالدفع الكهربائي عبر أنبوبٍ منخفض الضغط.

يمكن للركاب أن يحجزوا الاماكن باستخدام أحد التطبيقات، والذي سوف يدرج عند وصول السيارة إلى البوابة المحددة (مثل المطار).

تقول (Virgin Hyperloop One) أنه سيكون هناك 120 بوابة والتي تتسع لأكثر من 8500 مسافر في الساعة.

تقوم (Virgin Hyperloop One) بتجريب نظامها في مسارها التجريبي ، الذي يسمى ديفلوب ((devloop، في نيفادا ، شمال لاس فيغاس.

في ديسمبر 2017، نجح الفريق في اختبار نظام كامل النطاق على DevLoop.

وصلت السيارة بسرعة قصوى 240 ميل في الساعة (385 كم / ساعة).

لا يزال أول برنامج لهايبرلوب في مدينةٍ فعليةٍ عبارةً عن مشروعٍ ضخم (قيد الاطلاق).

في حين أن المدن تستخدم أنظمة أنابيب هوائية منذ فترةٍ طويلةٍ لتقديم الطرود الصغيرة، فإن نقل الناس يرفع التحديات الرئيسية في مجال الهندسة والتكلفة.

على سبيل المثال ، من أجل قيادة القطارات (المشروع) خلال الأنابيب ، سيتطلب ذلك نظام ضغط هواءٍ سريعٍ للغاية ، والذي ينتج الكثير من الحرارة .

تكييف الهواء داخل الأنفاق سيساعد في هذا، لكن ذلك يتطلب أنفاقًا أوسع وأكثر تكلفة.

ينسب الفضل الى إيلون ماسك (Elon Musk) في تعميم فكرة هايبرلوب الحديثة ، وتعمل شركته النفقية (The Boring Company) على نظامها الخاص.

في يوليو 2017 ، قام ماسك بالنشر على تويتر بأنه تلقى “موافقة حكومية لفظية” لشركة Boring لبناء نظام تحت الأرض (Hyperloop) يربط المدن الرئيسية في شمال شرق الولايات المتحدة.

تعمل الشركة حاليًا على مشروعين في منطقة واشنطن العاصمة ولوس أنجلوس.

لقد انطلقت أول مرة في موقع اختبار في لوس أنجلوس في أواخر عام 2017.

ومع ذلك ، لا تزال شركة Boring بحاجة الى مليارات الدولارات وسنوات عديدة لبناء أول نفقٍ رسمي.

في لوس أنجلوس، ينظم قانون جودة البيئة في كاليفورنيا مشاريع البناء الضخمة، تفيد التقارير بأن عملية المراجعة وحدها قد تستغرق ما لا يقل عن ثلاث إلى أربع سنوات.

(Virgin Hyperloop One) والحكومة السعودية يعتقدون بأن نقل هايبر لوب سيعمل على تحفيز النمو الاقتصادي وتنويع الصناعات في البلاد، تغذية قطاعات التصنيع والتكنولوجيا، والحث على نمو فرص العمل في المنطقة.

« زيارة اليوم والمناقشات في موضوع انطلاق المرحلة المقبلة من شأنها أن تجعل مشروع (Virgin Hyperloop One) واقعًا ملموسًا في المملكة العربية السعودية »الرئيس التنفيذي للشركة ، روب لويد ، قال ذلك في بيان نشر في 2 أبريل.

تستكشف المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة عددًا من خيارات النقل المستقبلية.

في أوائل عام 2018، بدأت دبي اختبار وحدات التنقل ذاتية القيادة، والتي قد تستخدمها المدينة للنقل المحلي في السنوات القادمة.

سيكون بناء نظام هايبرلوب ضخم مشروعًا طَموحًا أكثر


  • ترجمة: إسلام رشاد.
  • تدقيق: م. قيس شعبية.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر