tcells

كيف يمكن لجهازنا المناعي حماية أجسادنا ضد الأجسام الغريبة كالفيروسات،الطفيليات،الفطريات و الأورام ؟ السر يمكن في نسخ كثيرة من نوعين من أنواع الخلايا المناعية،الخلايا الليمفاوية T و B و الذي يعمل كل نوع منهم على مستقبلات خاصة و محددة.

منذ عدة أعوام مضت،فك الشفرات المعقدة لهذه الخلايا كان أمراً مستحيلاً ،و ذلك لأن حجر رشيد أو مفتاح ترجمة و فهم هذه الشفرات كان مفقوداً ، أما اليوم و بفضل تقنية جديدة من قراءة تسلسل المادة الوراثية و التي تسمى ” NGS ” ، أصبح من الممكن الحصول على الملايين من التسلسلات الجينية و التي تعد بطاقة تعريف للخلايا الليمفاوية T ، و لكن كيف يمكن استخدام هذه التسلسلات لتقفي أثر التخصص الدقيق لكل نسخة من هذه الخلايا و كيفية أدائها لعملها؟

الاكتشاف ..

هذا السؤال تمت الإجابة عنه مؤخراً في مقاله علمية نشرت في مجلة العلوم ” science ” في الثالث و العشرين من شهر يناير ، و التي أجراها فريق من الباحثين بقيادة فريدريكا سالوستا من معهد أبحاث الطب الحيوي في بيلينزونا بالجامعة الايطالية بسويسرا،الدراسة أوضحت الطريقة التي ستستخدم في فك لغة الخلايا الليمفاوية T ، إحدى خلايا الجهاز المناعي و التي تحمينا من مسببات الأمراض و الأورام.
من خلال دمج الطريقة الجديدة من قراءة التسلسل الجيني مع التحفيز المختبري، سيتمكن العلماء من إنشاء كتالوج كامل من الاستجابات المناعية ضد مسببات الأمراض و التحصينات،و بشكل أكثر دقة ، وضع العلماء كتالوج خاص لاستجابة كل نسخة من الخلايا تجاه مسببات الأمراض و الأورام شارحين فيه مدى خصوصية الخلية لمسبب المرض و كيفية عملها و خصائصها مثل قدرتها على إنتاج مسببات الالتهاب ” السايتوكاينز – cytokines ” و كيفية هجرتها إلى الأنسجة المختلفة.
نتائج هذا البحث كانت مذهلة من نواحي عدة ، أولاً ذاكرة الخلايا الليمفاوية T كبيرة جداً تنقسم إلى آلاف النسخ كل منها يختص بمستقبلات معينة ، أما النتيجة غير المتوقعة الثانية ، فهي أن في داخل النسخة الواحدة من الخلايا الليمفاوية T تنقسم الخلايا إلى مجموعات تؤدي كل مجموعه وظيفة محددة أو تهاجر إلى أعضاء معينة.

و بحسب كلام فريدريكا سالوستا ” من خلال استخدام هذه الطريقة فإننا نستطيع فك شفرات الخلايا الليمفاوية T سريعاً مما يمكننا من تحديد أنواعها و مدى خصوصيتها لمسببات الأمراض و وظائفها ، و يمكننا فعل هذا لآلاف النسخ من الخلايا التي رد الجهاز المناعي ضد مسببات الأمراض و التحصينات ، من خلال هذه الطريقة تمكنّا من معرفة أنه عندما تواجه خلية ليمفاوية من النوع T مسبباً لمرض لأول مرة فإنها تتكاثر للقضاء عليه و من ثم تكتسب أبنائها من الخلايا من الجيل التالي صفات جديدة مثل القدرة على إنتاج أنواع أخرى من مسببات الالتهاب ” السيتوكاينيز – cytokines ” أو الهجرة إلى أعضاء أخرى في الكائن الحي ، المرونة الكبيرة للخلاية الليمفاوية T تعتبر عنصر جديد يوضح كيف يمكن لجهاز المناعة التصدي للهجمات بأسلحة مختلفة و على جبهات عديدة”.
هذه الدراسة تلقت دعماً من المؤسسة الوطنية السويسرية للعلوم ، مجلس البحوث الأوربي و المفوضية الأوربية.

[divider] [author ]ترجمة : مصطفى الزيات[/author] [divider]

المصدر