milky way

بالاعتماد على آخر الأدلة و النظريات فإنّ مجرّتنا يمكن أن تكون ثقباً دوديّاً ضخماً و إذا كان هذا صحيحاً ،ستكون مستقرة ويمكننا التنقل فيها.
هذه الفرضية المقترحة في دراسة نشرت في Annals of Physics و تم إدارتها بمشاركة من SISSA في Trieste.
هذه الورقة و تعتبر نتيجة اشتراك باحثين هنود، إيطاليين و أمريكيين شماليين دفعت العلماء إلى التفكير مجدداً في المادة المظلمة.
إذا ما جمعنا خريطة المادة المظلمة في مجرة درب التبانة مع أحدث نموذج للإنفجار العظيم Big Bang لتفسير الكون، و إذا ما افترضنا وجود أنفاق في الزمكان، ما نجده هو أنّ مجرتنا بإمكانها حقاً احتواء أحد هذه الأنفاق و أن النفق يمكن أن يكون بحجم المجرة نفسها و لكن هنالك المزيد.

بإمكاننا حتى السفر عبر هذا النفق باعتبار أنه بالاعتماد على حساباتنا ، يمكن أن يكون هذا الأخير قابلاً للعبور تماما مثل ذلك الذي رأيناه كلّنا في فلم Interstellar
Salucci هو من ضمن مؤلفي الورقة التي نشرت سابقاً في Annals of Physics.
و على الرغم من أنّ أنفاق الزمكان (أو الثقوب الدودية أو جسور أينشتاين-بينروز) لم تكتسب شعبية لدى العامّة سوى حديثاً بفضل فلم الخيال العلمي ، فإنها كانت موضع اهتمام الفيزيائيين الفلكيين لسنوات عديدة.
ما حاولنا فعله في دراستنا هو حل نفس المعادلة التي عمل عليها الفيزيائي الفلكي “Murph”و من الواضح أننا تمكنا من حلها قبل وقت طويل من ظهور الفلم -أضاف Salucci مازحاً- و هي في الواقع مهمّة للغاية في دراسات المادة المظلمة.

من الواضح أنّنا لا ندعي أنّ مجرتنا بالتأكيد ثقب دودي بل ببساطة هذه الفرضية محتملة طبقاً للنماذج النظرية.
“هل يتسنى لنا اختبارها تجريبياً” ؟ مبدئياً، يمكننا اختبارها عبر مقارنة مجرتين مثل مجرتنا و مجرة أخرى قريبة جداً مثل السحابة الماجلانية Magellanic Cloud لكننا ما زلنا بعيدين عن أية احتمالية لعمل مقارنة مثل هذه.

للوصول لاستنتاجاتهم، قام الفيزيائيان الفلكيّان بدمج معادلات النظرية النسبية العامة مع خريطة مدققة جداً لتوزع المادّة المظلمة بمجرتنا و قد حصلوا على هذه الخريطة عن طريق دراسة أجروها سابقاً سنة 2013.
بعيداً عن فرضية الخيال العلمي هذه فإن بحثنا مهم لأنه يقترح تفكيراً أكثر تعقيداً عن المادة المظلمة
كما أشار Salucci، فإن العلماء قد حاولوا طويلاً تفسير المادة المظلمة عبر افتراض وجود جسيم معين و هو النيوترالينو neutralino و الذي لم يتم التعرف عليه أو رصده في الكون بعد لكن توجد نظريات بديلة لا تعتمد على هذا الجسيم.
“ربما لقد حان الوقت ليأخذ العلماء المسألة من باب الجد. قد تكون المادة المظلمة بعداً آخر أو ربما نظام تنقل مجري أكبر و في كل الأحوال علينا أن نبدأ سؤال أنفسنا عن ماهية هذه المادة.” بحسب قوله.

[divider] [author ]ترجمة : أنور طرابلسي[/author] [divider]

المصدر