نجح علماء الآثار في مصر في اكتشاف مثير لمقبرة مجهولةٍ مسبقًا، لم يمسَّها أحد لأكثر من ألفية.

تعود المقبرة التي عمرها 2000 سنة إلى الفترة الفرعونية المتأخرة والسلالة البطلمية، وتحتوي على 8 قبور على الأقل، بكل منها عدة توابيت.

تقع المقبرة المدفونة تحت الأرض المكتشفة حديثًا جنوب القاهرة في محافظة المنيا، حيث تبعد عن مقبرة خمون (تونة الجبل) بحوالي 6 كيلومترات فحسب.

يحتوي المجمع على عدد كبير من أعمدة الدفن، وبالداخل نجد عددًا من القبور العائليَّة تنتظر أن يفحصها العلماء لسنواتٍ عديدة قادمة.

يقول وزير الآثار المصري خالد العناني في هذا الشأن: «سنحتاج إلى خمس سنوات على الأقل للعمل على المقبرة. هذه بداية اكتشاف جديد فحسب».

بدأت عملية التنقيب السنة الماضية، بقيادة مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصري. كان الفريق يبحث عن جزءٍ غير مكشوف لمقبرة من المقاطعة الخامسة عشر لمصر العليا القديمة.

من بين تلك القبور كان أحدهم يعود إلى الكاهن الأعلى لتحوت (Thoth)، الإله المصري القديم أبي منجل، إله الحكمة والتحكيم والكتابة والعلم والسحر وحساب الموتى.

Dr. Kaled El-Enany announced the discovery of an ancient Egyptian cemetery located six kilometers north of Tuna Al-Gabal archaeological site in Meniya Governorate, south of Cairo

Posted by ‎Ministry of Antiquities وزارة الآثار‎ on Sunday, 25 February 2018

تم تعريف الكاهن في الجرار الكانوبية بالأحرف الهيروغليفية باسم “جيهوتي-إردي-إس”، وقد مُنِحَ أيضًا لقب “أحد العظماء الخمسة”، وهو لقب محفوظ لأعظم كهنة تحوت مكانةً.

أربعٌ من تلك الجرار الكانوبية، منحوتة من المرمر -خام مكوَّن أساسًا من الجبس- ومغطاة برؤوس الأبناء الأربعة للإله حورس، اكتُشِفت كذلك في القبر، وهي بحالة جيَّدة وتحتوي على بقايا أعضاء الكاهن المحنَّط.

بالإضافة إلى ذلك، وجد الفريق 1000 تمثال أوشابتي صغير، وهي تماثيل من الخزف المصقول لخدم أو تابعين تُوضع في القبور المصريَّة لمرافقة الشخص المتوفى خلال رحلة ما بعد الحياة.

أظهرت المومياء نفسها الشأن الكبير للشخص الميت، فهي مزيَّنة بقلادة من البرونز تظهر الآلهة نوت (Nut) باسطةً أجنحتها للحماية في ما بعد الحياة. كما وجدت كذلك على المومياء خرزات زرقاء وحمراء من الأحجار الكريمة، ورقائق برونزيَّة مطليَّة بالذهب، وعينان من البرونز مزيَّنتان بالعاج والكريستال، وأربعة تمائم من الأحجار شبه الكريمة.

كان هنالك 13 مدفنًا في القبر. وقبرٌ آخر يُعتقد أنه لجماعة عائليَّة؛ ككل، اكتُشف 40 تابوتًا من القبور الثمانية الموجودة في المجمَّع.

أمورٌ أخرى قد تكون هناك تنتظر الاكتشاف كذلك، لكن ما توصل إليه فريق البحث حتى الآن  هو مذهل أصلًا، فقد أعلنت وزارة الآثار في العام الماضي اكتشاف قبرٍ في تونة الجبل يحتوي على 17 مومياء.

يؤكد الاكتشاف كذلك علاقة المنطقة بالإله تحوت. سابقًا، اكتشف علماء الآثار أن الآلاف من قردة الرباح وأبو منجل المحنطة -وهي حيوانات مقدسة عند تحوت- قد دُفنت هناك.

تتمنى الوزارة من جهتها مساهمة هذه الاكتشافات في إعطاء دفعٍ للسياحة المصريَّة.


  • ترجمة: وليد سايس
  • تدقيق: جعفر الجزيري
  • تحرير: أحمد عزب
  • المصدر