planetrings

اكتشف فلكيون بمرصد لايدن Leiden بهولاندا و جامعة روتشستر Rochester بالولايات المتحدة أن النظام الحلقي الذي شاهدوه يحجب نجماً شبيهاً بالشمس صغير السنّ J1407 هو ضخم جدّاً حيث أنّه أكبر بكثير من نظام زحل الحلقي.
وقد تمّ اكتشاف هذا النظام الحلقي سنة 2012 من قبل فريق بقيادة Eric Mamajek و يعتبر هذا الاكتشاف الأوّل من نوعه خارج نظامنا الشمسي.
و قد أظهر هذا التحليل الجديد للمعطيات لـKenworthy أن هذا النظام الحلقي يتكون من أكثر من 30 حلقة كل واحدة فيهم يقدّر قطرها بعشرات ملايين الكيلومترات علاوة على ذلك فقد وجدوا فراغات في هذه الحلقات و هذا يشير إلى إمكانية تكون أقمار و تم قبول هذه النتائج للنشر في المجلة الفيزيائية الفلكيّة Astrophysical Journal.
و قد قال Kenworthy أن التفاصيل التي نراها في المنحنى الضوئي لا تصدّق فهذا الكسوف استمرّ لعدّة أسابيع لكنّك ترى تغيّرات سريعة على مدى عشرات الدقائق نتيجة للتراكيب الدقيقة للحلقات.
كما قال أنّ هذا النجم بعيد جدّاً وهذا لا يسمح لنا برؤية الحلقات مباشرة لكنه بإمكاننا عمل نموذج دقيق اعتمادا على التغيرات السريعة في إضاءة ضوء النجم الذي يعبر هذه الحلقات و إذا كان بإمكاننا تبديل حلقات زحل بهذه الحلقات فسيكون من السهل رؤيتهم ليلاً إضافة إلى كونهم أكبر من القمر المكتمل بأضعاف.

إلى جانب ذلك، أضاف Kenworthy أن هذا الكوكب أكبر بكثير من المشتري و زحل كما أن حلقاته أكبر ب 200 مرّة تقريبا من حلقات زحل كما نراها اليوم. يمكنك أن تعتبره زحل فائق!
قام الفلكيون بتحليل المعطيات من مشروع SuperWASP وهو مجس مصمم لرصد العمالق الغازية التي تتحرك أمام نجمها الأم وقد بلّغ روشستر و زملاؤه اكتشاف النجم صغير السن و كسوفاته الغير اعتيادية واقترحوا أنها بسبب قرص لتشكل الأقمار حول كوكب عملاق أو قزم بني.

وقد تم تقدير كتلة الجسم الذي تحيط به الحلقات اعتماداً على تأثير دوبلر و التحليل الطيفي و قد توصّلوا إلى أن هذا المرافق على الأرجح عملاق غازي لم يتم رصده مع نظام حلقي ضخم مسؤول عن تعتيم ضوء النجم
إضافة إلى ذلك ، استنتج الفلكيون من خلال المنحنى الضوئي أن هذا النظام الحلقي يقدر قطره ب 120 مليون كيلومتر وهذا يجعله أكبر ب 200 مرّة من حلقات زحل و تقدر كتلة هذا النظام بقيمة كتلة الأرض على شكل جزيئات غبار معتمة للضوء.

فسّر Mamajek كمية المواد الموجودة في هذه الحلقات قائلاً “إذا كان بإمكانك أن تفتت الأقمار الغاليلية (Galilean moons) الأربعة الكبيرة للمشتري على شكل غبار و ثلج و توزع هذه المواد على مداراتهم على شكل حلقة حول المشتري فإن هذه الحلقة ستكون عاتمة جدا إلى درجة أن مشاهدا بعيدا يشاهدها تمرّ أمام الشمس سيرى كسوفا كبيرا يمتدّ على أيام.

بالنسبة لJ1407، نرى الحلقات تحجب 95% من الضوء الصادر عن هذا النجم صغير السن الشبيه بالشمس لأيام و بالتالي فتوجد مواد كافية هناك قادرة على تشكيل أقمار.
علاوة على ذلك فقد وجد الفلكيون على الأقل فراغاً واحداً في تركيبة الحلقات و التي تم تحديدها بشكل أفضل في النموذج الجديد و قد قال Kenworthy أنه من أحد التفسيرات السابقة أن قمرا تكون و أحدث هذا الفراغ و يمكن أن تكون كتلة هذا القمر بين كتلة الأرض و المريخ إضافة إلى أن مدة استكماله لدورة حول الكوكب قد تقدر بسنتين
و يتوقع الفلكيون أن هذه الحلقات ستصبح أرق في غضون ملايين السنين القادمة و في النهاية ستختفي بتكون الأقمار من المواد في هذه الأقراص
عبر العقود، افترض مجتمع علم الكواكب العلمي planetary science community أن الكواكب التي تشبه زحل و المشتري ربما كان لها في أطوار بدائية أقراصا حولها أدّت إلى تكون الأقمار و رغم ذلك، حتى اكتشاف هذا الكوكب في 2012 لم يلاحظ أحد نظام حلقي مثل ما هو مفترض.
هذه أول لقطة لتكون الأقمار على مقياس مليين الكيلومترات حول جسم تحت-نجمي
و يقدّر الفلكيون الفترة المدارية لهذا المرافق J1407b بـ10 سنوات و رغم أنه من الصعب تحديد كتلته بدقّة إلا أنها على الأرجح تتراوح بين 10 و 40 ضعف كتلة المشتري.
كما شجع الباحثون هواة الفلك على مراقبة النجم J1407 فهذا قد يساعد على رصد الكسوف المقبل للحلقات و هو ما يساعد على تحديد كتلة الكوكب و فترته المدارية بدقة و يمكن تقديم المشاهدات إلى الجمعية الأمريكية لمشاهدي النجوم المتغيرة AAVSO.
في الوقت ذاته، يبحث الفلكيون عن دراسات ضوئية أخرى باحثين عن كسوفات ناتجة عن أنظمة حلقية غير مكتشفة بعد.
و يضيف Kenworthy أن إيجاد كسوفات أجسام أخرى كمرافق J1407 هي الطريقة العملية الوحيدة لرؤية الظروف الأولية لتكون الأقمار في المستقبل القريب
كسوفات J1407b ستمكننا من دراسة الخصائص الفيزيائية و الكميائية للأقراص التي تحيط بالكواكب و تؤدي إلى نشأة الأقمار.

[divider] [author ]ترجمة : أنور طرابلسي | المقال الأول[/author] [divider]

المصدر