لاريب في أنّ علامات الإجهاد مألوفةٌ جدًا بالنسبة للناس،كتسارع ضربات القلب، تشنج العضلات و حدّة رد الفعل تجاه الأشياء صغيرة، و في حين قد يكون من الصعب تجنب المواقف التي تستنفذ الصبر، لكن السرَّ يكمنُ في تخفيف التوتر و الإجهاد المصاحب لتلك الحالات وفقاً للخبراء، وتحويلهِ إلى فنٍّ جوهريٍّ وهو العثور على الفكاهة.

و تبنّي هذه العقلية في التعامل مع الأحداث يتطلب تفهمَ حقيقةِ أنه لا يوجد أحداثٌ مجهدةٌ في أساسها.

(إيلينكلين-Allen Klein ) مؤلف كتاب (قوة الفكاهة في الشفاء-The Healing power of Humor) والمتحدث الرئيسي في المناقشات التي تتحدَّث عن أهمية إيجاد الجانبِ الفكاهيِّ في كلِّ موقفٍ، يقول:

“ليس هناك معنًى متأصلٌ في كلِّ شيءٍ، بل نحن من نكوّن ذلك المعنى” لذلكَ حتى في أكثر التجارب صعوبةً يبحثُ كلين في نفسه عن إمكانية إيجاد الفكاهة.

“إنَّ تعلُّم العثور على الجانب المضحك في كل لحظةٍ يخفف و يضائل التوتر الذي قد ينبع منها” يقول كلين.

الفكاهة و الضحك أمران مختلفان، يشرح البروفيسور في جامعة بيركلي(ستيفن سولتانوف- Steven Sultanoff) الأخصائي في الطب النفسي السريري: “حس الفكاهة يحفز الضحك الذي يكون رد فعلٍ جسديٍّ، ورغم أن الدراسات أثبتت أيضًا فعالية الضحك في إنقاص الاكتئاب و التوتر النفسي إلا أن الفكاهة هي نقطة البداية و الحلُّ الفعليُّ في تحدي الأوقات الصعبة إذ يؤدي إلى تغيير كيفية التفكير و الشعور و الإحساس و التعامل مع اللحظات المجهدة و المؤرِّقة”.

لذلكَ فإنَّ اتباعَ استراتيجيات التركيز على الفكاهة كفيلةٌ بإحداث الفرق و التكيف مع المواقف المتوترة، و هناكَ خمسُ نصائحَ لتحقيق ذلك:

1- ابحث عن صديقٍ ذو حسٍّ فكاهيٍّ:

“اجعل من ذلك الشخص المرح الذي يُلقي الدعابات و النكت ملجأً إليك في كل مرة تسوء فيها الأمور، إذ أنإلقاء الطرائفِ واستذكارَ بعض الأحداث الطريفة المضحكة بمثابة علاجٍ لتجاوز الفترات المتوترة” ينصح كلين.

2- خذ استراحةً للضحك :

يعمد الكثيرون إلى المشيِّ أو التأمل لتصفية الذهن و الراحة، بالمثل يمكنكَ أن تحتفِظَبلائحةٍللمواقع الفكاهية والفيديوهات الكوميدية التي يمكنك العودةُ إليها في كل حينٍلكي تبعث فيكَ الضحكَ و حسَّ الفكاهةِ.

3- تكوين رؤيةٍ فكاهية:

يعتقد (سولتانوف-Sultanof) أنَّ إدخال الفكاهة في حياتنا اليومية يبدو كتطعيمٍ لأنفسنا تجاه العوامل المجهدة في العالم. و بمجرد تغيير نظرتنا يتضاءل التوتر الناجم عن الموقف بشكلٍ هائلٍ. وفقًا لسولتانوف فإن الموقف الكوميدي يتلخص في التفكير بالحياة بشيءٍ من الفكاهة و الضحك.

يمكنكَ البدءُ بملاحظة ما يسرك و يسليكَ و محاولة دمجه في حياتك اليومية بشكلٍ أكبرٍ، مثلًا يحمل (سولتانوف) معه أنف مهرجٍ كي يضعه عند الانتظار في طابورٍ مالمدةٍ طويلةٍ، ليخفف عنهُ الإزعاج.

4- العثور على محرضٍ و محفزٍ للضحك:

يوصي (سولتانوف) بإبقاء الكثير من الأشياء التي تذكرك بأحداثٍتبعث الضحك في نفسك سواءً كانت هديةًتذكاريةً أو صورةً أو حتى عبارةً ما، إذ أن كلمةً واحدةً تكفيلتعيدَ إليك ذكرى تثير فيك الضحك و البهجة.

ويقول (سولتانوف) أنه ينظر إلى صورة ابنته بعد أن رُمِيت بفطيرةٍ من الكريما في وجهها كلما أراد أن يضحك.

5- توخِّي الحذر:

“لا يمكنُنَا تجاوز جميع المواقف بالضحك!” تحذر (د.كوبرمان) أخصائية الأعصاب في (NYU Langone Huntington Medical Group)؛ “بالرغم من أنَّ المزاح قد يساعد في إنهاء النزاعات الزوجية،إلا أنه قد ينحرف عن مسعاه بسرعةٍ كبيرةٍ لذا لابد من استخدامه بحذرٍ” تقول (د.كوبرمان)، و تعتقد أنه يُفَضَّل استخدامه من قبل المتزوجين منذُ فترةٍ طويلةٍ.

كذلك يشير (سولتانوف) إلى أنَّ الفكاهة قد تلعب دورًا مشتَّتًا، إذ قد يضيع الوقت دون القيام بالأمور اللازمة، إضافةً إلى ذلك فقد يزيد من التوتر إذا كان الشخص يشعر ببعض الضغط لذا من الأفضلِ إنهاء الشخص لمهامه والتزاماتهِ حتى يشعر بالراحة، من ثم ينصح (سولتانوف) بأن يكرر الشخصُ الموقف مع نفسه مع إضفاء شيءٍ من الفكاهة عليه ليرى مدى جدوى هذه الفكرة و فعاليتها.


  • ترجمة: ساندرا نصور.
  • تدقيق: هبة أبو ندى.
  • تحرير: سهى يازجي.
  • المصدر