الكيرلنغ (Curling) هي واحدة من الألعاب الرياضية الأكثر غرابة في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، وغالبًا ما تقارن بلعبة شافلبورد (Shuffleboard)، لكنها تُلعب على الجليد.

يتمّ دفع حجر الكيرلنغ الذي يقترب من 42 رطلًا، ثم ينزلق على طبقة رقيقة من الجليد، يقوم اثنين من اللاعبين بكسح السطح بشراسة أمام الحجر.

حركة الكانسة تسخّن الجليد، مما يجعلها تصبح ملساء، مما يقلل من الاحتكاك بين الحجر والجليد.

ينتقل الحجر أبعد وأكثر استقامة نتيجة لذلك، والهدف هو الحصول على الحجر أقرب ما يكون من الهدف، الذي نسميه «البيت».

يتم تسجيل نقاط على أساس المسافة من البيت، وفي نهاية المباراة الفريق الذي يحصد نقاط أكثر يصبح هو الفائز.

مارك شيجيلسكي (Mark Shegelski)، أستاذ الفيزياء في جامعة كولومبيا البريطانية الشمالية، الذي نشر أيضًا عدة أوراق علمية عن فيزياء الكيرلنغ، يساعدنا على فهم العلم وراء اللعبة.

لعبة الاحتكاك

الاحتكاك -أو عدم وجود الاحتكاك- هو ما يؤثر على حركة صخرة الكيرلنغ.

الاحتكاك هو القوة التي تتكون عندما يحتكّ سطحان ببعضهما البعض (في هذه الحالة الحجر والجليد)، تأخذ اتجاهًا عكس اتجاه الحركة من السطح المتحرك (في هذه الحالة الصخور).

الاحتكاك يعتمد أيضًا على تركيبة كِلا السطحين. الجليد زَلِق، لكنه لا يزال يسبب الاحتكاك الذي يعمل على إبطاء سرعة الصخور.

كلما أبطأت الصخور، كلما حدث انحراف أو تجعّد انحنى المسار في اتجاه واحد، من هنا تحصل اللعبة على اسمها كيرلنغ أي «التجّعد».

إذا كانت الصخور تدور عكس اتجاه عقارب الساعة، فسوف يحدث الانحراف في المسار إلى اليسار.

أما إذا كان يدور في اتجاه عقارب الساعة، فسوف ينحرف المسار إلى اليمين.

إن اتجاه الانحراف هو نتيجة لعدد من العوامل في اللعبة، على سبيل المثال لو كانت الصخور التي تدور عكس اتجاه عقارب الساعة.

في النصف الأمامي من الحجر فسيكون اتجاه الحركة هو إلى اليسار والقوة العكسيّة من الاحتكاك إلى اليمين.

في النصف الخلفي، اتجاه الحركة إلى اليمين، وبالتالي فإن القوة العكسية من الاحتكاك ستكون إلى اليسار. الأهم من ذلك، كمية الاحتكاك في الأمام والخلف ليست متساوية.

وذلك لأن حجر الكيرلنغ لديه ميل للانزلاق على الجليد إلى الأمام بسبب وجود طرف مستدق في مقدمته.

النصف المتقدّم الأمامي من الحجر يؤثر بشكل أكبر على الجليد من الجزء الخلفي، مما يولِّد المزيد من الاحتكاك في المقدمة.

إذا أجريت التجربة نفسها باستخدام كوب مقلوب فوق الطاولة، فإن الكوب سيدور بشكل صحيح لأن قوة الاحتكاك في الخلف (حيث الحركة الجانبية إلى اليمين) أقل من قوة الاحتكاك في الأمام ( حيث الحركة الجانبية إلى اليسار).

لكن يحدث العكس في لعبة الكيرلنغ بسبب ظاهرة أخرى.

يعتقد شيجلسكي أن ارتفاع الضغط يدفئ الجليد أكثر عند مقدمة الصخرة، مما يخلق طبقة رقيقة من السائل.

يعمل الجليد المذاب كزالِق لتقليل قوة الاحتكاك في مقدمة الصخرة.

الآن يصبح الاحتكاك في مقدمة الصخرة، الواقع إلى اليمين، أقل من الاحتكاك في مؤخرة الصخرة، الواقع على اليسار، وبالتالي فإنّ انحراف مسار الصخرة يصبح يسارًا.

الصخرة والجليد

لا يتم لعب الشباك على الجليد الأملس المستخدمة في الرياضة مثل رياضة الزلاجة الجماعية أو التزلج.

بدلًا من ذلك، فإن السطح له مطبات قليلة، تسمى «بالحصى» الجليدية، مصنوعة عن طريق رش قطرات صغيرة من الماء على الجليد الذي تجمد.

يقول شيجلسكي: «إنها مثل مجموعة من التلال بينها الكثير من الوديان».

يصبح الانحراف على الجليد الأملس سلسًا أكثر من اللازم، مما يجعل من الصعب دحرجة الحجر نحو الهدف.

وظيفة الحصى الجليدية هي جعل الحركة الدورانية للحجر تحت السيطرة.

بالإضافة إلى ذلك، صخرة الكيرلنغ مصنوعة من حجر الجرانيت النادر الذي يصد الماء جيدًا.

تحافظ الخاصية الـ«مضادة للماء» على الصخر، المشطوف قليلًا من الجانب السفلي، من تراكم الجليد على سطحه ومن ثم التوقف أو التعثّر.

الغرض من الكنس

في لعبة الكيرلنغ، الكنس أمر بالغ الأهمية.

فهو ما يغيّر مسار الحجر بعد أن يتم إلقائه على الجليد.

تقوم حركة الكنس بإحماء الجليد والحد من الاحتكاك مما يقلل من انحراف الحجر وبالتالي يسمح له بالتحرك باستقامة.

إن عملية الكنس تسمح بحركة أبعد للحجر بعدة أمتار مما لو ترك بدون تدخل.

يقول شيجلسكي: «إذا تمّ إطلاق الحجر بسرعة كبيرة، فإنّ اللاعبين لا يستطيعون التحكّم فيه، لكن إذا أطلق بسرعة ضعيفة، فإنهم يستطيعون تحريكه إلى حيث يريدون».

يعمل الكنس أيضًا على تنظيف الجليد من الأجزاء الصغيرة من الأوساخ والحطام التي يمكن أن تتراكم على مدى المباراة وتعرقل الصخور.

بخلاف لعبة إطلاق الصخرة (ضربة البداية لتحريك حجر اللعبة) التي ليست صعبة جسديًا، يجب على اللاعبين الكانسين أن يكونوا في حالة جيدة.

الكانس يتطلب الكثير من الضغط على الجليد عن طريق دفع وزنه إلى الأسفل على فرشاته، ولتحريك الفرشاة من جانب إلى جانب، بسرعة وبضغط عالٍ فإنك تحتاج لاستخدام الذراع والظهر وعضلات الجذع الأخرى.

 


  • ترجمة: مصطفى العدوي
  • تدقيق: صهيب الأغبري
  • تحرير: ندى ياغي
  • المصدر