كيف أساؤوا الفهم؟

رُهاب الدفن حيًّا -أو الخوف من الدفن على قيد الحياة-هو أحد أنواع الرُّهاب الأكثر شيوعًا. إن فكرة الاستيقاظ داخل نعشٍ هي فكرةٌ مروّعة.

عادةً ما يكون الأطباء متأكدين تمامًا حين يعلنون حالة وفاة, ولكن وفقًا لتقارير من صحيفة La Voz de Asturias الإسبانية، فقد أُرسِلَ رجلٌ مؤخرًا إلى المشرحة، وقد سُمِعَ صوت شخيره لاحقًا بعد بضع ساعات.

ويتحدّث المقال عن غونزالو خيمينيز مونتويا، وهو أحد نزلاء سجن إقليم أستورياس في إسبانيا، الذي أُعلن موته بواسطة ثلاثة أطباء.

وقد استعاد غونزالو وعيه قبل ساعاتٍ من تشريح جسده, وقالت عائلته بأن علاماتً كانت قد رُسِمَت على جسده قبل الشروع بتشريحه.

لحسن الحظ، قبل البدء بالعملية، بدأ غونالو بإظهار بعض الإشارات التي تدلّ على أنّه لا يزال على قيد الحياة، ونُقِلَ بسرعةٍ إلى مستشفى قريب.

وليس من المعروف عن الأطباء المحترفين الثلاثة ارتكاب خطأٍ بالتشخيص كهذا, وقد أشارت بعض المصادر في المستشفى من خلال مقابلةٍ على قناة (تيليسينكو) الإسبانية أن ذلك قد حدث نتيجة حالةٍ طبيةٍ غير معتادة.

ووفقًا للمركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية (NCBI) فإنَّ التخشُّب هو حالةٌ تتميّز بالخمول وانخفاض الاستجابة للمنبهات، ونزعةٌ إلى الإبقاء على وضعية السكون.

وغالبًا ما تنخفض العلامات الحيوية كالتنفس والنبض إلى مستوياتٍ منخفضةٍ للغاية، مما يجعلها تقريبًا غير قابلةٍ للكشف للأطباء حتى.

ويقول المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية بأن أطراف الشخص المتخشّب (تميل إلى المحافظة على أية وضعيةٍ كانت عليها) وهذا ما يُشخَّص خطأً على أنه التخشّب الموتي وهي المرحلة الثالثة من الموت.

يمكن للتخشّب في بعض الأحيان أن يكون أحد أعراض الصرع، وهذا ما صرّحت صحيفة La Voz de Asturias بأنّ غونزالو كان يعاني منه, وقد قالت عائلته بأنه قد فوّت تناول دوائه في الأسابيع القليلة الماضية بسبب عدم المعرفة مسبقًا باحتمال زجّه في السجن.

وأول ما فعله غونزالو بعد (بعثه) هو السؤال عن زوجته.

وقال الاطباء بأنّ دماغه قد مُنِعَ عنه الأوكسجين لفترةٍ من الزمن، ولكنه قادرٌ على التحدّث وتذكّر الامور، وكلاهما مؤشران جيدان.


  • ترجمة: محمد حميدة.
  • تدقيق: م. قيس شعبية.
  • تحرير: عامر السبيعي.
  • المصدر