في مثل هذا اليوم 22 يناير من عام 1561 ولد في لندن في بريطانيا السياسي والقاضي والفيلسوف الكبير فرانسيس بيكون.

درس القانون في جامعة كامبريدج وعمل في بداية حياته في القضاء حتى أصبح مستشارًا للملك جيمس الأول وقاضيًا للقضاة في المملكة المتحدة، وفي النهاية تفرَّغ لكتبه التي تركت تأثيرًا مباشراً في أوروبا والعالم وشكَّلت علامة فارقة في تاريخ العلم، وجعلت منه بدون منازع قائدًا لما بات يعرف بعصر العقل (The Age of Reason) ومبشِّرًا بالنهضة الأوربية الحديثة.

هاجم بيكون في كتبه المنهج النظري في العلم الذي ورثته أوروبا عن أرسطو وفلاسفة اليونان ولم يستطع علماؤها الخروج عليه وتغييره، وفي مقابل ذلك كانت الطريقة الجديدة التي دعا إليها فرانسيس بيكون هي الطريقة التجريبيَّة والشك في أيّ حقائق أو معطيات لا تدعمها التجربة العمليَّة والعلوم التطبيقيَّة؛ بمعنى آخر فهو يؤكد على أهمية الحواس في العلم وليس العقل المجرد.

لم يكن بيكون عالمًا بالمعنى الحرفي للكلمة ولكنَّه قاد العلماء وأنار لهم الدرب نحو المنهج العلمي السليم، وعلى خطاه سار كبار علماء عصر النهضة الذين غيّروا وجه العلم للأبد كإسحق نيوتن ولويس باستور وأنطوان لافوزييه وروبرت هوك وفولتيير ودينس ديدرو وغيرهم.

كتب بيكون كلها تحمل روح التحدي والثورة على كل ما هو قديم وخاطئ، وتبني منهجًا علميًا متزنًا وسليمًا ومن أشهرها:

• التجديد الكبير (The Great Instauration).
• النهوض بالمعرفة (The Advancement of Learning).
• الأورغانون الجديد (New Organon).
• المقالات (Essays).
• الأتلانتس الجديدة (New Atlantis).

من دلائل تأثير بيكون الكبير على علماء عصر النهضة ومكانته التي لا تُضاهى عندهم؛ أنَّ مؤسسي الجمعية الملكية البريطانية للعلوم اعتبروه مصدر وحي الجمعية وملهمها وقال أحدهم: بيكون هو خالق الفلسفة من جديد.

على الرغم من شهرته الكبيرة وأهميَّته في تاريخ العلم فهو شخصيَّة غير ذائعة الصيت في العالم العربي مقارنة بعلماء أوروبيِّين آخرين هم أقل منه مكانة وتأثيرًا.


  • إعداد: د. محمد الأبرص
  • تدقيق: دانه أبو فرحة
  • تحرير: محمد سمور
  • المصدر