تخيل أنك ترى دونالد ترامب أو مورجان فريمان أو مارجرت تيتشر.

من المرجح أنك تسمع الآن أصواتهم في رأسك، وسماتهم الأساسية التي يضعونها في كل كلمة من كلماتهم بالإضافة إلى نبرة صوتهم وحِدَّته.

وحتى دون الاستماع للكلمات، بمجرد أنك تسمع أحدهم يتكلم فإنك تتمكن من معرفة بعض السمات المحددة لهم مثل عمق صوته وحِدَّته.

وعلى المستوى البسيط، يشير الصوت إلى بعض السمات البيولوجية المميزة ككون الشخص المتحدث ذكر أو أنثى، عن حجم جسده وقوته الجسمانية، عمره وبلوغه الجنسي.

على سبيل المثال، قد يشير صوت دونالد ترامب إلى أنه رجل تجاوز منتصف العمر.

ولكن هل تعلم أن صوت الشخص أيضًا قد يحدد مدى جاذبيته وخصوبته، وحتى كونه خائنًا؟

بحسب نظرية شهيرة في علم النفس التطوري، تُعرَف بنظرية (الأوغاد في مقابل الآباء- cads versus dads)، والتي تفترض أن الرجال ذوي الصفات الذكورية، العضلات الأقوى والمهيمنين، ليسوا آباءًا جيدين، ويستثمرون أقل في أولادهم مقارنة بالرجال الأقل بالصفات الذكورية.

ويشير البحث أن النساء تفضلن الرجال ذوي المظاهر الأكثر ذكورية وذوي الصوت العميق، خاصة إذا كن يقتربن من فترة الإباضة.

وربما يرتبط ذلك بمدى كفاءة الرجال بهذا الصوت، فهم يضمنون أولادًا أكثر صحة جينية، وأكثر معدل من هرمون التستوستيرون وأقل من هرمونات التوتر، ونسبتهم أكبر في النجاة بشكل عام.

وعلى الجانب الآخر اختلفت تفضيلات النساء للرجال على مدار الفترات الزمنية الأخرى، حيث كان تقييم الرجال ذوي الصوت الأعمق على أنهم أقل ثقة وأكثرهم عرضة للخيانة في المجمل.

وقد فضَّلت النساء اللاتي حكمن على الرجال ذوي الصوت المنخفض أنهم أكثر عرضة للخيانة، بأن هؤلاء الرجال في حالة العلاقة القصيرة فقط ولا يرضين بهم في حالات الزواج.

وفي حالة الرضاعة عندما كن يعتنين بالطفل، كانت النساء تفضلن الرجال ذوي النبرة المرتفعة أكثر من أي وقت آخر.

ويفترض هذا البحث أن النساء تحددن شيئًا ما في صوت الرجال لتحديد ما إذا كان الرجل يستحق الثقة أم لا.

مما يؤثر على جاذبيتهم بشكل عام كأزواج، اعتمادًا على رغبة الأنثى في تفضيل الجينات الجيدة أو رغبتها في رعاية أبوية للأطفال.

تحديد الخائن:

ولكن هل بإمكان أصواتنا أن تعبر عن الخيانة فعلًا؟ تشير دراسة حديثة بإمكانية ذلك، حيث عُرضت تسجيلات صوتية لبعض الأشخاص بدون ذكر أي خلفية أخرى عن الشخص، وتمكن المشاركون من تحديد خيانة الشخص من عدمها.

وكانت النساء أكثر مهارة من الرجال في ذلك.

وأخِذت الأصوات من أشخاص بأصوات متشابهة وجاذبية متقاربة، في نفس الحجم والشكل ولهم نفس التاريخ الجنسي بغض النظر عن الخيانة.

مما يعني أن هذه العوامل لم تؤثر في النتيجة، ولا نعلم حتى الآن المفاتيح التي استخدمها المشاركون في تحديد الخيانة.

وبالإضافة إلى أن صوت المرأة يتغير عندما تكون في وقت دورتها الشهرية دون تناول حبوب منع الحمل.

كما ويجد الرجال أصوات النساء اللاتي تقتربن من فترة الإباضة أكثر جاذبية وأكثر خصوبة مقارنة بأي وقت آخر في الشهر، وذلك مهم لأن الإناث البشرية لا تعطي علامات مباشرة لكونهن خصبات، على عكس إناث الغزال اللاتي تثرن بعض الراوائح إشارة لذلك، وأنثى البابون اللاتي تتحول مؤخراتهن للون الأحمر إشارة لذلك.

وقد تشير الأصوات أيضًا لمدى إعجاب الشخص بك.

ففي دراسة ماهرة سُئل المشاركون أن يحكموا على الأصوات المتحدثة في لغات مختلفة كونها جذابة أم غير جذابة نسبة لكونهم شركاء جيدين أم لا.

وقد وجد الباحثون أنه عندما نتحدث لأشخاص جذابين يميل صوت الرجل ليصل إلى مستوى أعمق، ويزيد الاختلاف في ظهور الصوت ليصبح أكثر حيوية.

وبهذه الطرق، قد تصبح الصفات غير اللفظية للصوت عاملًا مهمًا في الدلالة على الصحة والخصوبة والجاذبية والثقة.

وبالنظر لهذه المفاتيح ربما نتمكن من اتخاذ القرار بشأن أولئك الذين يجب أن نقضي معهم الوقت ومن منهم نتجنب.

وفي المرة القادمة التي تتحدث فيها إلى شخص ما وتحكم عليه خلال هذه الصفات، تذكر أنهم يستمعون إليك ويحكمون عليك أيضًا.


  • ترجمة: محمد إيهاب.
  • تدقيق: هبة فارس.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر