هل عادت طائرة التجسس الأمريكية ، مخترقة حاجز الصوت؟


يبدو أن طائرة التجسس بلاكبيرد SR-71 Blackbird قد عادت مرة أخرى ، أسرع من أي وقت مضى.

أو ربما لا، صيغة غامضة ظهرت خلال عرض مؤتمر الفضاء الجوي الأسبوع الماضي لَمَّحت أن الطائرة SR-71 ربما تكون بالفعل في طور الإنتاج، لكن لا الجيش ولا صانع الطائرة شركة لوكهيد مارتن أكدا الخبر. SR-71 هي الطائرة التي ذاع صيتها كطائرة تجسس بشعة في الحرب الباردة.

كان نائب رئيس لوكهيد، جاك أوبانيون Jack O’Banion قد قدم تصورًا فنيًّا للطائرة الفوق صوتية SR-71 أثناء محادثة في المنتدى العلمي العالمي للمعهد الأمريكي للملاحة الجوية والملاحة الفضائية في فلوريدا يوم 8 يناير. يقال إن أوبانيون كان يقف في مواجهة صورة الطائرة الرمادية الأنيقة، و تحدث عن التطورات الأخيرة في الحوسبة والتصميم، ثم قال: «بدون التحول الرقمي، لا يمكن أن نصنع الطائرة التي تراها هناك».

الصياغة التي تحدث بها تعني أن الطائرة قد صنعت بالفعل، كما علق أوبانيون لاحقا، أيضا في التوتر الحالي.

وقال اوبانيون: «لم نكن قادرين على صنع المحرك نفسه قبل خمس سنوات – كان من الممكن أن يذوب إلى صهاره». «لكن الآن، يمكننا طباعة هذا المحرك مع نظام التبريد المتطور رقميًا، بحيث يصبح نظام التبريد جزءً لا يتجزأ من مواد المحرك نفسه، ويمكن لهذا المحرك أن يبقى سليما أثناء إطلاق النار أو المهام الروتينية المتعددة الأخرى».

لا تعليق

ورفض كل من سلاح الجو الأمريكي ولوكهيد مارتن التأكيد على وجود طائرة تجسس حقيقية (أسرع من الصوت  بـ 5 أضعاف). وقال خبراء الدفاع مستقلون أن الطائرة يمكن ان تكون فى أى مكان فى عملية التصنيع من مرحلة التصميم الرقمى إلى مرحلة النموذج.

كانت الطائرة بلاكبيرد  SR-71 طائرة تجسس سرية وسريعة، مصممة لامتصاص، بدلا من عكس إشارات الرادار، وبالتالي، تبقى مخفية نسبيا.

وعلى الرغم من أن طول الطائرة يزيد على 107 قدم (33 مترا)، إلا أن الطائرة ظهرت على الرادار ككائن في حجم بين الطيور والإنسان، وفقا لتأريخ لوكهيد مارتن عن الطائرة.

صنعت بلاكبيرد من التيتانيوم بحيث يمكن لها أن تتحمل الحرارة التي تتولد أثناء الطيران فوق ماخ 3 (2045 ميلا في الساعة أو 3300 كم / ساعة)، أو ما يعادل ثلاثة أضعاف سرعة الصوت. وصمم المطورون الطائرة سوداء لتبديد بعض الحرارة، وهو ما أعطا الطائرة اسمها. وكان أول طائرتين من طراز SR-71  قد حلقتا لأول مرة يوم 22 ديسمبر 1964. و تقاعدت في عام 1990، مسجلة الرقم القياسي كأسرع طائرة في التاريخ.

ووفقا لمتحف سميثسونيان Smithsonian  للطيران والفضاء، فإن الرحلة النهائية للطائرة التي تعرض الآن في قاعة لها في شانتيلي بولاية فرجينيا، سجلت رقما قياسيا: الطائرة حلقت من لوس انجليس الى واشنطن العاصمة في 64 دقيقة و 20 ثانية.

مستقبل الطائرات الأسرع من الصوت

وتعنى لوكهيد مارتن بتطوير «سكرامجيتس» scramjets الأسرع من الصوت – التي تستخدم الأكسجين من البيئة بدلا من خزان للاحتراق في المحرك -. ومع ذلك، فإن التحديات الهندسية شديدة الخطورة.

يقول خبير الدفاع ريتشارد أبوالعافية Richard Aboulafia أن الطائرات مثل طائرة SR-71 المزعومة يمكن أن تمكن القوات الجوية من القيام بعمليات تفجير فائقة السرعة في المجال الجوي للعدو دون الكشف عنها. وقال مهندسو لوكهيد مارتن في عام 2013 أنهم يأملون في تطوير طائرة من طراز SR-71 التي يمكن أن تطير بسرعة ماخ 6 (4603 ميل في الساعة أو  7407 كم / ساعة) بحلول عام 2030.

السرية والشائعات هي القاعدة في تطوير الطائرات الشبح جديدة.

ووفقا لتاريخ وكالة المخابرات المركزية لتاريخ تطور  SR-71، حاولت الحكومة بجد الحفاظ على تطوير البلاكبيرد الأصلية سريًا، ولكن أميرالًا في البحرية الأمريكية سابقا يدعى جون ب. بيرسون John B. Pearson قال أنه تبين أن لوكهيد ستصل إلى نتيجة بحلول عام 1961، أي بعد ثلاث سنوات فقط من بدء المشروع. كما ذكرت صحيفة فى فورت وورث بولاية تكساس إمكانية وجود طائرة جديدة أسرع من الصوت فى عام 1963.


  • ترجمة : مصطفى العدوي
  • تدقيق: بدر الفراك
  • تحرير: زيد أبو الرب

المصدر