في العصور القديمة، كان الهليون مشهورًا كمنشطٍ جنسيّ، وربما لسببٍ وجيهٍ هذا الخضار العصاريُّ يحتوي على مزيجٍ محفزٍ من العناصر الغذائية التي تساعد على تعزيز الطاقة، وتطهير المسالك البولية، وتحييد الأمونيا الزائدة، والتي يمكن أن تسبب التعب وعدم الاهتمام الجنسي.

ولأن الهليون يحتوي على كمياتٍ عاليةٍ من فيتامين k، فإنه متوازنٌ للغاية حتى بين الخضار الغنية بالمغذيات. ووفقًا لما ذكرته لورا فلوريس (أخصائية التغذية الغذائية في سان دييغو) إنَّ الهليون عالٍ في المواد الغذائية المضادة للالتهابات، ويوفر مجموعةً واسعةً من المواد الغذائية المضادة للأكسدة بما في ذلك فيتامين C، بيتا كاروتين، وفيتامين E، والمعادن، الزنك والمنغنيز والسيلينيوم.

وعلاوةً على ذلك، يحتوي الخضار على حمض أسباراجين الأميني، وهو أمرٌ مهمٌ في تطوير وظيفة الدماغ، وفقًا لدراسةٍ نُشرت عام 2013 في مجلة نيورون.

وإنه يحتوي على الكروم (معدنٌ نادرٌ يساعد الأنسولين على القيام بوظيفته في نقل الجلوكوز)، وهو غنيٌّ بشكلٍ خاصٍّ في الجلوتاثيون (مركبٌ لإزالة السموم)، ويمكن أن يساعد في تدمير المواد المسرطنة.

لهذا السبب؛ الهليون قد يساعد في المكافحة أو الحماية ضد بعض أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان العظام والثدي والرئة والقولون.

الحقائق الغذائية وجدول مغذيات الهليون

إن الهليون منخفضٌ بالسعرات الحرارية، حوالي 20 سعرة للوجبة ( خمسة أرماح)، لا يحتوي على دهون، ويحتوي على كمياتٍ قليلةٍ من الصوديوم، ويمكن للهليون أن يؤكل نيئًا أو مطبوخًا؛ ومع ذلك فإن مدة الطبخ تؤثر على الفوائد الصحية.

لقد لوحظ في دراسةٍ نُشرت عام 2011 في كيمياء الغذاء حول غلي الهليون لمدةٍ قصيرة ( blanching )  أن هناك اختلافًا ملحوظًا في الهليون اعتمادًا على مدة الغلي.

وبشكلٍ عام، كلما زادت المدة التي غُلي بها الهليون، كلما فقد المزيد من المواد الغذائية، رغم أن غليه لمدةٍ قصيرةٍ أدى الى سيقانٍ صلبة.

وعلاوةً على ذلك، فإن الأجزاء الوسطى والسفلية من الرماح كان لها حساسياتٌ مختلفةٌ لأوقات الغلي، إذ إنَّ الجزء السفلي هو الأكثر احتمالًا لفقدان المغذيات بسرعة؛ ولذلك يوصي واضعو الدراسة بوضع الشرائح المختلفة من الهليون لأوقاتٍ مختلفةٍ في الماء المغلي.

فيما يلي حقائق غذائية للهليون، وفقًا لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، التي تنظم وضع العلامات الغذائية من خلال قانون الوسم والتعليم الوطني:

حجم الحصة: 5 أرماح من الهليون (3.3 أوقية / 93 غرام)

النسبة المئوية للقيمة اليومية استنادًا إلى حميةٍ غذائيةٍ مبنيةٍ على ألفي سعرة.

السعرات الحرارية:  20 سعرة (السعرات الحرارية من الدهون 0)

  • إجمالي الدهون 0 غم 0%
  • إجمالي الكربوهيدرات 1%
  • الكوليسترول 0 ملغ 0%
  • الألياف الغذائية 4 غم 8%
  • الصوديوم 0 ملغ 0%
  • السكريات 2 غم
  • البوتاسيوم 230 ملغ 7%
  • البروتين2 غم
  • فيتامين أ 10%
  • الكالسيوم 2%
  • فيتامين سي 15%
  • حديد 2%

فوائد الهليون الصحية

إن الهليون جيدٌ لقلبك في مجموعةٍ متنوعةٍ من الطرق، أشارت فلوريس إلى أنَّ الهليون مرتفعٌ للغاية فى فيتامين ك الذي يساعد على تجلط الدم، ويساعد المستوى العالي من فيتامين B في الهليون على تنظيم الحمض الأميني هوموسستين؛ الذي يمكن أن تكون كثرته عاملًا خطرًا لأمراض القلب، وفقًا لما ذكرته كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد.

يحتوي الهليون أيضًا على أكثر من 1 غرام لكل كوبٍ من الألياف القابلة للذوبان، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، ويساعد الحمض الأميني أسباراجين على طرد الملح الزائد من جسمك.

وأخيرًا، الهليون له تأثيراتٌ ممتازةٌ  كمضادٍ للالتهابات ويحتوي على مستوياتٍ عاليةٍ من المواد المضادة للأكسدة، وكلاهما قد يساعد على الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

دور الهليون في تنظيم السكر في الدم

نوَّهت عيادة مايو أنَّ فيتامين B6 قد يؤثر على مستويات السكر في الدم ويُنصح بالحذر للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، أو انخفاض نسبة السكر في الدم.

ومع ذلك، فإن أولئك الذين لديهم مستوياتٌ صحيةٌ يمكن أن يستفيدوا من قدرة الهليون لتنظيمه.

أثر الهليون في الحد من خطر داء السكري من النوع 2

كما هو الحال مع أمراض القلب، يزداد خطر الإصابة بالسكري من النوع 2  مع الالتهاب المفرط والإجهاد التأكسديّ؛ لذلك، الهليون مضادٌ للالتهابات ويحتوي على مستوياتٍ عاليةٍ من المواد المضادة للأكسدة، ويُعد من الغذاء الوقائي الجيد.

وقد أشارت دراسةٌ نُشرت عام 2011 في المجلة البريطانية للتغذية إلى أن قدرة الهليون على تحسين إفراز الأنسولين وتحسين وظيفة خلايا بيتا تساعد أيضًا على تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النمط الثاني، خلايا بيتا هي خلايا فريدةٌ من نوعها في البنكرياس فهي تُنتج، وتخزن وتطلق الأنسولين.

فوائد الهليون في مكافحة الشيخوخة

يُعتقد أن الجلوتاثيون المضاد للأكسدة يبطئ عملية الشيخوخة، وفقًا لمقالٍ عام 1998 في مجلة لانسيت.

وحمض الفوليك الذي يوفره الهليون، يعمل  مع B12 لمنع التدهور المعرفيّ.

وجدت دراسة جامعة تافتس أنَّ كبار السن الذين يعانون من مستوياتٍ صحيةٍ من حمض الفوليك و B12 قاموا بأداءٍ أفضل خلال اختبار سرعة الاستجابة والمرونة العقلية من أولئك الذين لديهم مستوياتٌ أقل من حمض الفوليك و B12.

أثر الهليون على البشرة

هناك شيءٌ آخر مدهشٌ حول الجلوتاثيون المضاد للأكسدة، إنه يساعد على حماية الجلد من أضرار أشعة الشمس والتلوث، وفي دراسةٍ صغيرةٍ عام 2014 نُشرت في (Clinical Cosmetic and Investigational Dermatology ) درست النساء الأصحاء البالغات اللواتي تتراوح أعمارهنَّ بين 30-50 ، الذين طبقوا غسول الجلوتاثيون على نصف وجوههم وغسولًا وهميًا إلى النصف الآخر لمدة عشرة أسابيع.

رأى جانب الجلوتاثيون زيادةً في الرطوبة، وقمع تشكيل التجاعيد وكان الجلد أكثر سلاسةً من غير المعروف إذن، إنَّ تناول الأطعمة الغنية بالجلوتاثيون مثل الهليون سوف تُنتج تأثيرًا مماثلًا.

الحفاظ عليك مطهرًا مع منع حصى الكلى

الهليون يُمكن أن يكون بمثابة مدرٍّ طبيعيٍّ للبول، وفقًا لدراسةٍ عام 2010 نُشرت في (المجلة الطبية الهندية الغربية – West Indian Medical Journal) : ؤوهذا يمكن أن يساعد في تخليص الجسم من الملح الزائد والسوائل، مما يجعله جيدًا بشكلٍ خاصٍّ للأشخاص الذين يعانون من وذمةٍ وارتفاع ضغط الدم«.

وإنه يساعد على التخلص من السموم في الكلى ومنع حصى الكلى.

من ناحيةٍ أخرى، توصي المعاهد الوطنية للصحة أن الناس الذين يعانون من حصى حمض اليوريك في الكلى أن يتجنبوا الهليون.

صحة الحمل

أشارت فلوريس إلى أن كميةً كبيرةً من حمض الفوليك مهمةٌ بالنسبة للنساء في سن الإنجاب لتستهلكنها يوميًا.

حمض الفوليك يمكن أن يقلل من خطر عيوب الأنبوب العصبي في الأجنة؛ لذلك فمن الضروري أن تحصل الأمهات الحوامل على ما يكفي من ذلك.

تأثير الهليون على صحة الجهاز الهضمي

وقالت فلوريس: »من المعروف أن الهليون يساعد على استقرار عملية الهضم نظرًا للكمية العالية من الألياف والبروتين الذي يحتوي عليها، وكلاهما يساعد على تحريك الطعام من خلال الأمعاء وتوفير الارتياح من الانزعاج أثناء الهضم«.

وفقًا لجامعة ولاية أوهايو، الهليون يحتوي على أنولين (ألياف غذائية فريدة من نوعها مرتبطة بتحسين الهضم).

وبما أنَّ الإينولين هو بريبيوتيك، فلا يتم تقسيمه وهضمه حتى يصل إلى الأمعاء الغليظة، وهناك يغذي البكتيريا المعروفة بتحسين امتصاص المغذيات، والحد من الحساسية وتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون.

صحة جهاز المناعة وخطر السرطان

مضادات الأكسدة ومضادات الالتهاب، التي توجد بكمياتٍ كبيرةٍ في الهليون، عادةً ما يتم  ربطها مع انخفاض خطر الإصابة بالسرطان.

وأظهر التقرير التقيميُّ عام 2016 في مجلة المغذيات أنَّ السكريات (جزيئات الكربوهيدرات) التي وُجدت في الهليون ساعدت في منع انتشار خلايا سرطان الكبد الخطيرة في الدراسات الحيوانية عندما حُقن مع الأدوية المضادة للسرطان مباشرةً في الورم.

ولقد رأى العلماء قمعًا ملحوظًا في نمو ورم الكبد، وكذلك زيادة فترة البقاء على قيد الحياة لفتراتٍ طويلة مع سميةٍ قليلة.

عُثر أيضًا على مجموعةٍ من المغذيات النباتية تُسمى السابونين في الصفات العالية في الهليون. لديها كلٌّ من المكونات القابلة للذوبان في الدهون والماء، وهذا يعني أنها يمكن أن تؤثر على الجسم في طرقٍ أكثر من بعض المغذيات النباتية الأخرى، وهي معروفةٌ لآثارها على أغشية الخلايا والاستجابة المناعية.

اليوم، قد أُجريت عدة دراساتٍ على الحيوانات لمعرفة المزيد عن كيفية عمل السابونين في منع إنتاج جزيئات الالتهابات وتعزيز نشاط خلايا الدم البيضاء.

إحدى هذه الدراسات -التي نُشرت في الطب الحيوي وعلم الأدوية عام 2017- تقترح أن السابونين من الهليون قد يكون عنصرًا مفيدًا في منع تشكيل الورم الثانويّ.

نظرت الدراسة في تأثير السابونين من الهليون الذي يتم حقنه في الفئران لمدة 56 يومًا، ويؤدي إلى تحسنٍ في المناعة الخلوية دون ردود فعل حساسيةٍ عالية، كان ذاك التأثير نموذجيًا في الأدوية المستخدمة لمنع الأورام الثانوية.

مخاطر أكل الهليون

وقال فلوريس: »لا توجد آثارٌ جانبيةٌ مهددةٌ للحياة من التناول الكثير للهليون، ولكن قد تكون هناك آثارٌ جانبيةٌ غير مريحةٍ مثل الغاز، ورائحةٌ ملحوظةٌ للبول«.

ومن الممكن أيضًا أن يكون لديك حساسية الهليون، وفي هذه الحالة يجب ألا تأكله، وقالت أيضًا: »الناس الذين لديهم حساسيةٌ من أعضاء آخرين من عائلة الزنبق، مثل البصل والثوم والثوم المعمر، وهؤلاء أكثر عرضةً لحساسية الهليون«.

وتشمل الأعراض سيلان الأنف، قشعريرة، صعوبةً في التنفس، وانتفاخًا أو تورمًا حول الفم والشفتين.

لماذا يصدر الهليون رائحة البول؟

ووفقًا لمجلة سميثسونيان، الهليون هو الغذاء الوحيد الذي يحتوي على  حمض الهليون الكيميائي.

عندما يُهضم هذا الكيميائيُّ المُسمى على نحوٍ مناسب، فإنه ينهار إلى المركبات التي تحتوي على الكبريت، والتي لها رائحةٌ قويةٌ وغير سارةٍ ومتقلبة، ما يعني أنها يمكن أن تتبخر وتدخل الهواء وأنفك.

إن حمض الأسباراغويسيك ليست متطايرًا، والهليون نفسه لا رائحة له.

ما هو أكثر غرابةً من خضارٍ يسبب رائحةً للبول؟ إن العلماء لم يستطيعوا تفسير حقيقة أنه ليس كلُّ شخصٍ يمكنه شم الرائحة، يبدو أن معظم الأدلة تشير إلى أنه لا يمكن للبعض أن يشموا الرائحة، على الرغم من أن بعض العلماء يعتقدون أنه ليس الجميع ينتج تلك الرائحة.

في عام 2016، نشرت المجلة الطبية (The BMJ medical journal) دراسةً  فحص فيها الباحثون البيانات من دراسة (The Nurses’ Health Study) واسعة النطاق شارك فيها ما يقرب من 7000 من أصلٍ أوروبيّ للمساعدة في تحديد ما إذا كان هناك أساسٌ وراثيٌّ للقدرة على شم حمض الأسباراغوسيك.

ولم يتمكن أكثر من نصف المشاركين من شم رائحته، ووجد الباحثون أن الاختلافات الجينية القريبة من جينات المستقبلات الشمية كانت مرتبطةً بالقدرة على اكتشاف الرائحة، واقترح الباحثون أن العلاجات يمكن أن يتم إنشاؤها لتحويل القدرة على شم الرائحة إلى عدم القدرة على ذلك، وبالتالي زيادة إمكانية تناول الهليون الصحي.

إذا كان بإمكانك شم الرائحة أو لا، لا توجد آثارٌ ضارةٌ لإنتاج، أو شم رائحةٍ في البول.

حقائق عن الهليون

بحسب المجلس الاستشاريّ للهليون بميشغان:

  • الهليون يأتي في ثلاثة أصناف: الأمريكي والبريطاني (الأخضر)، والفرنسي (الأرجواني)، والإسباني والهولندي (الأبيض).
  • تم زراعة الهليون لأول مرةٍ منذ حوالي 2500 سنة في اليونان، »الهليون« كلمةٌ يونانيةٌ تعني ساق أو طلق النباتات.
  • اعتقد الإغريقيون أن الهليون هو عشبةٌ طبيةٌ من شأنها علاج وجع الأسنان ومنع لسعات النحل من بين أمورٍ أخرى.
  • وصف جالينوس (طبيبٌ في القرن الثاني)، الهليون أنه مطهرٌ ومشفي، وتستمر حتى الآن مزاعمٌ حول الفوائد الطبية للهليون.
  • أصبح الرومان عشاقًا كبارًا للهليون، وزرعوه في باحاتٍ ذات جدرانٍ عالية، وقد نشروه في غزواتهم إلى الإغريق والألمان والبريطانيين ومن هناك إلى بقية العالم.
  • أهم الولايات المنتجة للهليون هي كاليفورنيا وواشنطن وميشيغان.
  • رماح الهليون تنمو من التاج الذي يُزرع على عمق قدمٍ في التربة الرملية.
  • في ظل ظروفٍ مثالية، رمح الهليون يمكن أن ينمو 10 بوصات في 24 ساعة.
  • كل تاجٍ يُرسل رماحًا من الهليون لمدةٍ تصل لحوالي 6-7 أسابيع خلال فصل الربيع وأوائل الصيف.
  • تحدد درجة الحرارة في الهواء الطلق كمية الوقت الذي سيكون بين كل قطفٍ في وقتٍ مبكرٍ من الموسم، قد يكون هناك أربعة أو خمسة أيام بين كل عملية قطف، وكلما ازدادت الأيام والليالي دفئًا، قد يتعين قطف حقلٍ معينٍ كل 24 ساعة.
  • بعد الانتهاء من الحصاد، تنمو الرماح إلى السرخس، التي تنتج التوت الأحمر والمواد الغذائية والمغذيات اللازمة لمحصولٍ صحيٍّ ومنتجٍ في الموسم المقبل.
  • في العادة، لا يحصد محصول الهليون خلال السنوات الثلاث الأولى بعد زراعة التاج، ما يسمح للتاج بتطوير نظام جذرٍ ليفيٍّ قويّ.
  • تستطيع نبتة هليون مزروعةٌ ومعتنى بها جيدًا أن تنتج لمدة 15 سنة دون إعادة زراعتها.
  • قطرٌ أكبر يعطي نوعيةً أفضل!

  • ترجمة: نور مساد
  • تدقيق: تسنيم المنجّد
  • تحرير: زيد أبو الرب

المصدر