نعلم جميعًا أن بطاريات الهواتف المحمولة يمكن أن تكون خطرة، وخاصة بعد الضجة التي لقيها انفجار بعض هواتف سامسونج منذ فترة ليست ببعيدة، ومن المؤكد أن الرسالة وصلت للناس بأن هذه المكونات التي لا يمكن التنبؤ بها والتي من المحتمل أن تكون حارقة هي أشياء لا يجب العبث بها.

حسنًا، في حال نسيت كل هذا الهرج والمرج، فربما تساعد هذه الصور لرجل يعض بطارية هاتف محمول -وكأنه يتناول وجبة شهية- على إنعاش ذاكرتك عن ماهية الأدوات التي لا يجب أن تضعها في فمك! فهذا الرجل سيء الحظ كان يتسوق لشراء بطارية جديدة لهاتفه الآيفون في محل للإلكترونيات في الصين عندما قرر وسط مداولاته مع البائع أن يعض إحدى البطاريات التي ينوي شراءها، وهذا ما حصل:

كما ترى، ما إن غرس أسنانه في البطارية حتى انفجرت مباشرة أمام وجهه محدثة كرة نار ضخمة اجتاحت طاولة عرض المنتجات مشتتة الزبائن المصدومين الذين ابتعدوا غريزيًا عن الانفجار، ولحسن الحظ لم يتأذَ أحد في هذه الحادثة الغريبة.

بعد مشاهدتك هذه الصور، التي شاهدها الملايين من الناس، ربما تتساءل عن السبب الذي دفع هذا الرجل لعض البطارية بالمقام الأول وسط محل إلكترونيات مزدحم، وبصراحة لا أحد يعرف الجواب حقًا، إذ يعتقد البعض أنه كان يحاول التأكد من جودتها، كما جرت العادة القديمة للتأكد من الذهب الأصلي من المزيف.

لعل هذا الزبون افترض أن مثل هذا التكتيك قد ينفع في التأكد من جودة بطارية ليثيوم – آيون قابلة للشحن، وهو بالتأكيد تكتيك غير ناجح هنا.

بينما تعلم هذا الشاب المسكين بالطريقة الصعبة، فإن هذه الحادثة مثال آخر على مدى خطورة بطاريات الليثيوم – آيون عندما يلحق ضرر بغلافها بحيث يتلامس قطبا البطارية رافعًا ذلك حرارة البطارية بشكل كبير، ومما يزيد الخطر أيضًا هو احتواء البطارية على عيوب تسمى التشعبات والتي تؤدي بتحطّمها إلى نفس الأثر الرافع لحرارة البطارية، ولهذا السبب فإن العلماء منهمكون في تطوير بطاريات تتوقف عندما ترتفع درجة حرارتها، وحتى دمج أشياء كالمذيبات المثبطة للهب مع الأقطاب.

مازلنا بانتظار رؤية مثل هذه الابتكارات في الأسواق، ولكن حتى ذلك الوقت دعونا نتعلّم من تجربة هذا الشاب العاثر الحظ السيئة مع بطاريته، لنتأكد من عدم تكرارنا لفعلته.


  • ترجمة: بشار منصور
  • تدقيق: جعفر الجزيري
  • تحرير: ندى ياغي
  • المصدر