هناك دائمًا فجواتٌ بين الناس الذين يُولَدون في أزمنةٍ مختلفةٍ، ولكنّ التكنولوجيا هي الشيء الأكثرُ وضوحًا.

جاءتِ العديد من الأدوات إلى الوجود وعفا عنها الزمن خلال بضعة سنواتٍ، والكثير منها يبدو وكأنّه جاء إلينا – نحن البالغون – منذُ فترةٍ ليست بالبعيدة، وتطوّرت لتصبحَ غيرَ معروفةٍ بالنسبة للأطفال الواعين بما فيه الكفاية لاستخدام آخر الأدوات التكنولوجيّة الفائقة (وهي المرحلة التي تبدأ اليومَ بعمر 3 سنواتٍ).

إنّ الأطفال والشباب من مواليد 2000 و 2005 و 2010 كانوا قد وُلِدوا خلال أو بعد فترةٍ وجيزةٍ من التحوّلات التقنيّة الكبيرة جدًا؛ من البرمجيّات المنسوخة على أقراصٍ صلبةٍ إلى تلك المعتمدة على السحابة-Cloud-Based Software، ومن الهواتف الخلويّة إلى الهواتف الذكيّة، ومن أجهزة الكمبيوتر المكتبيّة والمحمولة إلى الجوّالات الصغيرة ذات الأنظمة الحاسوبيّة-Mobile Computing.

وفي الحقيقة، فإنّ الكثيرَ من الأجهزة انقرضت أو على وشك الانقراض لأنّ تطبيقاتِ الهواتف الذكيّة اليومَ قد حلّت محلَّها.

سنأخذ كلَّ ذلك بعين الاعتبار لنطرحَ عشرةَ أمثلةٍ عن أجهزةٍ استعملها البالغون اليوم عندما كانوا أطفالًا أو شبابًا أو حتّى قبلَ بضعة سنواتٍ مضت، والتي تبدوبالنسبة لأطفال اليوم وكأنّها آثارٌ قديمةٌلا يمكن فكّ رموزها.

10- الآيبود الأصليّ-The Original iPod

أُصدِر الآيبود الأصليّ عام 2001 وهو مشغّل موسيقى رقميٌّ محمولٌ بشاشةٍ أحاديّة اللونيجده أطفال اليومَ مُحيِّرًا؛ فهو يتطلّب سمّاعاتِ رأسٍ ليعملَ كونَه لا يمتلك مكبّرَ صوتٍ مُدمَجٍ، وأيضًا يجب عليك تدوير عجلةٍ من أجل التنقّل بين الأغاني، ولا يسمح بالقيام بأيّ شيءٍ آخرَ سوى الاستماع للموسيقى، ولا يمكنك تحميل أو شراء الأغاني من الإنترنت عبرَه، بل عليك أن تصلَه بالكمبيوتر عبرَ كابلٍ لتحمّلَ المحتوى الموسيقيَّ.

لم يتمَّ إصدار (iTunes) حتّى عام 2003، أي أنّه لم تكنْ هناك طريقةٌ سهلةٌ لشراء الموسيقى.

كانت أجهزة الآيبود كبقيّة الأجهزة كبيرةً وسميكةً وفق مقاييس اليوم ولم تستطعِ القيامَ بالعديد من المهام.

وتحوّلت منذُ ذلك الحين إلى أجهزة (iPod Touch)، وهو لوحٌ صغيرٌ متكاملٌ مع اتّصال (Wi-Fi) بإمكانه تشغيل الموسيقى والأفلام والألعاب وأكثرَ من ذلك.

إنّه أقرب إلى (iPhone) بدون ميّزة الاتّصال، ويُعدّ جهازًا أكثرَ سرعةً بالنسبة لأطفال اليوم.

تحوي كلّ الأجهزة الذكيّة الحديثة مشغّلَ موسيقى ممّا ألغى الحاجةَ إلى مشغّل موسيقى خاصٍّ.

9- أجهزة الكمبيوتر-Computers

يتطلّب استعمال أجهزة الكمبيوتر الكلاسيكيّة نسبةً عاليةً من الذكاء التقنيّ، خاصّةً تلك التي تعمل مباشرةً على سطرٍ من الأوامر، وتتطلّب الاتّصالَ بأجهزة تخزينٍ خارجيّةٍ ومكوّناتٍ أخرى.

تطوّرت لتصبحَ أسهلَ استخدامًا على مرّ السنين مع ظهورواجهات المستخدم الرسوميّة السهلة أيضًا (GUIs).

ومع أنظمة التشغيل الأحدث لم نعدْ مضطرّين لإنجاز الكثير من العمليات (أو أيٍّ منها)، ممّا جعل العمليّاتِ التي تجري في الخلفيّة وإعدادَ أجهزة الكمبيوتر أمرًا غامضًا قليلًا بالنسبة للأطفال.

تتمّ الحوسبة اليوم أكثرَ فأكثرَ باستعمال الجوالات التي تحتاج لعملٍ أقلَّبكثيرٍ في الخلفيّة.

وفقًا لدراسةٍ استقصائيّةٍ أجرتها منظّمة (Tomorrow) غير الربحيّة عام 2013 فإنّ 64% من الطلاب يتّصلون بالإنترنت بشكلٍ أساسيٍّ من خلال الأجهزة الجوّالة (3G أو 4G) و 23% منهم عن طريق التلفاز الذكيّ أو وحدات التحكّم التي تدعم الألعابَ.

ربّما لا يعرف معظم الناس الأوامرَ، ولكن يجد الأطفال بعضَ الغرابة في تشغيل أجهزة الكمبيوتر القديمة هذه على اعتبار أنّنا بحاجةٍ لتشغيل الكمبيوتر وجميع الأجهزة الخارجيّة المرتبطة به كلٌّ منها على حدى بدلًا من أن تضغطَ زرَّ طاقةٍ واحدٍ فقط.

إنّ الأجيالَ الأصغرَ لا تعرف أيضًا كيفيّةَ القيام ببعض الأشياء كتغيير إعدادات (Wi-Fi)، واستكشاف مشاكل الكمبيوتر وإعادة تثبيت نظام التشغيل (الأمر الذي يكون ضروريًّا إذا تعرّض الجهاز لفايروس ما)، في حين تعمل أجهزة الجوّال الحاليّة بنقرةٍ واحدةٍ، وتمكّنك من تحميل التطبيقات من متجر تطبيقاتٍ لتعملَ فورًا، وإذا حدث أيُّ خطأ فادحٍ فلست بحاجةٍ إلى أكثرَ من إعادة تشغيله أو الخروج من التطبيق والعودة إليه أو تسليم الجهاز إلى اختصاصيٍّ ليُصلِحَ المشكلة.

8- الرسائل النصيّة-Flip-phone Texting

كانتِ الرسائل النصيّة شكلًا شائعًا من الاتّصالات لسنواتٍ، وقد بدأت بشكلٍ جدّيٍّ بعد أن سمح بها مقدّمو الخدمات الخلويّة عبر الشبكات المتنافسة حوالي عام 2001.

سيطرت الأجهزة الذكيّة بعد ذلك بلوحات المفاتيح الكاملة وخاصّةً منذُ جاء (iPhone) عام 2007، ولكن كان الناس يستعملونها كثيرًا على هواتف النقر وغيرها من الهواتف المحمولة المماثلة، إذ كان كلّ رقمٍ فيه أكثرُ من حرفٍ وعليك النقر أكثرَ من مرّةٍ لتصلَ إلى حرفٍ معيّنٍ بدلًا من لوحات المفاتيح الكاملة في الأجهزة الحاليّة، ولتضعَ مسافةً كان عليك استخدام زرّ النجمة أو المربع.

وبالنسبة لأطفال اليوم يبدو ذلك بطيئًا ويصعب التعامل معه.

7- الكاميرات السينمائيّة-Film Cameras

وهناك تقنيّةٌ أخرى لم تستمرَّ خلال هذه الثورة، ألا وهي الكاميرات السينمائيّة.

وعلى الرغم من أنّ الكاميراتِ الرقميّةَ كانت موجودةً من الناحية الفنيّة لعقودٍ، لكنّها ظهرت لأوّل مرّةٍ في شكلها الحالي في بداية التسعينات ككاميراتِ تصويرٍ صغيرةٍ مع شاشات عرض (LCD).

وبدأت تتفوّق على كاميرات السينما من حيث المبيعات حوالي عام 2003، واستولت على السوق في غضون عدّة سنواتٍ.

وبالنتيجة، نشأ الأطفال مشبَعين من هذه الكاميرات، فإذا أظهرتَ كاميرا سينمائيّةً قديمةً لطفلٍ فمن المرجّح أنّه لن يعرفَ أنّها تحتاج لأفلامٍ أو كيف تصل إلى هذه الأفلام لالتقاط صورةٍ واحدةٍ. وعدم وجود شاشةٍ سيكون أمرًا محيّرًا بالنسبة لهم، ناهيكَ عن الخطوات والتكاليف اللازمة لاستخراج الصور من الفيلم.

تمتلك الهواتف الذكيّة اليومَ كاميراتٍ بدقّاتٍ عاليةٍتتسبّب بإضعاف سوق الكاميرات الرقميّة.

6- البيجر (جهاز الإشعار)-Pagers

وهي الخيار التجاريّ الآخر للاتّصالات المتنقّلة الفوريّة.انتشرت في التسعينات، وسمحت للناس بإرسال رقم هاتفٍ أو رسالةٍ رقميّةٍ أخرى إلى حامل الجهاز عن طريق إجراء مكالمةٍ إلى رقم الجهاز ثم كتابة رقم الرسالة.

وعندما يبدأ بالرنين، كلّ ماعليك فعلُه هو النظر إلى الشاشة الصغيرة ومعاودة الاتصال.

بدأ استبدالها بالهواتف المحمولة في التسعينات، والتي سمحت للمستخدمين بإجراء مكالمةٍ أو إرسال رسالةٍ من أيّ مكانٍ تقريبًا.

توفّر الأجهزة الذكيّة اليومَ خياراتِ تواصلٍ أوسعَ بالتأكيد، ويُستعمَل البيجر اليوم في العمل بشكلٍ رسميٍّ في مجالاتٍ مثل الرعاية الصحيّة، ولذلك فإنّ أطفالَ اليوم الذين سيقرّرون أن يصبحوا أطبّاء يجب عليهم تعلّم استخدامها.

5- أجهزة الألعاب ذات الخراطيش (الأقراص)-Cartridge Game Consoles

إنّ أجهزةَ الألعاب المنزليّةَ المبكّرةَ مثل أتاري-Atari 2600 وأتاري 7200 ونظام نينتيندو الترفيهيّ الأصليّ (NES) تقرأ البرمجيّاتِ من أقراص أو خراطيش الألعاب، وهي أدواتٌ صلبةٌ غريبة الشكل تحوي لوحةً داخليّةً ونقاطَ اتّصالٍ معدنيّةً مكشوفةً في نهايتها تخلق اتّصالًا عندما تُدرَج في الجهاز.

حتّى المراهقون سيأخذون بعضَ الوقت لإدراك كيفيّة عمل هذه الأجهزة، وسيواجهون صعوبةً في معرفة ما يجب القيام به إن لم تعملِ اللعبة على الفور (أحيانًا سيتطلّب ذلك إزالةَ القرص وإعادةَ إدراجه عدّة مرّاتٍ)، وتغيّرت هذه الآلية لاحقًا لاستعمال القرص المضغوط CD.

4- التطبيقات والبرامج على CDو DVD

منذُ فترةٍ ليست بالبعيدة فعلًا، كان عليك أن تشتريَ نسخًا صلبةً من التطبيقات لتحمّلَها على جهاز الكمبيوتر الخاصّ بك.

بدأتِ البرامج الجاهزة في السبعينات والثمانينيات على أشرطة الكاسيت-Cassette أو الأقراص المرنة-Floppy Disks، وتطوّرت في نهاية المطاف إلى أقراصٍ ذات سعةٍ عاليةٍ (CD-ROMs) و (DVD-ROMs). في كثيرٍ من الحالات، وعلى فرض أردت أن تلعبَ لعبةً ما، يجب أن يكونَ القرص في محرّك الأقراص المضغوطة حتى تعملَ.

ويمكنك أن تنسخَ أيَّ بياناتٍ أنت بحاجتها على أقراص CD أو DVD.

أمّا الآن، فيمكنك أن تنقلَ هذه البيانات باستخدام محرّك أقراص فلاش (USB) أو ترسلَها عبر الإنترنت.

أصبح الإنترنت المنزليّ عالي السرعة في كلّ مكانٍ، وربّما اعتدت على تحميل البرامج من السحابة حتى على أجهزة الكمبيوتر العاديّة، لذلك فإنّ الشركاتِ المصنّعةَ تستغني عن هذه الأقراص المُدمَجة في بعض أجهزة الكمبيوتر الأكثرِ كمالًا.

يمكنك تنفيذ العديد من المهامّ في السحابة التي كانت تتطلّب برامجَ مخصّصةً على هذه الأجهزة، بما في ذلك إنشاء المستندات وتخزين الصور وتحريرها والتحقّق من البريد الالكترونيّ أو إرسال رسالةٍ عبره.

وبالرغم من أنّ أطفالَ اليوم قد يكونون على درايةٍ بكيفيّة وضع أقراص الألعاب في وحدة التحكّم، فحتّى هؤلاء يتّجهون بكثافةٍ نحو التنزيلات، والعديد منهم يستخدمون الأجهزةَ الجوّالة التي لا تتطلّب إدراجَ أيّ قرصٍ أو ما شابه.

3- المساعد الشخصيّ الرقميّ-Personal Digital Assistant (PDA)

قبل أن يحفّزَ الآيفون سوقَ الهواتف الذكيّة لأوّل مرّةٍ عام 2007، كان معظم الناس يستعملون الهواتفَ الجوّالةَ فقط للاتّصال.

ثمّ بدؤوا ببطءٍ بالقيام ببعض الأشياء مثل تشغيل الموسيقى وبعض التطبيقات الأوّليّة، ولكن إذا كنت تريد أن تأخذَ ملاحظاتٍ رقميّةً أو تصلَ إلى التقويم أو ما شابه ذلك في الأعوام القليلة الأولى بعد العام 2000؛ كنت ستحتاج إلى جهازٍ آخرَ مخصّصٍ هو المساعد الشخصيّ الرقميّ (PDA).

كانت هذه الأجهزة سلفَ الهواتف الذكيّة، وشملت أجهزةَ الكمبيوتر بأنظمة ويندوز التي توضَع في الجيب وأجهزةَ (Blackberry)، وكان بعضها بحاجةٍ لاستعمال القلم، وأُرفِق بالبعض الآخر لوحة مفاتيح.

شغّلت هذه الأجهزة بعضَ التطبيقات المشابهة لتطبيقات الهواتف الذكيّة اليوم إلا أنّ الخياراتِ كانت محدودةً.

لم تحتوِ هذه الأجهزة على ميّزة الاتّصال اللاسلكيّ-Wireless.

ومن أجل تحميل البيانات أو رفعها، كان يجب أن تُوصَلَ بجهاز الكمبيوتر عبر كابلٍ خاصٍّ.

كانت هذه الأجهزة مفيدةً ولكنّها بعيدةٌ كلَّ البعد عن الهواتف الذكيّة.

لم يعرفْ أطفال اليوم عالمًا بلا إنترنت، ويمكننا اعتبار الجوّالات والأجهزة الذكيّة التي نحملها اليوم الجيلَ التالي من المساعد الشخصيّ الرقميّ.

2- مودمات الطلب الهاتفيّ-Dial-up Modems

مع انتشار الإنترنت عالي السرعة في المنازل اليوم أصبح التصفّح شيئًا صامتًا ولحظيًّا.

ولكن قبل أن يُولَد العديد من أطفال اليوم كان عليك القيام بالعديد من الخطوات لتصلَ جهازَ الكمبيوتر بالإنترنت.

لقد تطلّب ذلك الاتصالَ بموفّر الخدمة الخاصّ بك (ISP) باستعمال رقم هاتفٍ عن طريق مودم طلبٍ خارجيٍّ.

تطلّبت بعض النماذج القديمة إجراءاتٍ أصعبَ من ذلك حتّى، وكان الاتّصال يسبّب بعضَ الضجيج لأنّه حرفيًّا كان يُجري مكالمةً هاتفيّةً ويُرسِل إشاراتٍ تناظريّةً عبر خطوط الهاتف، وهذا من شأنه أن يعلّقَ خطَّ الهاتف كما لو أنّك تُجري مكالمةً بالفعل، وكاننقل البيانات بطيئًا والتحميل والرفع يستغرق بعضَ الوقت.

لا يعرف معظم أطفال اليوم على الأرجح ضجيجَ المودم ولا عذابَ مشاهدة الصورة ترسم نفسَها على المتصفّح من الأعلى إلى الأسفل بسرعة الحلزون.

إنّ معظمَ أجهزة الجوال وأجهزة الكمبيوتر الحديثة تكشف أيَّ شبكة (Wi-Fi) بشكلٍ تلقائيٍّ.

ما عليك إلا أن تختارَ الشبكةَ وتكتبَ كلمةَ المرور لتتمكّنَ من التصفّح والإبحار في عالم الإنترنت بسهولةٍ، أو تحميل البرامج وغير ذلك من المتجر.

مرّةٌ واحدةٌ كافيةٌ ليحفظَ جهازك الشبكةَ، بالإضافة إلى أنّ الأجهزةَ الذكيّة بإمكانها الاتّصال افتراضيًّا عبر شبكة الهاتف الجوّال التي يمكن من خلالها أيضًا تصفّح الإنترنت، وذلك عند عدم توافر شبكة (Wi-Fi).

1-أشرطة الكاسيت-Cassette Tapes

نشأ العديد من البالغين اليوم مع أشرطة الكاسيت، بينما وُلِد الأطفال في عصر الموسيقى الرقميّة التي انطلقت باختراع (MP3) في منتصف التسعينات، والآن يستهلك معظم الناس الموسيقى عبر (iTunes) و (Google Play) و (Amazon) أو عبر خدمات البثّ مثل (Pandora) و (Spotify).

لم يرَ بعض الأطفال شريطَ كاسيتٍ واحدٍ في حياتهم أبدًا، ويمثّل العمل مع مشغلات الكاسيت القديمة تحدّيًا بالنسبة لهم إذ يجب عليهم اكتشاف كيفيّة الوصول إلى الأغنية التي يريدونها عبر الجانب الصحيح من الشريط، وهو شيءٌ لست مضطرًّا للتفكير به حتّى بالنسبة للأقراص المُدمَجة أو الموسيقى الرقميّة التي تسمح لك بالانتقال إلى الأغنية التي تريدها بشكلٍ فوريٍّ.

أمّا بالنسبة للكاسيت؛ فإنّ الانتقالَ بين الأغاني كان يتطلّب تقديمًا أو إعادةً سريعةً وغالبًا ما تطلّب التوقّفَ مرارًا وتكرارًا، ومن ثمّ الاستماع وإعادة المحاولة للوصول إلى النقطة المحدّدة، وأحيانًا سيخرج الشريط ويبقى عالقًا في مرحلةٍ ما، وهنا تبدأ مهمّة إرجاعه مرّةً أخرى.

إنّ ذلك بعيدٌ كلَّ البعد عن الوضع اليوم، إذ يمكن الوصول إلى مئات أو آلاف الأغانيفورًا على الجوّال، بالإضافة للموسيقى المُتاحة عبر الإنترنت.

ملاحظة الكاتب:

لا يوجد شيءٌ أفضل من البحث حول كيفيّة استعمال الأطفال للتكنولوجيا لتدركَ كم عمرك فعلًا.

بعض الأشياء المُدرَجة في القائمة كانت تبدو في مرحلةٍ ما وكأنّها ستبقى موجودةً إلى الأبد، ولكن إذا عدنا بالتفكير إلى الخلف، سنجد أنّ الآيفون لم يكن مرافقًا لنا لفترةٍ طويلةٍ من حياتنا، ولم يكن لدينا (Wi-Fi) عالي السرعة لمدّةٍ طويلةٍ.

كلّ ذلك قد أعلن عن عصر الألواح التي تعمل باللمس والاتّصال المستقرّ.

والآن؛ كلّ شيءٍ تقريبًا يحوي تطبيقاتٍ قابلةٍ للتحميل وبإمكاننا أن نرسلَ كلَّ أنواع البيانات عبر هواتفنا.

إنّني لا أستطيع تخيُّلَ الحياة اليوم بدون فيديو، ممّا يجعلني أحبّ كلَّ هذه القدرات التقنيّة الجديدة، ولكنّه من الممتع إعادة التفكير في بعض الأدوات القديمة في أيّام الشباب.


  • ترجمة: أسامة ونوس.
  • تدقيق: اسماعيل اليازجي.
  • تحرير: سهى يازجي.
  • المصدر